الغابات المقابر.. بديل غريب لدفن الموتى في فرنسا

ينتشر في شرق فرنسا، بشكل ملحوظ، ما يُعرف بـ«الغابات المقابر»، وهي مقابر يُستعاض عنها كبديل للمدافن التقليدية، حيث يدفن رماد الجثمان عند سفح شجرة، وهو أسلوب مستوحى من النموذج الألماني بهدف إحداث منفعة بيئية.
يميل الفرنسيون بشكل متزايد إلى حرق الجثث عوضا عن دفنها، وبالتالي تحولت مدن كبرى للاهتمام بهذه الفكرة، كما يخطط بعضهم لافتتاح غابة مقبرة على مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع من المقبرة الجنوبية في السنوات القادمة.
افتتحت «الغابة المقبرة» في مارس على مسافة نحو 40 كيلومتراً جنوب ستراسبورغ، في غابة بموترشولتز، يقوم العديد من الأشخاص بزيارة الموقع وحجز مكان بها، يبلغ سكان «شيلتيغهيم» ما يقرب من 32 ألف نسمة.

وقال لوك ديتويلر، نائب رئيس بلدية موترشولتز «إن المساحات التي خصصت حول شجرة بلوط عملاقة حجزت بشكل شبه كامل، وأضاف أن «هذا مكان نحاول أن نتركه على طبيعته بقدر الإمكان».

 واختيرت بعض الأنواع من الأشجار لتصبح مقابر للأشخاص ومنها شجرة البلوط والبندق والأكاسيا، لتسع جثمان ما يقرب من 500 شخص في محيطها. وتصل تكلفة حجز مكان لمدة 30 عاما، من 600 إلى 1000 يورو اعتمادا على حجم الشجرة وهذه التكلفة للأشخاص المحليين في حين تزيد بمقدار 200 يورو، للأشخاص من خارج «موترشولتز»، بالإضافة إلى تخصيص مساحة للتأمل مع مقاعد من الحجارة للجلوس، في حين يدفن رماد سكان المدينة بالغابات مجاناً، من دون أزهار أو أكاليل أو علامات مميزة.
وذكر المسؤول المحلّي «برنار جوناست» أن هذه المساحة تحمل رمزية قوية جداً، حيث تربط بين صلة الشجرة الحية والشخص المتوفى».
وقالت نائبة رئيس البلدية «شانتال فينك» المسؤولة عن جودة الخدمة العامة: «نحن أول مدينة كبرى تقدم هذه الخدمة، وهذا يلبّي التوقعات المجتمعية» وأضافت أن الأمر نهج بيئي ديناميكي يهدف إلى العودة إلى الطبيعة.