أسسها الكاتب الصحفي

أمين صالح

السبت، 11 يناير 2025

05:47 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

محمد صبرى

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

محمد صبرى

tru

من الفيضانات إلى الحرائق، الأزمات المناخية تدمر كاليفورنيا

الحرائق في كاليفورنيا

الحرائق في كاليفورنيا

وداد العربي

A A

في تحول مناخي شديد يعكس حجم المخاطر المترتبة على التغيرات المناخية العالمية، تواجه ولاية كاليفورنيا الأمريكية واحدة من أخطر الأزمات المناخية في تاريخها الحديث. 

وبعد أسابيع قليلة من تعرضها لفيضانات كارثية، تعاني الولاية الآن من سلسلة من الحرائق المدمرّة التي تجتاح مساحات واسعة من أراضيها.

فيضانات كارثية تهدد البنية التحتية

وفي جنوب كاليفورنيا، شهدت المنطقة تحولًا مناخيًا حادًا في العام الماضي، حيث ضربت سلسلة من العواصف المطرية العنيفة في ديسمبر وبلغت ذروتها في أوائل فبراير. 

وحسب تقرير شبكة "سي إن إن"، فقد تلقت لوس أنجلوس ما يعادل قدمًا كاملًا من الأمطار، مما أدى إلى كارثة طبيعية شاملة. 

وغمرت المياه الطرق الرئيسية، جرفت مئات السيارات، وتسببت في انهيارات طينية ضخمة، كما أسفرت الفيضانات عن تدمير كبير للبنية التحتية، مع إجلاء الآلاف من السكان.

من الفيضانات إلى الجفاف والحرائق

ورغم هذه الفيضانات المدمرّة، شهدت كاليفورنيا تحولًا سريعًا ومفاجئًا إلى جفاف قاسي في غضون أشهر قليلة فقط. 

وأكد العلماء في جامعة كاليفورنيا أن الولاية سجلت واحدًا من أكثر فصول الصيف حرارة في تاريخها خلال 2024، وذلك في وقت كان فيه موسم الأمطار قد بدأ بشكل جاف غير مسبوق. 

وخلق هذا التحول السريع من الفيضانات إلى الجفاف ظروفًا مثالية لاندلاع الحرائق، حيث تحولت النباتات التي نمت بفعل الأمطار الغزيرة إلى وقود جاف سريع الاشتعال.

التغيرات المناخية تؤثر بشكل متسارع

وفي تعليق له على هذا الوضع، يشير دانيال سوين، عالم المناخ البارز في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، إلى أن طبيعة مناخ الولاية المتوسطي يجعلها عرضة بشكل خاص لأشد تأثيرات التغير المناخي. 

إذ يعتمد مناخ كاليفورنيا على نمط موسمي دقيق، يتسم بفصول صيف جافة وهطول الأمطار في الشتاء. 

ومع تغير هذا النظام الطبيعي بسبب التغيرات المناخية العالمية، أصبح أي تغير بسيط في أنماط الطقس يؤدي إلى آثار مدمرة.

الظاهرة الجديدة: التقلب المناخي المفاجئ

ونُشرت دراسة حديثة في مجلة "نيتشر" كشفت عن ظاهرة جديدة تدعى "التقلب المناخي المفاجئ"، وهي ظاهرة تتمثل في التحولات الحادة والسريعة بين حالات الجفاف الشديد والأمطار الغزيرة. 

ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية نتيجة انبعاثات الوقود الأحفوري، يتزايد تكرار هذه التقلبات المناخية، مما يؤدي إلى زيادة احتمالات حدوث الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى رفع حدتها وتأثيراتها المدمرة.

موسم الحرائق لم يعد محددًا

وفي هذا السياق، صرح حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، بأن مفهوم "موسم الحرائق" التقليدي قد اختفى، وأكد أن خطر الحرائق أصبح يهدد الولاية على مدار العام. 

وتدعم هذه التصريحات تحذيرات من المركز الوطني للحرائق، الذي توقع استمرار المخاطر المرتفعة حتى يناير، مع بداية مبكرة لموسم الحرائق في المناطق المرتفعة.

عاصفة نارية مثالية: العوامل المتطرفة تتفاقم

وتزداد خطورة الوضع مع العوامل المناخية المتطرفة الأخرى، مثل عاصفة رياح سانتا آنا التي ضربت المنطقة.

ووصلت سرعة الرياح إلى 100 ميل في الساعة، مما جعل من الصعب على فرق الإطفاء السيطرة على الحرائق سريعة الانتشار. 

وفي ظل هذه الظروف القاسية، يصف الخبراء الوضع بـ"العاصفة النارية المثالية"، حيث تجتمع الرياح القوية مع الجفاف الشديد والنباتات الجافة المتراكمة، مما يزيد من صعوبة مواجهة الحرائق.

search