تامر أمين يكتب.. عفوا هذا زمن السوشيال ميديا
تامر أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الأسبوع سنتحدث عن موضوع في غاية الأهمية بل في اعتقادي المتواضع هو قضية العصر الحديث بلا منازع ألا وهو مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت أو ما يعرف إعلاميا باسم السوشيال ميديا.
الأكيد وبدون نقاش أن مارك زوكربيرج عندما فكر واخترع تطبيق الـ Facebook منذ سنوات بعيدة لم يكن يتخيل أبدا ولا حتى في أقصى أحلامه أن يتحول هذا التطبيق ومن بعده تطبيقات أخرى كثيرة إلى هذا العالم الواسع مترامي الأطراف والذي لديه القدرة على التأثير والتغيير بل حتى على صناعة القرار، فالرجل كانت أقصى أمانيه أن يصنع ساحة يلتقي فيها الأصدقاء القدامى ببعضهم البعض ويجدون منصة مشتركة فيما بينهم لتبادل الذكريات وسرد الحكايات، ثم فوجئنا جميعا وفوجئ هو شخصيا بتحول هذه المنصة إلى غول مفترس يلتهم كل ما حوله ويصبح مسرحا عملاقا لكل فنون وعلوم الدنيا بما يجعله عالما موازياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبخلاف الـ Facebook لدينا الـ Instagram وأيضا البعبع الجديد الـ TikTok وغيرها من التطبيقات العديدة المنتشرة والتي تحولت شيئا فشيئا إلى العالم الحقيقي الواقعي الذي يعيش فيه الناس ولم يعد ذلك العالم التخيلي الموازي.
علينا أن نعترف جميعا خصوصا الأجيال الكبيرة في العمر نسبيا بسطوة السوشيال ميديا وسيطرتها تقريبا بشكل كامل على حياة الشباب وأفكارهم بل وطموحهم للمستقبل، وعلينا أن نتعامل مع هذا الواقع الجديد لا أن نرفضه او ان نحاربه لأن الزمن غير الزمن والحال ليس هو الحال.
من كان يتصور منا أن هذه المواقع الاجتماعية البسيطة يمكن أن تتحول إلى مصدر دخل أساسي لكثير من الناس الذين فهموا اللعبة وأجادوا فنونها وأصبحوا قادرين على التأثير وصناعة المحتوى الجذاب بل إن الدخل الذي يأتي لبعض من هؤلاء يفوق اضعافا مضاعفة لدخول الكثير من المهن الأخرى التقليدية التي أفني الناس أعمارهم فيها، هذا ناهيك عن أبواب الشهرة التي فتحت على مصراعيها لكثير من الشباب الذين وجدوا ضالتهم فيها لعرض مواهبهم وأفكارهم وفي بعض الأحيان إمكاناتهم، هذا بالتأكيد بخلاف البعض الذي سلك الطريق السهل والرخيص من أجل جمع اللايكات والمشاهدات عن طريق الإسفاف والابتذال والتعري.
ورغم أن السلبيات والانحرافات كثيرة ومنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن هناك البعض الذي يقدم محتوى جاد هادف و جذاب وهي الفئة التي استطاعت أن تفهم جيدا قواعد اللعبة وتستفيد أفضل استفادة من إمكانات وفرص السوشيال ميديا فحققوا المال والشهرة مع احتفاظهم بكرامتهم و معها احترام الناس.
الأمل الآن ألا تتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى سيرك كبير نرى فيه العجائب والغرائب والطرائف، بل منصة حقيقية لصنع المحتوى الهادف الذي يدفع بنا إلى الأمام ويساهم في تطوير وتنمية المجتمعات والشعوب.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ما توقعاتك لنتيجة مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي؟
-
فوز الأهلي
-
فوز المصري البورسعيدي
-
تعادل الفريقين
أكثر الكلمات انتشاراً