بين السياسة والفضائح، «ملفات بيبي» يكشف فساد نتنياهو وعائلته

تمكّن آلاف الإسرائيليين من تجاوز الحظر القانوني المفروض على فيلم «ملفات بيبي»، الذي يكشف تحقيقات الشرطة مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأفراد عائلته، حيث تم رفعه مؤخرًا على تطبيق أمريكي يُعرف بـ«جولت». 

ولجأ الإسرائيليون لاستخدام شبكات VPN لمشاهدة الفيلم، الذي أثار ضجة كبيرة وجرى تداول مقاطع منه على وسائل التواصل الاجتماعي، ويُذكر أن القانون الإسرائيلي يحظر نشر تسجيلات التحقيقات، ما منع عرض الفيلم محليًا.

محاولات نتنياهو لوقف عرض الفيلم

وسعى نتنياهو لوقف عرض الفيلم في مهرجان تورنتو السينمائي العام الماضي، بحجة أن أحد منتجي الفيلم، الصحفي الإسرائيلي رفيف دراكر، عُرف بخصومته السياسية لنتنياهو، ورغم ذلك، رفضت المحكمة الإسرائيلية الطلب، مما مهد الطريق لعرض الفيلم دوليًا.  

تسليط الضوء على فساد نتنياهو

ويستعرض الفيلم تسلسل الأحداث منذ عام 2015، بدءً من فوز نتنياهو الساحق في الانتخابات وحتى توجيه اتهامات بالفساد ضده عام 2019. 

ويتضمن الفيلم تسجيلات مسرّبة من تحقيقات الشرطة مع نتنياهو وزوجته سارة وابنه يائير، بالإضافة إلى مقابلات مع شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت ورئيس جهاز الشاباك السابق عامي أيالون.  

فضائح عائلية وهدايا باهظة الثمن وواقع مؤلم 

ويكشف الفيلم سلوكيات عائلة نتنياهو، حيث تتحدث التسجيلات عن تلقيهم هدايا فاخرة مثل السيجار والمجوهرات، وهو ما أثار استياء جمهور الاحتلال الإسرائيلي. 

وتظهر سارة نتنياهو وهي تطلب مجوهرات باهظة خلال استجوابات الشرطة، ما يعكس نمط حياة فارهة بعيدًا عن واقع الأوضاع المؤسفة في كيان الاحتلال الإسرائيلي.  

الأبعاد السياسية لفيلم "ملفات بيبي"

ويربط الفيلم بين محاولات نتنياهو للهروب من المحاكمة وقراراته السياسية المتطرفة، بما في ذلك تحالفاته مع شخصيات يمينية متطرفة مثل إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش. 

ويشير الفيلم إلى أن استمرار الحرب على غزة كان مدفوعًا برغبة نتنياهو في صرف الأنظار عن قضايا فساده.  

التأثير الاجتماعي والسياسي

واعتبر نقاد أن الفيلم يقدم نظرة عميقة لشخصية نتنياهو وتأثير قراراته على المجتمع الإسرائيلي. 

ووفقًا للمخرجة أليكسيس بلوم، فإن الفيلم يكشف عن الجوانب الإنسانية في شخصية نتنياهو، حيث يُظهر كيف دفعته رغبته بالبقاء في السلطة إلى اتخاذ قرارات "كارثية".

ويجمع فيلم "ملفات بيبي" بين التحقيقات الشخصية والسياسية لتقديم صورة غير مسبوقة عن بنيامين نتنياهو.

وبينما تستمر النقاشات حول تداعيات الفيلم داخل إسرائيل، يبقى تأثيره الأكبر في تسليط الضوء على العلاقة بين الفساد الشخصي والتحولات السياسية التي قادت إسرائيل نحو المزيد من الانقسامات والتطرف.