معتز الجمل يكتب.. هل ستشهد مصر انتعاشًا اقتصاديًا الأيام المقبلة؟

سؤال يتردد ويراود الكثيرين من أفراد الشعب المصري هذه الأيام، هل ستشهد مصر انتعاشًا اقتصاديًا الأيام المقبلة؟

والإجابة على هذا السؤال بكل بساطة، أن الانتعاش الاقتصادي بدأ فعلًا ومصر لا تنتظره، إذ إنها تعيش في بداياته، فقبل ثورة 30 يونيو، كان التصنيف الائتماني العالمي سالبًا، والآن أصبحت مصر دولة موجبة جاذبة للاستثمار، وأصبح هناك دول وشركات وهيئات تسعى للاستثمار فيها.

 وفي آخر تصنيف دولي للدول الأكثر نموًا من الناحية الاقتصادية، احتلت مصر المركز الخامس على مستوى العالم في الاستثمار الخارجي وفي جذب الاستثمارات الخارجية، وبالطبع أي مستثمر أجنبي لن يضع جنيهًا واحدًا في مصر، ما لم يكن متأكدًا من قدرته على استرداده.

ومصر لها عوائد وفوائد وأرباح، وبالفعل أصبحت دولة جاذبة للاستثمار، حيث بدأ الانتعاش النسبي، أما الانتعاش الكلى فهو قادم، وما كان هذا ليحدث لولا البنية الأساسية الجبارة، التي قاد إنشاءها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمشروعات الضخمة التي تم إنجازها، ومنها مشروع العاصمة الإدارية ومشروعات الطرق والكباري وقناة السويس الجديدة ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، ومحطات الصرف الصحي وشبكات المياه وغير ذلك، كل هذا صنع انتعاشًا اقتصاديًا، فكل من عمل في هذه المشروعات عاد عليه بعائد مالي مجز، كل المصانع المنتجة للخامات التي تم استخدامها في مواد بناء وخدمات وغير ذلك، أدر عليها عائدًا مجزيًا، أليس هذا انتعاشًا اقتصاديًا؟
 

كل ما ذكرناه من مشروعات هو المقومات الأساسية لجذب الاستثمار، فما جدوى أن أبني مصنعًا وليس لدي طاقة كهربائية لتشغيله أو عندي مياه تصل إلى المصانع أو طرق نقل المواد الخام إلى المصنع، وما جدوى الطرق إن لم تكن ممهدة وليس عليها خدمات كمحطات بنزين واستراحات ومحطات صيانة وإصلاح، كل هذا تم خلال سنوات قليلة وحدث انتعاش نسبي، أما الانتعاش الكلي فهو قادم في الطريق، نحن من ألقى البذور وننتظر موسم الحصاد، ولكننا كشعب لا ننتظر بل نعمل في كل المجالات.

وأخيرًا أهم ما تم تحقيقه هو الأمن والأمان المنتشر في ربوع مصر الآن، والدليل على قولي هذا أننا لسنا بأقوى من أمريكا وبريطانيا وفرنسا والدول الكثيرة التي يحدث فيها انفجارات وأحداث، أي دولة بها تحديات وبها ضغوطات وظروف، وفي النهاية عملية الإصلاح هي عملية تراكمية وليست ماكينة نضغط عليها.