فريدة الشوباشي تكتب.. أمريكا تعارض؟! إسرائيل
فريدة الشوباشي
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية رغم تفوقها التكنولوجي الأكيد، تتوهم أننا نعيش في عصر غير عصر السوشيال ميديا الذي تصل فيه الأخبار بعد صدورها بثوان معدودة، فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يطلب من نتن ياهو تجنب ضرب المدنيين في لبنان، في نفس الوقت الذي تعلن فيه واشنطن تزويد دولة الاحتلال بدفعات هائلة من الأسلحة والذخيرة ومساعدات مالية بالمليارات، لطمأنة قائد حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية ثم في لبنان، بأن ماما أمريكا في ظهره ويريد بايدن أن يصدقه العالم خاصة العرب.
ويكفي أن يشاهد أحد مهما كان محدود الذكاء، آثار الدمار الذي اقترفته العصابة الصهيونية، في قطاع غزة ليدرك للوهلة الأولى مدى وحشية هذه الحرب التي تستهدف المدنيين العزل والذين قتلت منهم عشرات الآلاف خاصة من الأطفال والنساء والشيوخ، إضافة إلى نحو مئة ألف جريح، وكذلك إلى الضحايا الذين مازالوا تحت أنقاض البيوت لأن إسرائيل تعمل على إحالة غزة إلى منطقة خالية من أبنائها وهو كان الجزء الأول من مخطط حرب الإبادة والذي اتسع إلى الضفة ولبنان، تنفيذا لمخطط أمريكي بإبادة أكبر قدر من العرب لتحقيق المشروع الصهيوني بإسرائيل الكبرى، من الفرات إلى النيل!!!
ولا يوجد عاقل من أصحاب القرار، خاصة في واشنطن وتل أبيب، يستمع ويتفهم نداء الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولة الفلسطينية علي حدود يونيو 1967، وإلا استمر الصراع والدمار أيٓا كان قدر الأسلحة التدميرية التي تزود بها الولايات المتحدة عصابة نتن ياهو، والأرجح أن الدولتين قد فقدتا الكثير من الصورة التي خدعتا بها العالم عشرات السنين، كأن تكون الولايات المتحدة راعية حقوق الإنسان والديموقراطية في العالم أجمع، حيث سقط هذا القناع خلال عام حرب الإبادة الوحشية ولم يعد ينطلي على أحد تصريحات الرئيس بايدن، التي يطالب فيها بوقف إطلاق النار وهو يزود دولة الاحتلال والعدوان بأكثر مما تتطلبه حربهم ضد المدنيين الأبرياء.
والسؤال بسيط، لماذا يا سيد بايدن ترسل إلى دولة الاحتلال كل هذا الكم من الأسلحة الامريكية والتي تزيد من تهور نتن ياهو، الذي يطلب من أبناء الضفة وغزة وأبناء الجنوب اللبناني النزوح من مناطقهم للإغارة عليها، ثم وفي وحشية لم يسبق لها مثيل يقصفهم بضراوة في أماكن تجمعهم وهو ما نسف إلى حد بعيد أكذوبة أن "اليهود الذين نجوا من مذبحة هتلر" يتوقون إلى العيش بسلام في الوطن الذي منحتهم اياه بريطانيا، صاحبة أحقر أكذوبة في التاريخ بأنها تعطي اليهود أرضا بلا شعب؟ لشعب بلا أرض، وكأن فلسطين كانت أرضا بلا شعب كما ادعى الخواجة البريطاني بلفور..! ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين. الذين طردتهم العصابات الصهيونية، من ديارهم، تخرق العيون.
إن ما بني على باطل، فهو باطل، ويبدو أننا نعيش فعلا عصر سقوط الأقنعة، تشهد بذلك المظاهرات المنددة بوحشية إسرائيل وبدعم أمريكا لها في جميع أنحاء العالم، وحتى داخل الولايات المتحدة نفسها، وأن العالم سوف يتطهر من المظالم التي مارستها ضد أوطاننا القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، والتي بحكم تكوينها ونشأتها لا تدرك معنى العلاقة بالوطن ومكانة الأرض التي نعيش عليها منذ فجر التاريخ، والعامل الأول في الصمود الفلسطيني واللبناني الأسطوري، والذي أكده ويؤكده الرئيس السيسي في كل يوم، موضحا أن السلام لن يتحقق إلا بتنفيذ قرارات إقامة الدولة الفلسطينية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً