الأهمية الاستراتيجية لسلاح المدرعات السوداني
دكتور حسن شايب دنقس
حسن شايب دنقس
كانت ومازالت مليشيا الدعم السريع تشن هجماتها المتكررة على سلاح المدرعات السوداني وذلك لأهميته الاستراتيجية العسكرية القصوى في المعارك التي تدور الآن، إن أهميته ليست وليدة اللحظة، إذ شهد السودان ثلاث انقلابات عسكرية غيرت مسار العملية السياسية في البلاد وكان القِدح المُعلى في نجاحها هو السيطرة الكاملة والكلية على المدرعات وكان يوكل لاستلامها أكفأ ضباط مهندسي الانقلاب.
يقع سلاح المدرعات جنوب العاصمة الخرطوم في مساحة تقدر بنحو 15 كيلو متر مربع بعد أن تم تقلصيها نسبة للانفجار السكاني حولها يحتوي على عدد 7 ألوية تقدر القوة فيه بنحو 12 ألف جندي ليست متمركزة في المدرعات فقط بل في كل الجبهات القتالية الداخلية ومدن السودان المختلفة والمقار الاستراتيجية في العاصمة ويمتلك حوالي 1000 دبابة بمختلف طرازاتها معظمها روسي الصنع بالإضافة للمجمعة والمصنعة محلياً.
الخطة (أ) فقط
حينما قامت مليشيا الدعم السريع بمحاولتها الانقلابية في 15 أبريل وبغطاء سياسي من المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير كانت تمتلك الخطة أ فقط لا غيرها وهي الاستيلاء على السلطة في ساعات محدودة واعتقال أو اغتيال أعضاء المكون العسكري في مجلس السيادة وهيئة قيادة الجيش تلك الثقة المفرطة نتيجة للاستعداد الجيد في العدة والعتاد وسند قوى إقليمية ودولية إضافةً لتمركز المليشيا في المواقع الإستراتيجية في العاصمة هذا أدى إلى انتشارها الكثيف في الخرطوم من غير سيطرة وفاعلية إلا و كان نجح انقلابها.
فاجنر والدعم السريع
العلاقة بين مليشيا الدعم السريع وفاجنر وطيدة للغاية تلك العلاقة وطدتها دول إقليمية لديها مصالح استراتيجية في السودان لن تأخذها إلا بواسطة حكومات عميلة وخاضعة لها.
فاجنر تمثل الاستشارية العسكرية للمليشيا فقد عملت على وضع الخطط الاستراتيجية العسكرية لها كذلك قامت بتأهيل و تدريب ضباطها وإعدادهم لهذه المرحلة، في وقت سابق أعلنت مليشيا الدعم السريع في صحف الخرطوم السيارة عن حاجتها لتعيين سائقي مدرعات ودبابات و فنيّ صيانة ممن هم خارج الخدمة العسكرية برتب رفيعة و مخصصات عالية هذا يدل على رسمهم خطط بعيدة المدى وكل ذلك بإشراف فاغنر التي تنفذ سياسة روسيا الخارجية في القارة الأفريقية خاصةً و أنها تبحث عن موطئ قدم لها في سواحل البحر الأحمر السودانية لإقامة قواعد عسكرية لتغيّر به موازين القوى في المنطقة بأكملها في ظل التنافس و الصراع المحموم بينها و بين الولايات المتحدة الأمريكية.
فقد الانتشار
بعد مضي عدة أسابيع من اندلاع الحرب بدأت مليشيا الدعم السريع تفقد ميزة الانتشار الميداني بسبب الطلعات الجوية لسلاح الطيران بقصف تمركزاتها مما أفقدها قوتها المادية والمعنوية إضافة لاختفاء حميدتي من المشهد لأسباب لم يُعلن عنها وهروب أخيه إلى الخارج أضعفها وهز أركانها.
عمدت المليشيا بعد ذلك إلى تحسين موقفها التفاوضي في جدة بعد الخسائر التي مُنيت بها إلى شن هجوم مستمر ومتكرر على سلاح المدرعات لأنها تعتقد أن استيلاءها على سلاح المدرعات سيعيد لها سطوتها العسكرية والسياسية وهذا صحيح لأن المدرعات تمتلك من القدرات العسكرية النوعية ما يمكن أن يغير وضعيتها التفاوضية.
حرب الاستنزاف
هجوم مليشيا الدعم السريع المتكرر لسلاح المدرعات هو حرب استنزاف للجيش تسعى من خلاله إلى إنهاكه وكسر شوكته وإيقاع خسائر مادية ومعنوية ومن ثم الانقضاض عليه لكن هيهات هيهات.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً