الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:48 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

الشيخ خالد حسن يكتب.. تيجان الحصن المنيع

الشيخ خالد حسن

الشيخ خالد حسن

A A

على كل فرد منا أن يمتلك تيجانًا تحصنه من شرور النفوس وتكون له صد ودفع شرور أعين الحاقدين ، فتلك التيجان التي اقصدها وإن كانت أشياء معنوية إلا أنها قد تؤثر علينا نفسيًا وتمنحنا قوة الصبر والتحلي به، الصبر الذي هو من سيمة المؤمنين حيث يدخلون الجنة دون حساب قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وتلك التيجان هي الحصن المنيع من كل شر وكيد وحقد وغل ، وإليكم عرض لتلك التيجان التي تتمثل في: 

أولًا: الاستغفار / فهو الذي يجلب الخير والرزق وسببا في القضاء على الهم والغم والحزن حيث قال تعالى على لسان نوح: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10- 12]، وقال - صلى الله عليه وسلم- ( من لزم الاستغفار جعل  الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ، ورزقه الله من حيث لا يحتسب) والاستغفار هو تاج المؤمن الذي يتحلى به  لكي يبعد نفسه عن السير  في طريق عواقبه وخيمة ، بل إن الاستغفار هو سبب دخول الجنة والعيش في رغد كثير حيث قال تعالى: ( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما أتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا الليل  ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون.......) 

ثانيا/ التسبيح: الذي يطمئن به قلب كل مؤمن ، وتذل به كل الصعوبات حيث قال تعالى: ( وسبح بالعشي والإبكار)  وقال - صلى الله عليه وسلم-:  ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان للرحمن سبحان وبحمده سبحان الله العظيم ) وكذلك كتب الله النجاة لنبيه يونس الذي كان في بطن الحوت؛ فأكثر من التسبيح فنجّاه الله حيث قال تعالى: ( لولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) فتداركه المولى عز وجل بلطفه ورحمته.

ثالثا/ حسبنا الله ونعم الوكيل: تلك الكلمة التي قالها إبراهيم عليه السلام حينما نزل عليه جبريل عليه السلام وسأل نبي الله إبراهيم خليل الرحمن والذي كان في النار التي أعدها له الطاغية( النمرود ) ، فقال جبريل: ألك بحاجة.  
رد إبراهيم- عليه السلام - لا .. ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل ، فكان نتيجة ذلك القول أن أمر الله النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم فقال تعالى : ( الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) .

رابعا/ (لا حول ولا قوة إلا بالله): ذلك القول هو التاج الذي يحصنك من القلق ويلهمك راحة البال والطمأنينة ، حيث قال - صلى الله عليه وسلم- : ( أنها كنز من كنوز الجنة ) 
كل ذلك ليس فحسب ولا على سبيل الحصر،  ولكن إذا اكتفى المؤمن بتلك التيجان وجعل لنفسه وردا من الأذكار جعل الله البركة في نفسه وولده وماله وزوجته. 

(اللهم ارزقنا الثبات على خير الأمور)

search