الخميس، 19 سبتمبر 2024

05:55 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

صلاح رمضان حواس يكتب.. أخي أحمد المعلم الأول وسندي بالحياة

صلاح رمضان حواس

صلاح رمضان حواس

A A

عشت طفولة قاسية تلمست آثارها في سنوات حياتي الحالية وأنا اقترب من الأربعين، فانكسر قلبي عندما ودعت أبي في سنوات المراهقة والتي يحتاج كل الأطفال فيها للأب والسند، وأنكسر قلبي مرة أخري عندما تمسكت بالعمل في سن مبكرة، وضحيت برفاهية الطفولة ولحقت منها نفحات لا تشبع شخصيتي الطفولية التي تحركني حتي الآن في أغلب تصرفاتي مع أولادي وأصدقائي وأقاربي.

ورغم أنني لم أحقق كل ما أحلم به في طفولتي، إلا أنني بعد أن تحققت وأصبحت خبيرا في مهنتي الحرة وتجارتي التي شربتها من أخي أحمد، شعرت بنعمة وقيمة الأخ الذي عوضني أكثر مما كنت أحلم عن غياب الأب وأصبح أحمد ربان السفينة الذي قامت عليه كل تجارتنا ونجاحاتنا حتي الآن.

لم يكن أحمد مربي ومعلم وموجه فقط، بل كان نبع الحنان والاطمئنان وظهرا صلبا لا يميل ولا ينحني مهما قست الحياة وصدرت لنا وجهها القبيح.

وبعد مرور الأيام والسنوات الطويلة، اكتشفت أن ما حققته من مكاسب كبيرة في التجارة، لا يساوي مطلقا قيمة الأخ والصديق والابن الطيب والحنون، ففي كل يوم يمر تنجيني مشاعر الحنان والقلوب العامرة بالخير.

فبعد أن غمرني أحمد بحنانة وأمي بطيبتها وبساطتها وأكلها الشهي وإخلاصها مع الجيران والأقارب، اعتقدت أنه لا أحد ينافسهم، ورزقني الله بزوجتي ريهام، والتي استطاعت على مدار 14 عاما أن تعوضني خير عوض عن قسوة الحياة، وكلما تبتسم ابتسم، وكلما اعتصر ألما تفوح منها عطور الشجن لتملئني صبرا وعشقا وحبا للحياة.

وكل يوم يرزقني الله بنعم كثيرة فتارة انظر لآدم ابني الطيب والخجول فأشعر بمستقبلي يتمدد، فيالة خير امتداد وعوض السنين، وتارة أخري أضحك من قلبي مع حبيبة الروح "كرمة" فأمتلئ رضا وعشقا للحياة وإصرارا على المضي قدما لإسعادهم كما يسعدونني، وأخيرا نترك جميعا بيوتنا ومعارضنا لأخي الأصغر توبة فرغم أنه الصغير وأخر العنقود إلا أنه تربية أحمد حواس فأصبح كبيرا ومسؤولا دون أن يشعر ولكننا كلنا نشعر بإخلاصه الدائم وعطائه الذي لا حدود له.

هكذا هي الحياة لا طعم لها بدون الأشقاء والأبناء والأصدقاء، فطالما رزقت فيها بكل هؤلاء، فلا تحزن ولا تقلق، كلما ضاقت لأنك ستنظر في وجوههم ستجدها فرجت من حيث لا تحتسب.

وفي منتصف عمري لم يعد أمامي سوي اشباع مشاعري وطاقتي مع كل هؤلاء، وتيقنت تماما أنه لا قيمة للمال أو السلطة أو النفوذ أو أي ملذات أمام نظرة لآدم أو كرمة يوميا وادعوا لهما بالصلاح والسعادة وراحة البال وفي المقال القادم لن أنسي نعمة الأصدقاء فيالها من نعمة كبيرة وصحبة تفرح القلوب.

search