الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:01 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

علاء عصام يكتب.. صراع العصابات الدينية سلاح إسرائيلي مدمر

علاء عصام

علاء عصام

علاء عصام

A A

عانت المنطقة العربية معاناة كبيرة منذ نمو العصابات اليهودية والميليشيات الدينية والمذهبية خلال حكم الاستعمار الإنجليزي، فالجميع يشهد علي فضيحة وعد بلفور الذي كان بداية الدور البريطاني لتمكين الصهاينة من أرضنا الفلسطينية بالقوة والقتل وكل أدوات الاحتلال.

كان هذا المشروع الاستعماري الذي مكن الغرب من البقاء والتأثير واستغلال ثروات المنطقة العربية وأفريقيا،  يلزمه رؤية استراتيجية تضعها أجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية بالتعاون مع اللوبي الصهيوني وحلفائهم في الغرب لكي ينمو ويستقر ويقبع في منطقتنا لسنوات طويلة.

وقرر أهل الشر  في النصف الأول من القرن العشرين، دعم كل الجماعات الدينية، أيا كان مذهبها، حتي يكون هناك مبرر لبقاء دولة دينية صهيونية في منطقة لن تستغل ثرواتها البترولية وغير البترولية طالما بقي بها دول قومية وجيوش قوية.


ورصد كبار المحللين والسياسيين وأجهزتنا الوطنية كل أشكال الدعم لجماعة الإخوان الإرهابية ومؤسسها حسن البنا من الإنجليز والفرنسيين الذين كانوا يديرون قناة السويس في بداية القرن العشرين، إلي أن رأينا أعضاء هذه الجماعة المجرمة داخل الكونجرس في القرن الـ 21 ، تدافع عنهم السفارات الغربية بشراسة وعلي رأسهم أمريكا وبريطانيا حتي الآن.

وكانت الأجهزة المخابراتية العالمية تدرك أن جماعة الإخوان، هي منبع فكرة حكم الميليشيات الدينية التي لا تؤمن بالحدود ولا الجيوش ولا المواثيق الدولية، وشديدة التركيز علي الصراع الديني كوسيلة لتجييش الأتباع من أجل استمرار أمد الحرب والبقاء.

وتلاقت أهداف هذه الميلشيات مع أهداف العصابات الإسرائيلية، من حيث تحويل مواقع الثقل الجغرافي في المنطقة العربية وأفريقيا، لمناطق دينية يهودية ومسيحية وسنية وشيعية وضرب الجيوش القومية العربية الكبرى واضعافها.

ووصل بنا الأمر لهذا المشهد المخزي، حيث صوت وحركة وتأثير حزب الله أقوي من جيشي العراق وسوريا، بل وصل الأمر إلى أن حزب الله بدعم ميليشيا الحرس الثوري الإيراني هم من يؤثرون في قرار سوريا والعراق، إلي جانب تحكم ميليشيا الحوثي في قرار اليمن العريق والذي يتحكم جغرافيا في باب المندب وبوابة البحر الأحمر، وتأثير ذلك الأمر الخطير علي مصر والمنطقة العربية كلها.

وفشل مشروع سطو ميليشيا الإخوان الإرهابيين علي مصر وجيشها، وإضعاف جيشها مثلما حدث في سوريا والعراق واليمن، وللأسف يحدث الآن في السودان الذى يعاني جيشه من صراع مع ميليشيا حميدتي.

ولكن جاءت ثورة 30 يونيو ، لتنقذ جيش مصر وحدودها، من هذا المشروع الخطير الذي كان يستهدف وقوع جيش مصر تحت قبضة ميليشيا العصابة الإرهابية، مثلما حدث في سوريا والعراق واليمن ولبنان والسودان الآن، وبوكو حرام في الصومال وصراع ميليشيات مسيحية عدة على حكم إثيوبيا وجنوب السودان.

وسيساهم تكالب الغرب والعالم المتقدم علي ثروات الغاز والبترول العربي والمياه والثروات المعدنية الأفريقية، في إطالة أمد الصراع الذي نشهده في عام2024، وسيظل الصراع حتي عام 2030، ويستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإضعاف جيشا مصر والجزائر ومحاصرتهما وتغيير جغرافيا المنطقة العربية وشمال أفريقيا، ومن المعروف أن الشمال الأفريقي هو مركز ثقل القارة السمراء.

وفي ظني أن الدول التي ستنجو من هذه المخططات حتي 2030، هي التي ستستمر وتبقي، وسنشهد في عام 2030، شكلا جديدا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

 وفي المقال المقبل سنوضح كيف نستطيع مقاومة التأثيرات السلبية على مصر من هذا المخطط.

search