الإثنين، 16 سبتمبر 2024

11:26 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

هاجر محمد موسى تكتب.. بطلة لأنها مصرية

هاجر محمد موسى

هاجر محمد موسى

A A

اليوم، وبعد مرور أكثر من 105 أعوام على ذكرى أول شهيدة مصرية المناضلة حميدة خليل، وعظمة المصريات مثل المناضلة صفية زغلول، ومرور 50 عامًا على رحيل المبدعة أم كلثوم، مازال هناك من يشكك في قدرات المرأة المصرية وتفوقها في كافة المجالات العملية والعلمية بحجة التغيرات الفسيولوجية والتي تتعلق بطبيعتها كأنثى مثل الحمل والرضاعة وغيرها من النعم التي ميزها الله بها لأنه يعلم قدرتها على التحمل والصمود والإبداع.

لم يُعد المجتمع المصري بشكل خاص يقوم بتشجيع ريادة المرأة المصرية إلا بعد التقليل منها وممارسة التمييز ضدها وتقديم الإهانة لها ولفطرتها كأنثى، وكأنها ولدت في العصور الجاهلية كخطيئة يجب دفنها حية، للأسف ما يقوم به بعض أفراد المجتمع في الفترة الحالية ضد البطلات في الأولمبياد يشبه كثيرًا طقوس الدفن للنساء في الماضي الفرق فقط هو قيام المجتمع بدفن أحلامهن وهي تحاول الطيران بعيدًا وهن على قيد الحياة، وهذا ما حدث مع البطلة "يمنى عياد "والتي صدر بيان يخجل من ذكر عبارة الدورة الشهرية وكأنها عار على النساء بجانب القهر النفسي والبدني والعنف اللفظي الذي تعرضت له البطلة" ندى حافظ" بعد إعلانها بأنها فازت على منافستها الأمريكية وهي حامل في الشهر السابع، حيث تعرضت للكثير من اللغو وعبارات التنمر الإلكترونية من أعداء الإبداع الرياضي والفكري لأي مصرية. 

ولقد دفعني ذلك، لأن أتوقف كثيرًا عند تلك التعليقات والنقد في محاولة لفهم هذا العداء والعنصرية والذي يعتبر عرض لمعاناة كافة النساء في المجتمع، وهنا وجدت البعض اعتبرها نموذجًا جيدًا للمرأة المصرية والبعض نظر إليها على أنها معجزة مصرية، بالرغم من أن صمود نساء مصر عبر التاريخ والأحداث خير دليل من خروج نساء حوامل للعمل من أجل أسرهم لأنهن العائل الوحيد لتلك الأسر، حيث تعتبر تجربتها عامة وحقيقية وليست معاناة فردية لها بل معاناة النساء المصرية كافة.

ولكني تعجبت من نقد البعض الآخر لنجاحها، واعتبار ذلك دربًا من دروب الفشل والانحلال في الرياضة المصرية بالرغم من عموم التجربة في كافة بلدان العالم وبالرغم من أن نفس الأشخاص ممن يمجدون إبداع ونجاح المرأة الأجنبية. 

إذا نحن في واقع تتبدل فيه القيم والمفاهيم وتدخل عوامل بيئية وثقافة واقتصادية لتحديد هل هي بطلة مصرية أم عورة وفاشلة لأنها سيدة مصرية؟.

ورغم كل تلك المعوقات، صنعت المرأة المصرية التاريخ وساهمت كشريك كامل في ثورة الكرامة والحرية وفي صناعة تاريخ مصر، وتستمر المرأة المصرية في المشاركة في مختلف أوجه الحياة سواء سياسيًا أو اجتماعيًا.

وفي الوقت الحالي، أصبحت المرأة المصرية عضوًا برلمانيًا ولها الحق أيضًا في التصويت ومنهم من اختير ليشغل مناصب رفيعة كوزراء وقضاة وسفراء.

ولو كانت تلك الصورة للبحر الفكري في المجتمع المصري، لوجدنا على السطح مياه صافية تجذب الأعين، ولكن للأسف هناك من يخبئ تمييزًا ضد النوع الاجتماعي وعنفًا في الأعماق.

ويهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بتوجيه التحية والدعم والتقدير للمرأة المصرية فى يومها ومع كل نجاح لأي سيدة مصرية في كافة المؤتمرات وعلى الصفحة الرسمية "للرئاسة" على مواقع التواصل الاجتماعي، ودائمًا يؤكد على العالم بأن المرأة المصرية أمًا وزوجة وأختًا وابنة أثبتت ولاتزال بأنها صوتًا لضمير الأمة ورمزًا باقيًا للتضحية وإنكار الذات والأمل في المستقبل.

لذلك هناك دور هام للدولة ومؤسسات المجتمع المدني بجانب وسائل الإعلام لتغيير ثقافة المجتمع ومحاربة العنف ضد المرأة وتغيير القوانين والإجراءات لضمان حقوقها ومساعدتها على التحرر الاقتصادي وتشجيعها على الريادة في كافة المجالات.

search