الخميس، 04 يوليو 2024

12:09 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

ERGdevelopments

شوقى عبد القادر يكتب.. باب الملك عبد الله في قلب مصر

شوقي عبد القادر

شوقي عبد القادر

يذهب الرجال وتبقى المواقف محفورة فى الوجدان، لتشهد على من كان عونا لنا ومن خذلنا، لا تختلف ذاكرة الشعوب عن الأفراد، دائما الشيء بالشيء يذكر.
 

مع حلول ذكرى ثورة 30 يونيو، يجول بخاطري العديد من التفاصيل والمشاهد، جزء منها مرتبط بالشارع، كمواطن مصري أولا، وجزء منها بغرف الأخبار واستديوهات القنوات الفضائية بحكم المهنة ثانيا.
 

على الجانب الآخر من هذا اليوم، أتذكر بمحبة رنين هاتف غاب عنى صاحبة فى مقعد صدق عند مليك مقتدر، قال محدثى الأستاذ محمد طلبة، مدير مكتب جريدة عكاظ السعودية بالقاهرة "لازم تكون موجود فى المكتب فيه حاجة مهمة هتحصل" قبل أن أسأل أنهى الحديث بيننا بجملة واحدة "محتاجك معايا". 
 

كان أبو عمرو، رحمه الله يعرف تمام المعرفة أن كلمة " لا" لا تقال لأصحاب الفضل، هذا عهدنا لمن تقاسمنا معهم "العيش والملح".            
بعد هذه المكالمة بدقائق، رن الهاتف مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان الصوت قادم من جدة، صوت أكن لصاحبة الكثير من الاحترام والتقدير، منذ اللقاء الأول بالقاهرة، وزاد فيما بعد بسبب العديد من المواقف الإنسانية والمهنية، ما دفعني للبحث فى سيرته الذاتية، وتأكدت بالفعل أن العظماء لا تصنعهم الصدفة، حديثي هنا عن الدكتور هاشم عبده هاشم، رئيس التحرير الأسبق لجريدة عكاظ، بكلمات مقتضبة بعد السلام والتحية، قال "الديوان الملكي سيصدر بيانا هاما، كونوا على استعداد فى مكتب القاهرة" حاولت الاستفسار، رد الرجل قائلا: "بإذن الله يرضيكم.. لنا فى مصر مثلما لكم".. فى أمان الله يا أبو أيمن.  

على الطريق قادما من مدينة نصر، متوجها إلى المهندسين مقر مكتب "جريدة عكاظ " كانت العديد من الأسئلة تدور فى رأسى ماذا سيحدث؟ مصر فى حالة غليان، نذر الغضب تطل يوميا من الفضائيات، عناوين صاخبة فى الصحف، وكالات الأنباء العالمية تدس السم فى العسل، وإن كان مضمون خطابها الأساسى البلاد على حافة حرب أهلية، هكذا كانوا يريدونها، جماعة الإخوان تتمترس خلف ستار الشرعية، هذا طبع من احترف الأكل مع الذئب والبكاء مع الراعى، حناجر وأفواه تهاجم ليلا على منصات رابعة، وتبكى نهارا على نعوش متحركة تجوب الشوارع وتحمل الأسلحة، رئيس فى الاتحادية فقد شرعية البقاء المعنوية، بمجرد خروج الناس فى الشوارع مرددة كلمة "ارحل"، مكتب إرشاد فى المقطم يخوض معركة على سلطة دونها الرقاب، بيانات قادمة من إدارة أوباما تنذر وتتوعد لا مساس بالجماعة، لا شىء سوى المصالح هذا هو حال الكاوبوى الأمريكى، مهما اختلف الرداء لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، وإنما مصالح مشتركة.

         

فى تلك الأثناء، قالت مصر كلمتها لا نريد الإخوان فى الحكم، يكفى عام، انحاز الجيش لنداء الشعب، رغم المحاذير والضغوط الدولية، كل السناريوهات كانت معدة مسبقا حتى فيديوهات المظلومية بعد فض اعتصام رابعة والنهضة، كانت جاهزة للبث على أوسع نطاق،  قرارات مجلس الأمن الدولي ضد الدولة المصرية كانت جاهزة تنتظر فقط لحظة الإعلان.


فى غضون الساعة الخامسة،أصدر الديوان الملكي السعودي، بيانا تاريخيا معنون باسم الملك عبد الله بن عبد العزيز، كان فى الأساس موجه إلى القوى الدولية التى كانت تستعد للانقضاض على مصر، بيان المملكة اعتبر أن المساس بمصر هو مساس بالمملكة، لوح البيان فى ثناياه باتخاذ السعودية إجراءات مختلفة فى حال عدم احترام رغبة الشعب المصري، باختصار تحدت السعودية بثقلها وقوتها ومكانتها الإقليمية والدولية العديد من القوى العظمى، دفاعا عن قرار الشعب المصري، لم يتوقف دور السعودية التاريخي فى دعم ثورة 30 يونيو عند صدور هذا البيان، الذى تلاه موقف مشابهة من دولة الإمارات، ولكن زادت السعودية بجولة عالمية لوزير الخارجية المخضرم الأمير سعود الفيصل - رحمه الله – تحدث فيها باسم مصر والسعودية فى نفس الوقت، شارحا للعالم ما حدث على أرض الواقع، وليس كما زعمت أجهزة الدعاية المأجورة، الأمر الذى ساهم فى تغيير العديد من الدول لموقفها من ثورة 30 يوينو.


ما سبق كان فيض من غيض، عن الدور التاريخي للمملكة العربية السعودية فى دعم ثورة 30 يونيو، تذكرته كاملا جملة وتفصيلا عندما توقفت لعدة دقائق فى مستشفى 57357 أمام "باب" يحمل اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز، هذا الرجل الذى كان متمسكا دائما وأبدا بأخلاق وكرم وجود أهل البادية.


رحمك الله - يا أبو متعب - فتحت بابا فى قلوبنا وتاريخنا.