كيف غيّرت "DeepSeek" قواعد اللعبة في الذكاء الاصطناعي؟
في عالم الذكاء الاصطناعي، تتسارع الابتكارات والتطورات التقنية، ظهرت شركة "DeepSeek" الصينية الناشئة كقوة جديدة تعيد رسم معالم هذا المجال.
ورغم كونها حديثة العهد، إلا أن الشركة تمكنت من إثبات نفسها بسرعة بفضل نموذجها المبتكر الذي يقدم أداءً متفوقاً على العديد من الحلول التقليدية، مثل "شات جي بي تي" من "OpenAI".
كيف غيّرت "DeepSeek" قواعد اللعبة في الذكاء الاصطناعي؟
في هذا التقرير، يستعرض موقع الجمهور الإخباري، كيف ستغير "DeepSeek" قواعد اللعبة في هذا القطاع؟ وكيف يمكن أن تشكل تهديدًا حقيقيًا للمنافسين العالمين؟
أثارت شركة "DeepSeek" الصينية الناشئة، التي تأسست منذ أكثر من عام في مدينة هانغتشو، ضجة كبيرة في وادي السيليكون بفضل نموذجها المتقدم في الذكاء الاصطناعي، والذي قدم أداءً مماثلاً لأفضل برامج الدردشة الآلية العالمية، مثل "شات جي بي تي" من "OpenAI"، ولكن بتكلفة منخفضة جدًا.
تعتبر هذه الخطوة ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تخالف التوقعات المتعلقة بزيادة استهلاك الطاقة في المستقبل.
"DeepSeek" تبتكر في مجال الذكاء الاصطناعي بتكلفة زهيدة
تسعى "DeepSeek" إلى تغيير قواعد اللعبة في صناعة التكنولوجيا العالمية، إذ تقدم نموذجها الذكي "R1" الذي يمتاز بالقدرة على التدريب ذاتيًا دون الحاجة لإشراف بشري، وهو ما يختلف عن نموذج "GPT-4" المستخدم في "شات جي بي تي" من "OpenAI"، والذي يتطلب إشرافًا دقيقًا، وفقًا لما نشرته وكالة بلومبرج العالمية.
وتمثل هذه التكنولوجيا تهديدًا حقيقيًا للمنافسين العالميين، لما تحققه من كفاءة عالية بتكلفة منخفضة تصل إلى 12 مليون دولار لتدريب نموذج "R1"، مقارنة بتكلفة تدريب "GPT-5" المتوقع التي تصل إلى حوالي 500 مليون دولار.
التطبيق المحمول "DeepSeek" يحقق نجاحًا سريعًا
تم إطلاق تطبيق "DeepSeek" المحمول في يناير الماضي، وهو الآن يتصدر قوائم تنزيل الآيفون في الولايات المتحدة، ويتميز هذا التطبيق بكونه مجانيًا بالكامل للمستخدمين، على عكس "شات جي بي تي" الذي يتطلب اشتراكًا شهريًا بقيمة 20 دولارًا للوصول إلى النسخة المتميزة، وفقًا لبلومبرج.
ويتيح التطبيق للمستخدمين الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي المبتكر والاستفادة من تقنيات التفاعل المتطورة التي تقدمها "DeepSeek" دون أي تكلفة.
"DeepSeek" مفتوح المصدر: حماية الخصوصية وتسهيل الاستخدام
ومن بين المميزات الأخرى تجعل "DeepSeek" تبرز في السوق هي أنها مفتوحة المصدر، مما يتيح للمطورين والمستخدمين استخدامها محليًا على أجهزتهم الخاصة باستخدام تطبيقات مثل "Ollama" دون القلق بشأن الخصوصية أو تكاليف إضافية.
وتضع هذه الميزة تضع "DeepSeek" في تنافس مباشر مع "شات جي بي تي"، الذي لا يتيح هذه الإمكانية، مما يعزز من جاذبيتها بين المستخدمين المهتمين بحماية بياناتهم الشخصية.
ميزة "DeepSeek" في تقليد التفكير البشري
ما يميز "DeepSeek" عن منافسيه هو أسلوب التفكير الذي يعتمده في توليد الإجابات، حيث يوضح منطق الوصول إلى الإجابة، وهو ما يعكس عملية التفكير البشري بشكل دقيق.
وعلى عكس "شات جي بي تي" الذي يعرض النتائج النهائية فقط، يقوم "DeepSeek-R1" بشرح الطريقة التي وصل بها إلى الإجابة، مما يمنح المستخدمين فهماً أعمق وأوضح للإجابات التي يقدمها.
تفوق "DeepSeek" في اختبارات الأداء
أثبتت اختبارات أجراها موقع "Android Authority" المتخصص في أخبار التكنولوجيا تفوق "DeepSeek" على "شات جي بي تي" من حيث جودة الإجابات وفهم السياق.
وبحسب النتائج، أظهر "DeepSeek" قدرته على تقديم إجابات منطقية ودقيقة تتماشى مع التوقعات البشرية، مما يجعل استخدامه أكثر موثوقية وفعالية في التعامل مع الاستفسارات المختلفة.