أصبحت صحراء جرداء بدون ماء.. هل تستطيع لوس أنجلوس استضافة أولمبياد 2028؟
تستعد لوس أنجلوس حاليًا لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية لعام 2028 ، وهو ما سيجلب للمدينة فرصًا وتحديات في نفس الوقت، تشتهر لوس أنجلوس بنجاحها السابق في استضافة الألعاب في عامي 1932 و1984، ولديها البنية الأساسية والخبرة لإدارة حدث عالمي بهذا الحجم.
مدى جاهزية لوس أنجلوس في استقبال أولمبياد 2028 في ظل ارتفاع التكاليف
وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، لا تزال هناك تساؤلات حول مدى جاهزيتها في ظل ارتفاع التكاليف، ونقص المساكن، والتأثيرات البيئية مثل حرائق الغابات الأخيرة في جنوب كاليفورنيا، والتي تسببت في دمار واسع النطاق وأضرار بمليارات الدولارات.
وعلى الرغم من أن ترقيات وسائل النقل العام الجديدة في لوس أنجلوس والأماكن الشهيرة توفر أساسًا قويًا، إلا أن بعض المنتقدين يشعرون بالقلق إزاء العبء على المجتمعات المحلية والتأثير الطويل الأمد لإعطاء الأولوية للألعاب الأولمبية على جهود إعادة البناء.
على المدينة الاستثمار في الإسكان بأسعار معقولة
وقال الدكتور جيرارد فرانسيسكو ساندوفال ، أستاذ، كلية التخطيط والسياسة العامة والإدارة، جامعة أوريجون، إنه لا ينبغي لمدينة لوس أنجلوس أن تستضيف دورة الألعاب الأوليمبية لعام 2028، يجب على المدينة الاستثمار في الإسكان بأسعار معقولة.
وأضاف :"لقد هاجرت من جواتيمالا إلى لوس أنجلوس أثناء دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت عام 1984 عندما كنت في الرابعة من عمري. لقد تغيرت الأوقات بشكل كبير، ليس فقط بالنسبة للمهاجرين بل وأيضاً بالنسبة للمدينة".
وتابع :"باعتباري خبيراً في تخطيط المدن ـ حاصلاً على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وكتب كتاباً عن لوس أنجلوس، أعتقد أن لوس أنجلوس تفتقر إلى القدرة السياسية والمالية والبيئية لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2028".
المدينة عبارة عن صحراء تحتاج إلى استيراد مياهها
وأوضح أنه من الناحية البيئية، المدينة عبارة عن صحراء تحتاج إلى استيراد مياهها، فهي لا تملك الموارد المائية اللازمة لمنع الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، مثل الحرائق التي تشتعل حالياً في المناطق القاحلة بالمدينة، ومن عجيب المفارقات أن بعض هذه المناطق تضم بعضاً من أغنى المجتمعات في المنطقة.
وأشار إلى أن المدينة تواجه تحديات بسبب عدم كفاءة القيادة السياسية والفساد، وعلاوة على ذلك، فإن الألعاب الأوليمبية لن تؤدي إلا إلى زيادة الضغوط على الإسكان الميسور التكلفة في لوس أنجلوس.
وتابع :"سوف يتدفق الآلاف من الزوار إلى المدينة، ويتنافسون على أماكن الإقامة مع السكان المحليين ــ من خلال شركات تقاسم السكن ــ السكان الذين بالكاد يستطيعون تحمل تكاليف الإيجار أو الذين يشكلون بالفعل جزءاً من عدد غير مسبوق من المشردين.
وتحتاج لوس أنجلوس إلى الاستثمار بشكل أكثر استراتيجية في موارد الإسكان الميسور التكلفة بدلاً من توجيه أموالها نحو الألعاب الأوليمبية.