في ذكرى رحيل العامري فاروق، الوزير الذي أفنى حياته في حب الأهلي والوطن

تحل اليوم، الأحد 26 يناير 2025، الذكرى الأولى لرحيل الرجل الذي جسّد معاني الوفاء والانتماء للنادي الأهلي ولبلاده، العامري فاروق، نائب رئيس النادي الأهلي ووزير الرياضة الأسبق، فارق الحياة في مثل هذا اليوم من العام الماضي، ليترك وراءه إرثًا رياضيًا مميزًا وحافلاً بالعطاء والتفاني في خدمة الرياضة المصرية.

مسيرة العامري فاروق

ولد العامري فاروق في 8 نوفمبر 1970 في محافظة القاهرة، وتربى في بيئة رياضية، إذ كانت عائلته مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالنادي الأهلي، هذا الحب العميق للقلعة الحمراء كان جزءًا لا يتجزأ من نشأته.

 فقد تربى على يد والده، فاروق العامري فاروق، أحد أبرز الشخصيات التي خدموا النادي الأهلي في العديد من المناصب. 

ونشأ في عائلة تملأها روح التفاني والانتماء للنادي، وهذا ما جعله يرى الأهلي ليس مجرد نادي، بل أسلوب حياة.

لم يكن العامري فاروق مجرد عاشق للأهلي، بل كان أيضًا شخصًا ملتزمًا بالعطاء في مختلف المجالات، بدأ مسيرته المهنية بعد تخرجه، حيث بدأ في عالم الأعمال ليحقق نجاحًا كبيرًا كأحد رجال الأعمال البارزين في مصر. 

كان يمتلك سلسلة مدارس خاصة بالإضافة إلى دار نشر "فاروق" التي اختيرت كأفضل ناشر للكتب العلمية في مصر خلال عامي 2000 و2001.

لكن حب العامري فاروق الحقيقي كان في مجال الرياضة، وهذا كان واضحًا في توليه عدة مناصب مهمة في وزارة الرياضة.

 فقد شغل منصب وزير الشباب والرياضة في عام 2012، حيث كان أول من يتولى هذا المنصب بعد فصله عن وزارة الشباب. 

ورغم أنه كان يملك مهنة ناجحة في مجال الأعمال، إلا أن العامري فاروق وجد نفسه في قلب الرياضة المصرية، حيث أصبح عضوًا في مجلس إدارة النادي الأهلي منذ سنوات عديدة.

نائب رئيس الأهلي

وفي عام 2021، أصبح العامري فاروق نائبًا لرئيس النادي الأهلي، وهو المنصب الذي أتاح له العمل بشكل مباشر مع إدارة النادي من أجل تطويره، ليس فقط على الصعيد الرياضي، بل أيضًا على الصعيد الاستثماري والإداري. 

كان دائمًا أول من يظهر بجانب الفريق في البطولات الكبرى، يتنقل من دولة إلى دولة لمساندة الأهلي ودعمه في جميع المحافل الرياضية.

ليس هذا فحسب، فقد كان العامري فاروق يولي اهتمامًا خاصًا بتطوير مختلف القطاعات في النادي الأهلي، خاصةً في مجال التعليم والشباب. 

وفي العديد من المناسبات، أظهر التزامًا حقيقيًا بدفع عجلة النادي الأهلي للأمام، وكان دائمًا في طليعة الداعمين لأي مشروع يهدف إلى رفعة النادي وتحقيق نجاحاته.

وبعيدًا عن الرياضة، كان العامري فاروق دائمًا رجلًا يضع مصلحة المجتمع والتعليم في مقدمة اهتماماته. 

فقد حصل على العديد من الجوائز في مجال التعليم، منها جائزة رائد من رواد التعليم الخاص عام 2004، بالإضافة إلى وسام التعليم الخاص من نقابة المعلمين.

 وقد برهن العامري فاروق على قدرته الفائقة في جمع النجاح بين الرياضة والتعليم، ما جعله شخصية بارزة في المجتمع المصري.

من ساحة العمل إلى المعركة الصحية

ومع مرور السنوات، كانت حياة العامري فاروق مليئة بالعمل الشاق والعطاء المستمر، لكن في السابع من نوفمبر 2023، تعرض لوعكة صحية مفاجئة أثناء تواجده في مقر النادي الأهلي. 

وتعرض لأزمة صحية نادرة، حيث أصيب بجلطة في جزء من المخ، ما جعله يخضع لثماني عمليات جراحية خطيرة. ورغم التحديات التي واجهته، ظل العامري فاروق صامدًا في معركته مع المرض، إلا أن حالته الصحية ساءت مع مرور الوقت.

رحيل العامري فاروق

وفي 26 يناير 2024، رحل العامري فاروق عن عالمنا، تاركًا خلفه فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه وعشاق الأهلي.

 رحل جسدًا، لكن سيرته العطرة وأثره الكبير في الرياضة المصرية وفي النادي الأهلي سيظل حاضرا دائمًا.

كانت حياة العامري فاروق مليئة بالإصرار، والتفاني، والنجاح،  فقد عاش من أجل الأهلي، وعمل من أجل مصر، وأثرى المجتمع بالعديد من إنجازاته في مختلف المجالات. 

اليوم، وبعد مرور عام على رحيله، لا يزال اسم العامري فاروق يذكره كل من عمل معه، وكل من عشقه من جماهير الأهلي، وكل من استفاد من جهوده في مجال الرياضة والتعليم.

 كان أكثر من مجرد مسئول، كان رمزًا للوفاء والعطاء، وشخصًا يسير في الطريق الصحيح مهما كانت التحديات.