ابتعد عن هذا السلوك مع طفلك.. استشاري نفسي يوضح كيفية التعامل مع السلوك العدواني عند الأطفال
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن السلوك العدواني عند الأطفال لا يرجع إلى وجود مشكلات لدى الأطفال أنفسهم، وإنما يرجع إلى مؤثرات البيئة المحيطة بهم وخاصة البيئة الأسرية.
أسباب السلوك العدواني لدي الأطفال
وأوضح خلال استضافته في برنامج" هذا الصباح"، على قناة "إكسترا نيوز"، أن الأطفال يولدون صفحة بيضاء، وكل المواقف والتجارب التي يتعرضون لها في بداية حياتهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تترك أثرا في شخصياتهم وسلوكياتهم.
وأكد الدكتور هندي أن أي خلل في بنية الأسرة ينعكس بشكل مباشر على الطفل ويؤدي إلى ظهور السلوكيات العدوانية على سبيل المثال، فإن الطفل الذي ينشأ في بيئة يسودها العنف سواء كان جسديًا أو لفظيًا، أو في بيئة من الإهمال العاطفي، أو الذي يتعرض لمعاملة قاسية أو مقارنة مستمرة مع الآخرين، من المرجح أن يظهر سلوكًا عدوانيًا ردًا على هذه الأمور.
وأشار إلى أن الأطفال ليسوا هم الذين يعانون من المشاكل في المقام الأول، بل قد يكون الأهل هم الذين قد يواجهون مشاكل في أساليب وأفكار تربيتهم، وعليه فإن أي خلل في تربية الطفل يرجع إلى طريقة معاملة الطفل، مثل التدليل الزائد، أو القسوة، أو عدم وجود معايير تربوية ثابتة بين الوالدين.
وأوضح أن الحرمان العاطفي رغم قسوته له دور مهم في تشكيل شخصية الطفل المستقبلية، إذ يجب أن يتعلم الطفل كيفية مواجهة تحديات الحياة المستقبلية وكيفية التعامل مع احتياجاته النفسية والاجتماعية والعاطفية.
وأضاف أن الطفل الذي يتعرض للتدليل الزائد أو الذي لا يتعلم كيفية مواجهة التحديات سيتعلم توقعات غير واقعية من الآخرين، مما قد يؤدي إلى ظهور الشخصية النرجسية.
نصائح لتجنب السلوك العدواني
كما قدم الدكتور هندي مجموعة من النصائح العملية للآباء للتعامل مع السلوك العدواني لدى الأطفال. وأشار إلى أهمية تكوين علاقة صداقة صحية مع الطفل، فالطفل الذي يشعر بالقبول والحب داخل الأسرة سيكون أقل عرضة للسلوكيات العدوانية.
كما أكد على ضرورة تحفيز الطفل على السلوكيات الإيجابية من خلال مكافأته على تلك السلوكيات، حتى لو كانت المكافآت بسيطة، حتى يشعر الطفل بالتحفيز والرغبة في تكرار سلوكه الجيد.
ومن النصائح المهمة التي ذكرها الدكتور هندي أيضًا ضرورة أن يجد الطفل قدوة جيدة في الحياة ليتعلم منها ، وإن جود قدوة جيدة له سواء من والديه أو من الأشخاص الآخرين في محيطه، أمر في غاية الأهمية في تشكيل سلوكه. ولذلك يجب على الوالدين أن يكونوا قدوة حقيقية لأبنائهم في كل ما يتعلق بالقيم والسلوكيات.
إلى ذلك، نصح الدكتور هندي بضرورة تقليل الوقت الذي يقضيه الطفل أمام شاشات التلفاز أو الهاتف المحمول، حيث تؤثر هذه الأجهزة سلباً على تفاعلات الطفل الاجتماعية وتنمية مهاراته الشخصية.
وشدد على أهمية تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة أو المشاركة في الأنشطة الأخرى التي تحفز تنمية مهاراته البدنية والعقلية.
كما أكد على أهمية التوازن في أساليب العقاب والثواب، ويجب أن يكون العقاب متوازناً وغير مبالغ فيه، ويجب توجيه المكافأة بطريقة تحفز السلوكيات الإيجابية دون مبالغة، موضحا أن الأساليب التربوية المعتدلة والمتوازنة هي الأكثر فعالية في تكوين شخصية قوية ومتوازنة للطفل.
وفي الختام أوضح الدكتور هندي أن التربية السليمة هي التي تراعي الجوانب النفسية والاجتماعية للطفل، وتساعده على بناء شخصيته بشكل سليم بعيداً عن العنف أو التدليل المفرط، مما يساهم في تعزيز سلوكياته الإيجابية والحد من ظهور السلوكيات العدوانية في المستقبل.