أبرز المحطات في العلاقات المصرية الصومالية قبل قمة اليوم (تقرير)
تربط مصر بالصومال علاقات قوية وتبادل مشترك ومصالح تجمع البلدين، وزيارات مستمرة، إذ يستقبل يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بقصر الاتحادية، الدكتور حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة لبحث تعزيز أطر التعاون الثنائي وتطورات الأوضاع الإقليمية، إذ تشهد فترة رئاسة الرئيس السيسي رفع لمستوى التنسيق الإقليمي والدولي وخاصة دول المنطقة ومن أبرزها الصومال.
زيارات متكررة لرئيس الصومال تأكيدا على المشتركات مع مصر
وتأتي زيارة الرئيس الصومالي لنظيره المصري، ضمن زياراته المستمرة للقاهرة لبحث التعاون المستمر، والقضايا المشتركة التي تخص المنطقة، والتي تعكس التعاون بين البلدين بشكل دائم، على مدى التاريخ، والتي لم تنقطع أبدا، خاصة مع المشتركات الإقليمية والتاريخية، التي تجمع البلدين والشعبين.
شركات مصرية صومالية في إحلال السلام وتعزيز الاستثمار
وتشهد الفترة الأخيرة رفع مستوى التنسيق والتشاور بين القاهرة والصومال، وزيارات متبادلة واتفاقيات ودعم سياسي لإقرار السلام والأمن في شرق أفريقيا، وتوفير بيئة آمنة بالقاهرة الأفريقية وتعزيز الاستثمار والتعاون المشترك.
وحدة أراضي الصومال مبدأ مصري لا يتغير
دائما تحرص مصر على إحلال الأمن والسلام، والحفاظ على مقدرات الدول وسلامة أراضيها، وحسم قضاياها بقرار وطني، ورفض أي تدخل في شئون الآخرين، وتعزز مصر وحدة أراضي الصومال دائما، دعما لشعبه، وحقه في العيش بسلام يحافظ على وحدة ترابه الوطني.
الصوماليون يفضلون مصر وقت الأزمات
وفي فترة الحرب الأهلية وصل إلى الأراضي المصرية آلاف الصوماليين الذين نزحوا من ويلات الحرب، فاستقبلتهم مصر ومدت لهم يد العون وتم منحهم تعليما مجانيا وتمت معاملتهم كمعاملة المصريين في المدارس والجامعات، وهذه المعاملة الأخوية أثمرت عن تخرج الآلاف من الشباب الصوماليين من الجامعات المصرية تقلد بعض منهم مناصب في الحكومة المركزية والحكومات الإقليمية في الصومال، فيما البعض الآخر يحاضرون في الجامعات الصومالية وبعض الجامعات في دول الجوار.
العلاقات السياسية المصرية الصومالية
تعد مصر عضواً فاعلاً في مجموعة الاقتصاد الدولية التي تُعنى بالمشكلة الصومالية، وتحرص على المشاركة في كافة الاجتماعات التي تعقدها المجموعة، وقد كثفت مصر تحركاتها الدولية خلال السنوات الأخيرة لحشد الدعم للقضية الصومالية وحث القوى الدولية للمساهمة في إعادة بناء المؤسسات الوطنية الصومالية نظرًا للأهمية القصوى التي تشكلها الصومال ودورها في تعزيز الأمن القومي المصري، وقد شاركت مصر بوفد ترأسه المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء الراحل، في مؤتمر لندن حول الصومال في 10-11 مايو 2017 بالتعاون بين الأمم المتحدة والحكومة الصومالية والحكومة البريطانية من أجل بحث دعم الاستقرار والسلام في الصومال .
اللقاءات والاتصالات الرئاسية المصرية الصومالية
ففى 15/7/2024 أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة، التفجير الإرهابي الذي استهدف مقهى مزدحم في العاصمة الصومالية مقديشو، والذي أسفر عن وقوع عشرات الضحايا والمصابين.
أعربت مصر عن خالص التعازي لحكومة وشعب جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، ولذوي ضحايا هذا العمل الإرهابى المشين، متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين.
هذا، وأعربت مصر عن تضامنها الكامل ودعمها لمساعي دولة الصومال الشقيقة في مواجهة كافة أشكال التطرف والإرهاب.
التاريخ التجاري الصومالي والتبادلي مع القاهرة
كانت الصومال قديماً أحد أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم، حيث كان البحارة والتجار الصوماليون الموردين الأساسيين لكل من اللبان "المستكة"، نبات المر والتوابل التي كانت تعتبر من أهم المنتجات بالنسبة للمصريين القدماء والفينقيين والبابليين، الذين ارتبطت بهم جميعاً القوافل التجارية الصومالية وأقام الصوماليون معهم العلاقات التجارية.
مصر تساند الصومال في مواجهة الحرب الأهلية
قبيل الحرب الأهلية في الصومال بذلت مصر جهداً كبيراً لمنع وقوع الحرب الأهلية، وشهدت القاهرة والسفارة المصرية في مقديشو، لقاءات واجتماعات بين المسؤولين في نظام "محمد سياد بري" والجبهات المعارضة، للحيلولة دون نشوب صراع مسلح، وانهاء الصراع السياسي بين الحكومة والمعارضة بالطرق السلمية، وقد تمثل ذلك في المبادرة المصرية الإيطالية عام 1989، لكن نتيجة لتدخلات قوية من قبل بعض دول الجوار، لم تكلل تلك الجهود بالنجاح ودخل الصومال في أتون حرب أهلية راح ضحيتها الآف المواطنين الأبرياء.
مصر تقود جهود وقف الحرب الأهلية الصومالية
بعد اندلاع الحرب في الصومال 1991، لم تتوقف جهود مصر لوقف نزيف الدم وحماية وحدة التراب الصومالي، بل كانت حاضرة بقوة في جميع الجهود الدولية للمّ شمل الصوماليين، ورفضت تقسيم الصومال أو الاعتراف بانفصال اقليم الشمال "صومالاند"، كما نظمت مصر عدداً من مؤتمرات المصالحة لإنهاء الاقتتال الداخلي في مقديشو وإحلال السلام في ربوع الصومال شارك فيها معظم الفصائل المتناحرة، ومن بين تلك المؤتمرات، مؤتمر المصالحة في القاهرة في الفترة" 12/11/1997 - 22/12/1997" وتم التوصل فيه الي قررات كانت في غاية الأهمية لإنهاء الحرب الدائرة آنذاك في مقديشو، أطلق عليها «اعلان القاهرة»، كما شاركت مصر في منتدى الشراكة رفيع المستوى بشأن الصومال في نوفمبر 2014.. وتلاه نشاط الجامعة العربية بمشاركة مصر لدعم جهود الاستقرار السياسي في الصومال.. كما شاركت مصر في كل الأطر الدولية الخاصة بالوضع في الصومال مثل مؤتمر الخرطوم عام 2006 ومؤتمر جيبوتي عام 2008 والذي تمخض في النهاية عن اختيار الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد رئيساً للصومال.
مصر تعيد الأمل في الصومال
ساهمت مصر بدور فعال في عملية "إعادة الأمل" عام 1992 لدعم الصومال، وقررت إرسال أكثر من 700 جندي إلى مقديشو ضمن القوات الدولية لإنقاذ المنكوبين جراء المجاعة عام 1992، وبحكم علاقات مصر القديمة مع الصومال ومكانتها لدى الصوماليين تمركزت هذه القوات في المواقع الحساسة بالعاصمة مقديشو واسندت إليها مهمة تأمين وحماية المطار والميناء وبعض أهم التقاطعات في المدينة، كما قامت هذه القوات بدور محوري في عمليات الإغاثة وتوزيع المعونات على القرى والتجمعات القريبة من مناطق تمركزها وإقامة مستشفيات ميدانية لعلاج المرضى الذين بلغ عددهم آنذاك ما بين 300- 400 حالة يومياً.
لم تقتصر الجهود المصرية التي كانت ضمن القوات الدولية " يونيصوم" على مجال الإغاثة وانما شاركت أيضاً في إعادة بناء القوات الصومالية، حيث دربت القوة المصرية حوالي 20% من قوات الشرطة الصومالية التي كان يجري إعدادها آنذاك وزودتها بما كانت تحتاجه من أسلحة وعتاد وأجهزة اتصالات قبل ان تنسحب القوة المصرية مع باقي القوات الدولية من الصومال عام 1995 .