من جولدا مائير إلى نتنياهو، 51 عاما ترصد الانهيار الداخلي للكيان الصهيوني (فيديو)
منذ مطلع الأسبوع الجاري، يشهد كيان الاحتلال الإسرائيلي موجة واسعة من الاستقالات على المستويين العسكري والسياسي، في ظل الفشل الكبير الذي تعرض له الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر.
واستعرضت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أبرز الشخصيات التي استقالت من المناصب القيادية في جيش الاحتلال، نتيجة مسؤوليتهم عن هذا الفشل، ومن بينهم: رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فنكلمان، وقائد فرقة غزة آفي روزنفيلد، وأيضا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون خليفا، قائد وحدة الاستخبارات 8200 يوسي ساريئيل، وقائد لواء الشمال في قطاع غزة حاييم كوهن.
وتعكس هذه الاستقالات، حجم الأزمة السياسية والعسكرية التي يعاني منها كيان الاحتلال في الوقت الراهن، بعد الفشل الكبير في التصدي للهجوم من قبل الفصائل الفلسطينية، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة داخل المجتمع الإسرائيلي.
نتنياهو أمام مصير مجهول
وفي سياق هذه الاستقالات، يواجه رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصيرًا يشبه إلى حد كبير مصير رئيسة وزراء الاحتلال السابقة "جولدا مائير" خلال حرب أكتوبر 1973.
ووفقاً لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأربعاء، فإن حكومته بدأت تنفرط بعد استقالة رئيس الأركان، وانسحاب حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف من الائتلاف الحكومي بقيادة إيتمار بن جفير، وثلاثة من وزراء الحزب من حكومة نتنياهو، وذلك بخلاف تهديد رئيس جهاز الشاباك بالاستقالة خلال الأيام المقبلة.
مصير جولدا مائير في حرب أكتوبر
وتساهم استقالة رئيس الأركان في زيادة الضغوط على رئيس الحكومة للاستقالة.
ففي حرب 1973، بعد انتصارات الجيش المصري، استقال رئيس الأركان دافيد إليعازر أولاً، ما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة.
وبعد 11 يومًا من استقالته، قدمت جولدا مائير استقالتها، تلتها استقالة وزير الدفاع موشيه ديان، وكان ذلك التوقيت قد شهد احتجاجات واسعة داخل إسرائيل ضد القيادة الحكومية.
حكومة نتنياهو تواجه الانهيار
في تطور جديد، بدأت حكومة نتنياهو في الانهيار بعد استقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي يوم الثلاثاء الماضي، الذي اعترف بفشل الجيش في 7 أكتوبر، وأعلن عزمه على استكمال التحقيقات قبل مغادرته منصبه في مارس المقبل.
وفي نوفمبر الماضي، أقال نتنياهو وزير الدفاع يوآف جالانت بسبب خلافات حول إدارة الحرب، واستبدله بسياسي موالٍ له.
الاستقالات تتوالى في الجيش الإسرائيلي
ولم تتوقف الاستقالات عند القادة العسكريين فقط، بل طالت أيضًا الأحزاب الائتلافية الحاكمة، حيث انسحب حزب "عوتسما يهوديت" بقيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير بسبب موافقة الحكومة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.
كما أعلن حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش معارضته للاتفاق وهدد هو الآخر بالانسحاب من الائتلاف الحكومي.
استقالات متتالية تضرب الجيش الإسرائيلي
كما استقال العديد من القادة العسكريين في جيش الاحتلال، من بينهم اللواء يارون فينكلمان، قائد المنطقة الجنوبية، الذي عبر عن شعوره بالفشل في الدفاع عن جنوب إسرائيل. كذلك استقال اللواء أهارون حاليفا، رئيس الاستخبارات العسكرية، محملًا نفسه "اليوم الأسود" الذي سيظل في ذاكرته للأبد.
ومع استمرار التوترات، يبقى السؤال الأكبر: هل اقتربت ساعة سقوط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؟