42 مليار دولار ثمن الحرب، هل يستطيع الاحتلال تحمل الفاتورة؟
مع بدء تنفيذ صفقة تبادل المحتجزين ولأسرى وإعلان وقف إطلاق النار، تواجه دولة الاحتلال تداعيات اقتصادية وأمنية واجتماعية غير مسبوقة نتيجة الحرب الأطول في تاريخها.
ووفقا لتقرير صحيفة «كالكاليست» العبرية، والذي يسلط الضوء على الأعباء المالية والبشرية المتراكمة جراء الحرب المستمرة، إن تكلفة الحرب بلغت نحو 150 مليار شيكل، أي ما يعادل 42 مليار دولار، حيث خُصصت 44 مليار شيكل إسرائيلي لدفع رواتب جنود الاحتياط ونفقات الأفراد، متجاوزة الإنفاق على الأسلحة والمعدات العسكرية.
فيما يُقدر الإنفاق الشهري لكل جندي احتياطي بنحو 15,000 شيكل، مما يشكل عبئًا ماليًا ثقيلًا على ميزانية الدولة.
جنود الاحتياط عبء لا يُحتمل
وفي ذات السياق، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، استدعى جيش الاحتلال نحو 220,000 جندي احتياطي.
وبالرغم من انخفاض العدد الفعلي إلى الربع، فإن الضغوط على من تبقى منهم لا تزال كبيرة، وسط احتمالات تصعيد جديد على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
وبحسب ما ذكرت الصحف العبرية، أن قادة الجيش يقترحوا تمديد الخدمة الإلزامية للتخفيف عن جنود الاحتياط.
أزمة التجنيد والقوى العاملة
فيما يشهد جيش الاحتلال أزمة استنزاف في القوى العاملة، حيث لم يتم شَغل سوى نصف المناصب الدائمة الجديدة التي فُتحت خلال الحرب.
كما دفع التفاوت في المكافآت بين جنود الاحتياط والموظفين الدائمين العديد منهم للتحول إلى الخدمة الاحتياطية، ما فاقم الأزمة.
خطط الإعمار وعودة المهجرين
وفي السياق ذاته، تخطط الحكومة لإعادة 60,000 مواطن تم إجلاؤهم من المناطق الحدودية الشمالية، مع تقديم منح مالية لتعزيز الاستقرار.
وكشفت التقارير أن تكلفة اعتراض الصواريخ الباليستية بلغت نحو مليار شيكل، باستخدام صواريخ "آرو 3" التي تصل تكلفة الواحد منها إلى 3 ملايين دولار.
كما وقّعت وزارة الدفاع صفقة بـ 14 مليار شيكل مع ألمانيا لتزويدها بمنظومة "آرو 3"، في إطار تعزيز التعاون الدفاعي ضد تهديدات روسية محتملة.
استنزاف الموارد البشرية.. معضلة مستمرة
وتكشف الحرب المستمرة عن تحديات في إدارة الموارد البشرية، حيث يعمل جيش الاحتلال على تنفيذ توصيات لتخفيف الضغط على جنود الاحتياط، من بينها فتح أطر خدمة دائمة قصيرة المدى، وإلى جانب صواريخ "آرو 3"، استثمرت دولة الاحتلال في أنظمة أخرى مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود، بتمويل أمريكي يُقدر بـ 5.2 مليار دولار، وتعزز هذه الاستثمارات تعزز الدفاعات الجوية لكنها تزيد من الضغط على الموارد المالية.