توفير 100 مليون دولار لأصحاب السيارات بعد حظر TikTok.. كيف ذلك؟
بدأت القصة بمقطع فيديو متداول على تطبيق تيك توك، كشف فيه اللصوص عن ثغرة أمنية في ملايين المركبات من إنتاج هيونداي، وكيا، ما جعلها سهلة السرقة.
وسرعان ما تحولت الفكرة إلى "تحدي كيا" الذي اجتاح الولايات المتحدة الأمريكية، ونتج عنه ارتفاع كبير في معدلات سرقة السيارات، زيادة أسعار التأمين، وخسائر تقدر بالملايين.
ومع حظر تيك توك الآن في الولايات المتحدة، يأمل الخبراء أن يتم تجنب موجة السرقة "التريند" التالية، مما قد يوفر مئات الملايين من الدولارات لأصحاب السيارات.
كيف أدى انتشار TikTok إلى خسائر بالملايين؟
في عام 2021، انتشرت مقاطع فيديو على تيك توك تشرح كيفية سرقة سيارات هيونداي وكيا باستخدام كابل USB بسيط، مستغلة غياب نظام تثبيت المحرك في بعض الطرازات التي تعمل بالمفاتيح الميكانيكية.
وبحلول عام 2022، سجلت الشرطة في مدن كبرى مثل شيكاغو وميلووكي ارتفاعًا كبيرًا في السرقات.
في شيكاغو، سُرقت 6250 سيارة من طراز كيا وهيونداي بحلول نهاية 2022، مقارنة بـ 551 فقط في النصف الأول من العام.
في ميلووكي، ارتفعت السرقات بنسبة تتجاوز 200% بين عامي 2019 و2021، حيث شكّلت سيارات كيا وهيونداي 67% من المركبات المسروقة.
وصفت شركات التأمين الوضع بأنه "أزمة حقيقية"، حيث توقفت بعض الشركات عن تغطية الطرازات المتضررة، بينما رفعت أخرى أقساط التأمين بشكل كبير.
التداعيات القانونية والمالية
في عام 2023، توصلت شركتا هيونداي وكيا إلى تسوية بقيمة 200 مليون دولار لدعوى قضائية جماعية رفعتها ملايين الضحايا.
تضمنت التسوية تعويضات لما يقرب من 9 ملايين مالك سيارة أمريكي، مع تخصيص 145 مليون دولار لتغطية الخسائر التي تكبدها المتضررون.
هل يمكن تجنب موجة الجرائم القادمة؟
يشير الخبراء إلى أن نشر معلومات حساسة عن الثغرات الأمنية على منصات التواصل الاجتماعي كان السبب الرئيسي في تحول هذه السرقة إلى ظاهرة. ومن خلال حظر تيك توك، يصبح من الصعب على اللصوص نشر أساليبهم.
تسبب التحدي في 14 حادثًا كبيرًا و8 وفيات، بحسب تقارير Insurify، ومع حظر المنصة، تركز الحكومة الأمريكية على حماية أمن المواطنين ومنع تحول مثل هذه الثغرات إلى جرائم واسعة النطاق.
قلق من التريند القادم
في حين أن حظر تيك توك قد يخفف من حدة الجرائم المرتبطة بالمعلومات المنتشرة على المنصة، إلا أن الإنترنت لا يخلو من طرق أخرى لمشاركة هذه الأفكار. السؤال الذي يبقى مطروحًا: هل سنرى موجة جديدة من الجرائم مع ظهور ثغرة أمنية أخرى في السيارات؟ الإجابة قد تكون مسألة وقت.