السفير الفلسطيني بالقاهرة في حوار خاص لـ«الجمهور»: هناك شراكة كاملة بين مصر وفلسطين والأردن لدعم إقامة الدولة الفلسطينية.. وقمة العلمين بعثت برسائل عديدة
سفير فلسطين بالقاهرة
شيماء حمدالله
- قمة العلمين رسالة لإسرائيل ومصر والأردن تدعمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس
- الشعب الفلسطيني يريد ترجمة القمم لأفعال وموقفا دوليا ينصفه وينهي الاحتلال
- تعيين أول سفير سعودي بالقدس له تأثير سياسي إيجابي دولي
- الوجع الفلسطيني لا يتجزأ فإذا كان هناك وجع في رفح يكون هناك آخر في جنين
أعرب السفير دياب اللوح، سفير فلسطين لدى القاهرة، عن شكره وتقديره للرئيس عبدالفتاح السيسي، على استضافة مصر للقمة الثلاثية الدورية، التي عقدت بين (مصر وفلسطين والأردن) على مستوى الرؤساء، بمدينة العلمين، والدور الكبير الذي تلعبه مصر في حل القضية الفلسطينية، إضافة إلى أن هذه القمة تعقد على مستويات أخرى؛ على مستوى وزراء خارجية الدول الثلاث، وأحيانا وزراء الخارجية، مع مدراء الأجهزة الأمنية، فهناك مستويات عدة لهذه القمة التي تعقد بشكل دوري في هذا الإطار.
أجرى موقع «الجمهور» حوارًا مع دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة وكان كالتالي:
ما أبرز الملفات التي تم طرحها في القمة الثلاثية الأخيرة؟
القمة كانت مخصصة لبحث آخر التطورات الفلسطينية، سواء على الصعيد الميداني، فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تصعيد غير مسبوق ومستمر ضده، وأيضا ما يقوم به المستوطنون الإسرائيليون وعصاباتهم المسلحة من أعمال إجرامية بدعم وحماية من الجيش الإسرائيلي وبشكل شبه يومي، وأيضا ما تتعرض له مدينة القدس من محاولات تهويد والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك ومحاولات إسرائيلية لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في القدس، كل هذه الملفات وملفات أخرى تكون مطروحة على طاولة البحث والنقاش بين القادة.
كيف تنظر للشراكة بين مصر وفلسطين والأردن في دعم القضية الفلسطينية؟
هناك شراكة كاملة بين فلسطين والأردن ومصر في إطار التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني، وهذه اللقاءات الدورية والمستمرة تهدف إلى وضع رؤى مشتركة تجاه هذه التحركات، خاصة في هذه المرحلة السياسية الحساسة من تاريخ الشعب الفلسطيني وكفاحه، وفى ظل وجود حكومة يمين إسرائيلية متطرفة، ترفض حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني وترفض إقامة دولة فلسطينية وتتمادى في سياستها في مصادرة الأراضي وتهجير سكانها الأصليين، من الفلسطينيين وإحلال المستوطنين الغرباء بدلا منه، فالأرض والسكان مستهدفون والحجر والشجر وكل شيء في فلسطيني تحت الاستهداف، لذلك هذه القمة بحثت كل هذه التطورات وأكدت على الدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني، وكذلك الموقف الأردني.
ما هي الرسائل التي أرسلتها القمة الثلاثية؟
هذه القمة حملت رسالة واضحة وصريحة للحكومة الإسرائيلية ولرئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي قال منذ أيام إنه لن يسمح للشعب الفلسطيني بحق تقرير مصيره، وأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، فهذه القمة قالت بشكل واضح وصريح إن مصر والأردن يدعمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وكذلك أكدت مصر والأردن على دعمهما الكامل للشعب الفلسطيني في حقه في تقرير مصيره والعيش بحرية وسلام وأمن كاملين جنبًا إلى جنب، مع دول وشعوب المنطقة والعالم في إطار دولة فلسطينية.
أيضًا حملت هذه القمة رسائل عدة للمجتمع الدولي حتى يتحمل مسؤولياته السياسية والتاريخية تجاه الفلسطينيين، بإنصافه ومنحه حريته واستقلاله وحقه في تقرير المصير وأخذ زمام المبادرة من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بإنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلي المستمر لأرض فلسطين والشعب الفلسطيني.
ما هو الاختلاف بين القمة الثلاثية والقمم السابقة؟
كل قمة ولها توقيتها المختلف عن الآخر وكل توقيت يحمل معطيات مختلفة وإضافية عن التي كانت في القمم السابقة، فالرئيس الفلسطيني أبو مازن، زار مدينة العلمين واجتمع مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في 30 يوليو الماضي، وبعد عدة أيام زار الأردن واجتمع مع الملك عبدالله الثاني أيضًا، كما أنه في القمتين تم بحث جميع التطورات على الساحة الفلسطينية، مما استدعى أن يكون هناك لقاء ثلاثي أو قمة ثلاثية على مستويات القادة بشكل عميق وشامل تجاه جميع القضايا.
المرحلة السياسية الحالية والوضع الراهن يتطلب المزيد من التشاور والتنسيق بين الأردن وفلسطين ومصر لأن الهدف واحد والمصير واحد، بالتالي فالدول الثلاث في خندق واحد، بحكم الجغرافيا السياسية فهناك أيضًا مصالح مشتركة ومتبادلة بين الدول الثلاث.
من جانب آخر، إن المحور (المصري الأردني الفلسطيني) ليس منغلقا على نفسه وإنما منفتحًا على الدول العربية الشقيقة الأخرى، فنحن نتمسك بالعمق العربي وبالعمل العربي المشترك وبالتحرك العربي من خلال جميع الأطر العربية واللجان الوزارية وجامعة الدول العربية، لخدمة القضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى.
للشعب الفلسطيني حقوق مشروعة يدافع عنها.. كيف تلخص لنا هذه الحقوق؟
إننا نريد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للإرادة الفلسطينية والعربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة في خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
نحن نريد سيادة كاملة بمعني أنه سيادة في البحر والبر والجو ودولة خالية من المستوطنات والمستوطنين.
نريد وقف كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان إسرائيلي مستمر، وتوفير حماية دولية، فمصر والأردن تلعبان دورًا حيويًا ومحوريًا مستمرًا في هذا الإطار، ودول عربية أخرى تقوم بنفس الدور وهي شريك كامل مع فلسطين ومصر والأردن في هذا التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني على المستوى الدولي، فكل الدول العربية شركاء وهناك محاور أخرى موجودة.
كيف ترى الدور العربي وجامعة الدول العربية في دعم القضية الفلسطينية؟
كما كان هناك محور مصري أردني فلسطيني، أيضا يوجد محور أردني مصري عراقي، فقبل عدة أيام اجتمعت لجنة الاتصال من أجل سوريا والتي شاركت فيها أكثر من دولة عربية، هذا لا يعني ذلك أن يكون هناك تجزئة أو استفراد بالعمل العربي المشترك.
هذا يصب في مصلحة العمل العربي المشترك، وكما قلت نحن نتمسك بالعمق العربي ونقدر دور الدول العربية الشقيقة وجامعة الدول العربية في دعم التحرك السياسي، لذلك كل قمة تأتى في توقيت مختلف عن الآخر، وكل توقيت يحمل معه وفي طياته تطورات جديدة تتطلب من القادة بحثها وبلورة وجهة نظر أو رأى أو تصور أو آلية تحرك على المستويين الإقليمي والدولي.
كيف تجاوب الشعب الفلسطيني مع القمة الثلاثية بالعلمين؟
الشعب الفلسطيني دائما يعلق آمالا كبيرة على كل هذه التحركات سواءً القمة الثلاثية أو اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العلمين.
فاجتماعات جامعة الدول العربية والقمم العربية المتعاقبة، يأمل الشعب الفلسطيني من خلالها أن يصل إلى نتائج ملموسة وترجمة الأقوال إلى أفعال وتحويل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والتي هي أكثر من 800 قرار خاص بالقضية الفلسطينية وأن يتم تنفيذها أو على الأقل تنفيذ قرار أو قرارين كما قال الرئيس الفلسطيني.
فقرار 181 الذي يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته و194 الذي يمكن اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى وطنهم وديارهم وبيوتهم، التي أخرجوا منها قسرًا عام 1948، هناك قرارات كثيرة ومواقف مبدئية غاية فى الأهمية، مثل المبادئ التي أطلقها الرئيس الأمريكى جو بايدن منذ تولي مهامه ولكنه لم ينفذ أيًا منها، فمطلوب تنفيذ هذه القرارات والوعود وترجمتها إلى أفعال.
ما هو وضع الشعب الفلسطيني الآن؟
الشعب الفلسطيني يعيش ظروفا استثنائية قاهرة وصعبة، حيث إنه يتعرض إلى خطر من الاحتلال الإسرائيلي بشكل لحظي ويومي، فهناك عمليات قتل واقتحامات للمدن والمخيمات والقرى الفلسطينية، بالإضافة إلى القتل على الحواجز وإعدامات بدم بارد على مرأى ومسمع من العالم.
فالعالم يكيل بمكيالين، الشعب الفلسطيني يريد أن يرى موقفا دوليا ينصفه وينهي هذا الاحتلال
ما تأثير أحداث مخيم عين الحلوة على قطاع غزة؟
أحداث مخيم عين الحلوة أترث على مجمل الوضع الفلسطيني، وما جرى هناك هو حدث عابر استثنائي مرفوض مدان تم احتواؤه بالتعاون والشراكة الكاملة مع الدولة اللبنانية الشقيقة التي هي صاحبة السيادة والسلطات، توجه المسئولون من فلسطين على الفور إلى لبنان، لاحتواء هذا الحدث الخطير العابر وبذلوا أقصى جهودهم حتى لا يتكرر، فالوجع الفلسطيني لا يتجزأ، فإذا كان هناك وجع في رفح يكون هناك آخر في جنين.
وإذا كان هناك وجع في عين الحلوة فيكون داخل فلسطين.
الشعب الفلسطيني اليوم تعداده أكثر من 14 مليون نسمة، فأكثر من النصف يعيشون في الخارج.
نحن شعب واحد موحد تحت قيادة واحدة برئاسة الرئيس محمود عباس، لذلك فالفلسطينيون في الخارج والداخل هم شعب ينضوي تحت شرعية واحدة منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
ما تأثير تعيين أول سفير سعودي على الأراضي الفلسطينية؟
خطوة تعيين أول سفير سعودي بالقدس لها تأثير سياسي إيجابي دولي، وهذه خطوة مهمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبدوري أشكر السعودية والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على هذه المواقف التاريخية المبدئية الثابتة، لدعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
كما أن الموقف السعودي واضح هبر التاريخ، فالسعودية وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني سياسيًا واقتصاديًا وماليًا وما زالت تقف بجانبه، ونحن كما نعلق آمالا كبيرة على الدعم المصري والأردني، أيضًا نأمل في دعم الأشقاء السعوديين، فهم يقومون بدور مهم جدًا في صياغة القرار العربي ورسم السياسة العربية والاستراتيجية القومية لمواجهة جميع قضايا الأمة العربية.
إنني من خلال موقع الجمهور أثمن هذه الخطوة من السعودية، بفتح سفارة لها في فلسطين وقنصلية في مدينة القدس.
ونود أن نذكر مشاهدي موقع الجمهور، أن السعودية افتتحت قنصلية عامة لها في مدينة القدس عام 1947 لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني والتواصل ودعم صموده.
كما أنه في القمة العربية التي انعقدت في السعودية قدم الملك سلمان 150 مليون دولار دعمًا للشعب الفلسطيني، منها 50 مليونا مخصصة للقدس، فالسعودية تولي أهمية كبرى لمنع تهويد مدينة القدس لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضه وإنعاش اقتصاده وتنمية وتطوير بنيته التحتية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً