اقتصاد الاحتلال بين مطرقة تخفيض التصنيف الائتماني وتكاليف الحرب الباهظة
اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي بعد تخفيض التصنيف الائتماني
وداد العربي
قال موقع غلوبز الاقتصادي الخاص بالاحتلال يوم 8 فبراير، إن وكالة موديز من المرجح أن تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل ونقلت القناة 12 في تليفزيون الاحتلال عن مسؤولين في كيان الاحتلال: لسنا متفائلين بتصنيف وكالة موديز المرتقب وسنحاول حتى اللحظة الأخيرة منع خفضه.
إلا أن وكالة موديز أعلنت الجمعة الماضية 10 فبراير خفض التصنيف الائتماني لكيان الاحتلال للمرة الأولى في تاريخ الكيان ونشرت القناة 12 تحت عنوان رسمياً: «وكالة موديز تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل، لأول مرة في تاريخها، وتحذر من تخفيض آخر».
وقالت وكالة رويترز: «إن موديز تتوقع ارتفاع أعباء الدين في إسرائيل عن توقعات ما قبل الحرب».
وفي ذات السياق قالت وكالة «موديز»: مخاطر تصاعد الصراع مع حزب الله لا تزال قائمة، مما يزيد احتمال حدوث تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، وإن سبب تخفيض تصنيف كيان الاحتلال هو الحرب مع حماس وتداعياتها التي تزيد من المخاطر السياسية على إسرائيل».
مارس 2023 أصدرت وكالة التصنيف الائتماني موديز تحذيرًا غير عادي
لم تكن الحرب وحدها هي السبب في تخفيض التصنيف الأئتماني الخاص بالاحتلال، فخلال العام الماضي وخلال تطور أحداث التغيرات القضائية في كيان الاحتلال وما تبعها من مظاهرات مستمرة على مدار العام الماضي ليلا نهارا ضد تطبيق التعديلات وضد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته، حذرت وكالة موديز مرة بعد أخرى من تخفيض التصنيف الائتماني من A1 لـ A2.
وقالت الوكالة في مارس 2023: «إذا استمرت الخطوات القضائية من قبل حكومة نتنياهو كما هو مخطط لها، فقد يتضرر التصنيف الائتماني لإسرائيل وفق إذاعة جيش الاحتلال».
زعماء المعارضة: نتنياهو يدمر الاقتصاد
وأشعل تحذير الوكالة الأوضاع بشكل أكبر حتى أن «أفيغدور ليبرمان» زعيم المعارضة في كيان الاحتلال قال: «نتنياهو يدمر الاقتصاد الإسرائيلي - إن توقعات انخفاض التصنيف الائتماني لإسرائيل الذي تنبأت به شركة التصنيف موديز هو زلزال اقتصادي سيكون له تأثير فوري وسيؤثر على جميع المواطنين في البلاد».
وفي ذات السياق قال موشيه يعلون: «خلال 3 أشهر، قامت حكومة نتنياهو المجرمة الفاسدة بإضعاف القوة الاقتصادية لإسرائيل إلى مستوى متدن غير مسبوق، إنه غير مؤهل للاستمرار في المنصب - سنلتقي الليلة للتظاهر».
أما يائير لابيد رئيس الوزراء السابق لنتنياهو فقال حينها: «إعلان وكالة التصنيف الائتماني موديز دليل على أن انقلاب النظام، الحكومة برئاستي سلمتهم اقتصادا قويا ومزدهرا، وفي عهد نتنياهو وسموتريتش كل شيء ينهار».
موديز في تقرير قاسٍ عن الاقتصاد الإسرائيلي
وفي يوليو 2023 قالت وكالة التصنيف الدولية موديز في تقرير قاسٍ عن الاقتصاد الإسرائيلي بعد التشريع في الكنيست، تقصد تمرير بعض قوانين التعديلات القضائية في كيان الاحتلال: «بدأت المخاوف تتحقق وبالتبعية سيتأثر الاقتصاد الإسرائيلي سلبًا».
ونشرت صحيفة هأرتس حينها مقالاً قالت فيه: «نجح نتنياهو في أن يحولنا لدولة يضربها الجميع، ولا تتردد جهات اقتصادية دولية (موديز وبنوك كبيرة في أميركا) في المس بنا، هذه نتيجة واضحة لتشريعه الأخير المناهض للديمقراطية».
«الهايتك» معجزة الاحتلال الاقتصادية
ولا خلاف أن أزمة التعديلات القضائية الإسرائيلية التي استمرت 37 أسبوعًا، لم تؤثر فقط على الجانب السياسي والاجتماعي، بل امتدت إلى قلب الاقتصاد الإسرائيلي النابض وعجلته الأكثر حيوية، وهو صناعة التقنيات العالية «الهايتك».
هذه الصناعة التي يتفاخر بها كل الساسة والاقتصاديين الإسرائيليين، وينظرون إليها على أنها «المعجزة» الإسرائيلية، فهى تساهم في نحو 50% من حجم الصادرات الإسرائيلية، وتشغل 10% من قوة العمل الإسرائيلية، وتدر ما يزيد عن 25% من مجموع ضريبة الدخل في إسرائيل. والأهم من ذلك أنها تجلب استثمارات خارجية إلى السوق الإسرائيلية بقيمة 27 مليار دولار سنويًا.
ورغم ذلك صرح شلومو دوفرات، أحد أكبر المستثمرين في صناعات الهايتك - فبراير الماضي- للقناة ١٢ الخاصة بالاحتلال: «على خلفية التعديلات القضائية، مليارا دولار يخرج كل يوم من إسرائيل والبنوك تعلن عن هذا».
تحذيرات موديز بعد أحداث السابع من أكتوبر
فبعد أحداث السابع من أكتوبر وبداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، بدأت وكالة موديز تحذر مجددا من تخفيض التصنيف الائتماني بسبب الحرب وتداعيتها، ففي 20 أكتوبر كشفت وكالة موديز للتصنيف الائتماني عن احتمال خفض تصنيف الديون السيادية لإسرائيل بسبب التصعيد المستمر بينها وبين الفصائل الفلسطينية. وأعلنت الوكالة أنها وضعت قيد المراجعة تصنيف الديون السيادية الإسرائيلية طويلة الأجل.
وفي 8 نوفمبر قالت وكالة موديز: «العدوان الإسرائيل على غزة مصدر للمخاطر الاقتصادية والجيوسياسية»، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.
وفي مطلع عام 2024، تناولت وسائل إعلام عالمية تخفيضا قريبا للمستوى الائتماني، حتى أن قناة هيئة البث الخاصة بالاحتلال «كان» قالت يوم 25 يناير تحت عنوان: التخوف من خفض التصنيف الائتماني «أجرى رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي محادثات مع ممثلي شركة التصنيف الائتماني موديز، وسئل عن إمكانية فتح جبهة حرب أخرى مع لبنان قبل اتخاذ القرار».
نتائج الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي
الوضع حاليا أقسى وأشد، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي تكبدت حكومة الاحتلال عجزاً في ميزانيتها بارتفاع يفوق ثمانية أضعاف الدخل السنوي، وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن وزارة المالية.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا العجز يعزى إلى زيادة في نفقات تمويل الحرب مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حيث إن الحرب على غزة تُكلف إسرائيل نحو 220 مليون دولار في اليوم الواحد، مُؤكدة أنه تم إنفاق أموال طائلة على نشر الآلاف من جنود الاحتياط.
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً