الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:30 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

إجرام الاحتلال ضد منظومة الصحة بغزة، اعتقال وقتل الطواقم الطبية واستهداف المستشفيات

غزة

غزة

كتب أحمد محمود

A A

يتعمد الاحتلال الإسرائيلي تدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة؛ حيث أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل تواصل استهداف ما تبقى من المنظومة الصحية في قطاع غزة، وتعطيل أي قدرة لديها لإنقاذ حياة الفلسطينيين باستمرارها القصف المباشر وإطلاق النار على المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، مع بدء الشهر الخامس على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها ضد القطاع.

 

وأضاف المرصد في تقريره الذي بثه عبر موقعه الرسمي أنه وثق في الأيام الماضية العديد من الهجمات العسكرية الإسرائيلية الخطيرة، التي نتج عنها تعطيل العودة الجزئية لعمل المستشفيات، خاصة في مدينة غزة وشمالها، والتي تأتي في إطار هجوم إسرائيل واسع النطاق الذي طال القطاع الصحي بمكوناته المختلفة منذ السابع من أكتوبر الماضي، موضحا أن الجيش الإسرائيلي قصف بشكل مباشر مبنى التنمية في مجمع "الشفاء" الطبي في وقت متأخر من اليوم ذاته، ليقتل خمسة من النازحين، مؤكدًا أن الغارات وعمليات القصف الإسرائيلي التي استهدفت المجمع الطبي ومحيطه، بما في ذلك إلقاء منشورات تطالب السكان بإخلاء المنطقة، سيترتب عليه إخراج هذا المستشفى عن العمل وتعطيل أي محاولة لاستئناف عمله، خاصة وأنه كان قد شهد في نوفمبر الماضي هجمات عسكرية إسرائيلية واسعة بالقصف والاقتحام والتدمير المتعمد لمبانيه وأقسامه ومعداته.

وأوضح أن فرقه وثقت مقتل المسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني "محمد العمري"، وإصابة مسعفين آخرين بجروح، أحدهما في الصدر والآخر بشظايا في العين، جراء تعرضهما مساء الأربعاء الموافق 7 فبراير لإطلاق نار مباشر من قناصة قوات الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة، خلال مهمة عمل لإجلاء جرحى من مستشفيات مدينة غزة إلى منطقة الجنوب، رغم حصولهم على التنسيق الذي تشترطه إسرائيل بشكل مسبق لمرور هذه المهمات، مشيرا إلى أنه وثق تعرض مستشفى "العودة" شمالي قطاع غزة للاستهداف مرتين هذا الشهر بالقصف المدفعي وإطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذه الاستهدافات تأتي في وقت ما تزال إسرائيل تعرقل فيه وصول الإمدادات الطبية والوقود اللازم لعملها، حتى بالحد الأدنى.

                                    

إطلاق نار على المستشفيات

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن وضع المستشفيات في جنوب وادي غزة ليس أحسن حالاً، مشيرًا في هذا الإطار إلى أن القوات الإسرائيلية منذ 22 يناير الماضي تحاصر وتستهدف بإطلاق النار والقذائف مستشفيي "الأمل" و"ناصر" في خانيونس، وهما شبه معطلان عن العمل، في حين اقتحمت مستشفى الخير غرب مخيم خانيونس، وقتلت عددًا من المرضى والنازحين الذين كانوا داخله، واعتقلت آخرين، وأجبرت البقية، بمن فيهم مرضى، على الخروج وهم في حالة صحية سيئة دون تأمين أي وسيلة خروج آمنة، وأجبروهم على الخروج من بين الدبابات وإطلاق النار، لافتا إلى مقتل نازح مساء أمس الخميس برصاص أطلقته طائرات "كواد كابتر" المسيرة تجاه مستشفى "ناصر" بينما كان على سطح المبنى لمحاولة التقاط إشارة الإنترنت للتواصل مع ذويه بعد تقطع السبل بينهم، في وقت لم يكن يشكل فيه أي خطر أو تهديد، كما أصيب ممرض بجروح خطيرة برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي المتمركزين في محيط مستشفى "ناصر"، فيما قُتلت قبل يومين طفلة على بوابة المستشفى خلال محاولتها الخروج للحصول على الماء.

 

وأوضح أنه يوجد في مجمع "ناصر" الطبي 300 عنصر من الكوادر الطبية و450 جريحًا وعدة آلاف من النازحين، ويعاني من نقص حاد في أدوية التخدير والعناية المركزة والمستلزمات الجراحية، بينما يمنع الجيش الإسرائيلي حركة سيارات الإسعاف ويعيق وصول الجرحى والمرضى إليه، أما مستشفى "الأمل" في خانيونس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فرغم إخلائه من غالبية النازحين، إلاّ أن قوات الجيش الإسرائيلي واصلت استهدافه بالقصف وإطلاق النار، فيما تمتع إمداده بالوقود والأكسجين، الأمر الذي تسبب بتوقف قسم الجراحة. 

استهداف المستشفيات عسكريا

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد أمر في 5 فبراير الجاري بإخلاء المستشفى بعد استهدافه عسكريًّا وحصاره لمدة 15 يومًا متواصلة، ما أدى إلى إجبار حوالي 8000 شخص على النزوح الفوري، دون أن تكون لهم أي وجهة أخرى معلومة يتخذونها ملجأ، فيما بقي أربعون نازحًا فقط من كبار السن، بالإضافة إلى حوالي 80 مريضًا وجريحًا و مائة من الطواقم الإدارية والطبية، كما أصيب الأربعاء الماضي الموافق 7 فبراير مريض بعيار ناري وهو على سرير المستشفى، وأصيب مرافقه بعيار ناري آخر أطلقه جنود إسرائيليون، ويتواجد في المستشفى أكثر من 200 شخص من المرضى والطواقم الطبية والإدارية، والثلاثاء الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية المتطوعين في الهلال الأحمر الفلسطيني "تامر محمد حسين شاهين" و"حمدان سامر أبو خاطر" أثناء مرورهما على حاجز عسكري أقيم لإجلاء النازحين من مستشفى "الأمل"، في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية اعتقال أكثر من 100 من الطواقم الطبية، بمن فيهم مدراء ثلاثة مستشفيات وتخفيهم قسرًا منذ اعتقالهم.

 

وأدان المرصد الأورومتوسطي الانتهاكات الصارخة التي مارستها إسرائيل وما تزال ضد الطواقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف، والتي تتمتع جميعها بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي، وبخاصة اتفاقيات جنيف، التي تحظر مهاجمة المستشفيات وطواقمها ومركباتها بأي حال من الأحوال، وتنص على وجوب احترامها وحمايتها في جميع الأوقات. كما لا يجوز، وفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وقف الحماية الواجبة للمستشفيات المدنية إلا إذا استخدمت، خروجًا على واجباتها الإنسانية، في القيام بأعمال تضر العدو، وكانت إسرائيل قد فشلت كل مرة في تقديم أية أدلة تثبت صحة ادعاءاتها المتكررة في هذا السياق، كما يحظر القانون الدولي الإنساني مهاجمة عمليات نقل الجرحى والمرضى المدنيين والعجزة والنساء النفاس، وجعل لها حماية خاصة على قدم المساواة مع المستشفيات، ويوجب احترامها وحمايتها في كل الظروف.

 استهداف وحصار وعرقلة لعمليات المنظومة الصحية

وأوضح أنه يخشى أن يكون ما يجري من استهداف وحصار وعرقلة لعمليات المنظومة الصحية هو عملية إسرائيلية متعمدة لتقويض فرص نجاة وحياة الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية الصحية والطبية، وتأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تواصل ارتكابها منذ 7 أكتوبر الماضي، مؤكدا أن تعمد توجيه هجمات ضد المباني والمواد والوحدات الطبية ووسائل النقل والأفراد من مستعملي الشعارات المميزة المبينة في اتفاقيات جنيف طبقًا للقانون الدولي، تشكل كذلك جرائم حرب قائمة بحد ذاتها، وذلك وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

 

ودعا المرصد الأورومتوسطي إلى فتح تحقيق دولي مستقل بشكل عاجل بشأن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل على نحو منهجي وواسع النطاق ضد المستشفيات والكوادر الطبية ووسائط النقل الطبي في قطاع غزة، بالإضافة إلى تحويل العديد من المستشفيات إلى ساحات إطلاق النار وعمليات قتل متعمدة وخارجة عن نطاق القانون والقضاء، والحرمان للفلسطينيين جميعًا في القطاع من حقهم في الصحة، وإبقائهم بلا علاج وعناية، حتى أولية، ما يلحق مخاطر جسيمة على حياتهم، وسلامتهم الجسدية والنفسية، كما دعا لضرورة العمل على محاسبة مرتكبي هذه الجرائم والانتهاكات، ومن أصدر الأمر بها، على كل المستويات القضائية المتاحة، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية وكذلك أمام محاكم الدول التي تأخذ محاكمها بالاختصاص القضائي العالمي.

search