يتعاملون معنا كأننا "حيوانات".. شهادات فلسطينيين عن معتقلات الاحتلال
غزة
كتب أحمد محمود
خرجت شهادات جديدة تكشف حجم التعذيب التى يتعرض له المعتقلين في غزة المختفيين قسريا في سجون الاحتلال، حيث كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنه تلقى شهادات جديدة حول عمليات تعذيب ممنهجة ومعاملة قاسية وغير إنسانية يتعرض لها معتقلون فلسطينيون بعضهم مخفون قسريًّا، من قطاع غزة داخل معسكرات للجيش الإسرائيلي.
وبحسب تقرير بثه عبر موقعه الرسمى، أكد المرصد الأورومتوسطي أن شهادات تلقاها من أشخاص اعتقلهم الجيش الإسرائيلي لعدة أيام وأفرج عنهم تظهر أن الجيش ومحققي الشاباك تعاملوا مع المعتقلين كـ "حيوانات" ، وفق ما أبلغوهم خلال التحقيق معهم وتعذيبهم، موضحا أن معظم عمليات التعذيب القاسية تبدأ من لحظة اعتقال الأفراد من داخل منازلهم أو مراكز اللجوء، حيث يباشر الجنود بضربهم وإجبارهم على التعري الكامل إلاّ من اللباس الداخلي السفلي، قبل إجبارهم على الجلوس في الشارع على ركبهم لساعات، وسط شتائم وإهانات حاطة بالكرامة، فيما قال بعض المعتقلين المفرج عنهم إنهم أُجبروا على شتم أنفسهم وشتم فصائل وشخصيات فلسطينية، قبل أن يتم نقلهم داخل شاحنات في ظروف مرعبة إلى أماكن احتجاز في العراء وسط ضرب وتنكيل شديدين.
وقال معتقل أفرج عنه - فضل عدم الكشف عن اسمه - إن أغلب المعتقلين يجري احتجازهم لاحقًا في معسكرات للجيش الإسرائيلي وليس لإدارة السجون الإسرائيلية، وبالتالي لا تطبق معهم أي تعليمات خاصة بظروف الاحتجاز القانوني. وأضاف أنه بمجرد نقلهم، يُجبر المعتقلون على البقاء داخل أقفاص حديدية وسط أجواء باردة. في كثير من الحالات، تعرض معتقلون لعمليات "الشبح" أو التعليق من الأيدي والأرجل في أوضاع مختلفة، وعُذبوا بالصعقات الكهربائية، أو الحرق المتعمد بأعقاب السجائر، فضلًا عن الضرب الوحشي في جميع أنحاء الجسد، موضحا أن معسكر "سديه تيمان"، الذي يديره الجيش الإسرائيلي ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبًا ويُحتجز فيه غالبية المعتقلين من قطاع غزة تحول إلى سجن "غوانتنامو" جديد تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس بحقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج.
وفاة اثنين من المعتقلين داخل معسكر سديه تيمان
وأبرز المرصد الأورومتوسطي، وفاة اثنين من المعتقلين داخل معسكر "سديه تيمان"، أحدهما مبتور القدم، ولم تعلن إسرائيل رسميًّا عن وفاتهم، موضحا أنه وثق اعتقال مسنين من الرجال والنساء، مشيرًا إلى أنه توثق من اعتقال امرأة يزيد عمرها عن 80 عامًا، ومسنين آخرين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.
فيما قال جهاد زقوت - 75 عامًا - إن القوات القوات الإسرائيلية اعتقلته من منزله في مدينة غزة بتاريخ 12 ديسمبر الماضي، حيث ضربه الجنود وركلوه بأقدامهم وقيدوه بالسلال الحديدية، قبل أن يستخدموه كدرع بشري بوضعه في بيت سكني داخل منطقة تشهد عمليات عسكرية لهم، موضحا أنه خلال نقله من المنطقة مع معتقلين آخرين في شاحنة، استمر الجنود بضربهم طوال الطريق على رؤوسهم بأعقاب البنادق وبأيديهم، وحين وصلوا إلى معسكر للجيش كان به مئات المعتقلين، جُردوا من ملابسهم وأجبروا على النوم على الأرض دون فراش، فيما كان يُسمح لهم بالذهاب لدورات المياه مرة واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام، مع حرمانهم من الأدوية وتعريضهم للضرب بين الحين والآخر.
كدمات وتكبيل ووفاة بسكتة قلبية
ووثق المرصد في 3 نوفمبر وفاة العامل "منصور نبهان محمد ورش"، بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي له لمدة 24 يومًا، وظهرت على جسده آثار كدمات وتكبيل ما أدى إلى موته بسكتة قلبية، وبعد أربعة أيام، وبالتحديد في 7 نوفمبر الماضي وثق الأورومتوسطي وفاة العامل "ماجد أحمد زقول" (32 عامًا) بعد احتجازه في سجن (عوفر) الإسرائيلي وتعرضه لتعذيب شديد، كما وثق المرصد الأورومتوسطي شن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال عشوائية طالت مئات المدنيين الفلسطينيين من مناطق مختلفة من قطاع غزة عقب اقتحام منازل سكنية ومدارس تحولت إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين.
ولفت المرصد إلى أن حملات الاعتقال العشوائية التي شنها الجيش الإسرائيلي طالت أطباء وممرضين وصحافيين وكبار سن، فضلًا عن عشرات النساء، من بينهن "هديل يوسف عيسى الدحدوح" التي ظهرت في صورة تم اقتيادها داخل شاحنة مع مجموعة رجال وهم عراة في مشهد غير إنساني، مطالبا إسرائيل بالكشف الفوري عن مصير المعتقلين المخفيين قسريًا، بما في ذلك الإفصاح عن أسمائهم وأماكن تواجدهم، وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه سلامتهم والوقف الفوري لعميات التعذيب وسوء المعاملة. كما دعا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها والتحقق من أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وظروف احتجازهم.
كما طالب المرصد الأورومتوسطي المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والفريق العامل في حالات الاحتجاز التعسفي بإجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف وفاة جميع المعتقلين الذين قضوا في السجون الإسرائيلية منذ بدء إسرائيل حربها على قطاع غزة، واتخاذ الخطوات المناسبة لمحاسبة المسؤولين وإنصاف الضحايا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً