الإثنين، 09 سبتمبر 2024

05:44 ص

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

متوسط إشغال الأسرة بمستشفيات غزة 351%.. وتفشى الأمراض وانهيار المنظومة الصحية

غزة

غزة

كتب أحمد محمود

A A

أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية، تقريرا لها، حول حجم الخسائر البشرية، وخسائر المنظومة الصحية في قطاع غزة، معلنة عن ارتفاع حصيلة شهداء قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من شهر أكتوبر الماضي، إلى 22.600، حوالي 70% منهم نساء وأطفال، ومن بين هؤلاء الشهداء 9 آلاف طفل، و5.300 امرأة، فيما أصيب 57.910 مواطنين، نسبة كبيرة منهم من الأطفال.

وأكدت في تقريرها الذي بثته وكالة الأنباء الفلسطينية، أن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني يواجهون تحديات في تقديم المساعدات الحيوية شمال وادي غزة، لليوم الثالث، بسبب التأخير في الوصول، والرفض، والقصف الإسرائيلي العدواني في المنطقة، لافتة إلى 7 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، وهناك صعوبة في الحصول على أرقام دقيقة عنهم، بسبب الهجمات المستمرة، وعدم كفاية مهمات الإنقاذ.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إنه لا تزال كمية المساعدات التي تصل إلى غزة غير كافية إلى حد كبير، مع تضرر الطرق وإطلاق النار على القوافل، وتعرض المرافق الطبية لهجمات لا هوادة فيها، إذ تعاني من نقص حاد في جميع الإمدادات، وتغمرها أناس يائسون في البحث عن الأمان، لافتا إلى أن قطاع غزة يعاني من انقطاع التيار الكهربائي، بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بقطع إمدادات الكهرباء، واستنفاد احتياطي الوقود لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، ولا يزال قطع الاتصالات والوقود يعيق بشكل كبير جهود مجتمع المساعدات لتقييم النطاق الكامل للاحتياجات في غزة والاستجابة بشكل مناسب للأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وأكدت أنه لا يزال الحصول على رقم دقيق للعدد الإجمالي للأشخاص النازحين قسرا أمرا صعبا، 85% من سكان غزة (حوالي 1.93 مليون مدني) مهجرون قسرا، وقد تم تسجيل ما يقرب من 1.2 مليون نازح داخلي في 154 منشأة تابعة للأونروا في مختلف أنحاء قطاع غزة، منهم حوالي مليون نازح مسجل في 94 ملجأ للأونروا في الجنوب، حيث يعد الحصول على بيانات دقيقة بشأن النازحين قسرا أمرا صعبا، نظرا للصعوبات في تتبع النازحين المقيمين مع العائلات المضيفة أو في الشوارع، فيما أصبحت محافظة رفح المكان الرئيسي للنازحين، حيث تستوعب أكثر من مليون شخص في بيئة شديدة الكثافة السكانية، وتأتي هذه الزيادة في عدد السكان نتيجة لتصاعد العدوان الإسرائيلي في خان يونس ودير البلح، والتي تفاقمت بسبب أوامر الإخلاء الصادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعتبارا من 30 ديسمبر، تشير التقديرات إلى أن حوالي 65.000 وحدة سكنية في جميع أنحاء قطاع غزة قد دمرت أو أصبحت غير صالحة للسكن، كما تضررت أكثر من 290.000 وحدة سكنية.

وأشارت إلى أنه 9/36 من المستشفيات في غزة تعمل بشكل جزئي، في نفس الوقت 19/72 فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل، ولا توجد معلومات متاحة عن الشمال أو مدينة غزة أو خان يونس، كما بلغ متوسط إشغال الأسرة في المستشفيات العاملة 351%، ونسبة إشغال الأسرة في وحدة العناية المركزة 261%، و150 فقط من أصل 325 مركز إيواء معروفة، لديها حاليا نقاط طبية، وتم تحويل 972 مريضا فقط لتلقي الرعاية خارج القطاع، منهم 571 جريحا و401 مريضا بينهم مرضى السرطان، هناك أهمية بالغة لإعطاء الأولوية لإجلاء أكثر من 5,300 فرد يواجهون حالات طبية خطيرة ومعقدة في غزة لتلقي الرعاية اللازمة والمناسبة في الخارج.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية، أن هناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية: مستلزمات التخدير، المضادات الحيوية، السوائل الوريدية، مسكنات الألم، الأنسولين، الدم ومشتقاته، كما أن المعدات الطبية لا تعمل بشكل متزايد في المستشفيات (مثل أجهزة المراقبة، وأجهزة التنفس الصناعي، والحاضنات، والأشعة السينية والأشعة المقطعية، وأجهزة التحليل، وأجهزة التخدير)، والتي تعتمد على الكهرباء، وهناك نقص حاد في الوقود والمياه والغذاء والكهرباء في المستشفيات والمرافق الطبية.

وأكدت أن  هناك خطر وشيك لتفشي الأمراض المعدية بسبب الظروف غير الصحية والاكتظاظ والعبء الشديد على النظام الصحي، ما يجعله غير فعال، وهناك ارتفاع كبير في الحالات المسجلة منذ منتصف أكتوبر، 179.003 حالة التهابات الجهاز التنفسي الحادة، و136.418 حالة إسهال، و55.472 حالة جرب وقمل، و38.010 حالات طفح جلدي، 5.330 حالة جدري الماء، و4.683 حالة يرقان، كما تواجه غزة نفادا خطيرا في مخزون اللقاحات، ما يساهم في حدوث أكثر من 360,000 حالة من الأمراض المعدية في ملاجئ الأونروا، فيما تشكل البقايا المتحللة خطرا، ما يزيد من خطر حدوث أزمة في الصحة العامة، ويواجه النازحون قسرا تحديات مزدوجة تتمثل في النزوح وظروف الشتاء القاسية، بما في ذلك خطر الفيضانات، والجمع بين النزوح القسري والتعرض للطقس البارد يشكل صعوبات كبيرة لهذه الفئة الضعيفة من السكان.

وأوضحت أنه تواجه الفئات الضعيفة، بمن في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة، والنساء الحوامل والمرضعات، والأفراد الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية، وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، ظروف مأوى صعبة، وهناك 1,100 مريض بحاجة لغسيل الكلى، وأكثر من 485 ألف مصاب باضطرابات الصحة النفسية قبل العدوان الأخير، هناك خطر متزايد لحدوث آثار نفسية متعددة ناجمة عن القصف المكثف والنزوح وانعدام الأمن الغذائي إلى جانب الإصابات الجسدية الخطيرة مثل فقدان أجزاء من الجسم، وتتفاقم هذه التحديات بسبب التأثير المدمر لرؤية جثث الضحايا من حولهم وفقدان أفراد الأسرة والمنازل والكرامة، و225,000 شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم، و45,000 مريض مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية 71,000 مريض مصاب بالسكري، كما يتم تشخيص أكثر من 2000 شخص بالسرطان كل عام، من بينهم 122 طفلا، كما يواجه الناس في غزة ضغوطا نفسية شديدة يوميا، بما في ذلك القصف والحواجز الشديدة التي تحول دون تلبية الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك النقص الحاد في الأدوية اللازمة، وهناك نقص كبير في الأدوية الأساسية وخدمات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إليها.

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية، إلى أن هناك 52,000 امرأة حامل، حوالي 183 ولادة يوميًا، و5,500 طفل ولدوا في الشهر الماضي، و61% من الحاضنات في الشمال تحتاج إلى كهرباء، و130 طفلا خدجا يعتمدون على الحاضنات، كما تواجه النساء الحوامل والأطفال النازحون في الملاجئ تحديات مثل العطش وسوء التغذية وعدم كفاية الرعاية الصحية والجفاف وأمراض الجهاز التنفسي والجلدية والبرد الشديد ونقص التطعيمات، فيما يتعرض جميع سكان قطاع غزة (2.2 مليون نسمة) لخطر المجاعة الوشيك كما ورد في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) في 21 ديسمبر الماضي، و2.08 مليون في المرحلة 3 (مستوى عالٍ من انعدام الأمن الغذائي الحاد)، و930.000 شخص في المرحلة الرابعة (مستوى الطوارئ)، و378.000 شخص في المرحلة الخامسة (المستوى الكارثي)، وتم تفعيل لجنة مراجعة المجاعة (FRC) بناءً على الأدلة التي تشير إلى تجاوز خطورة المرحلة الخامسة (العتبة الكارثية) لانعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة، ويدعو المجلس إلى وقف إطلاق النار كخطوة أولية حاسمة لتلبية الاحتياجات العاجلة والقضاء على التدهور في الصحة والتغذية والأمن الغذائي وظروف الوفيات.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن حوالي 90% من الأطفال دون سن الثانية يواجهون فقرا غذائيا حادا، والهجمات المسجلة على المرافق الصحية والعاملين فيها، إجمالي 294 هجومًا على المرافق الصحية والعاملين فيها، وهذا هو أعلى سجل إجمالي مسجل للهجمات على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، واستشهاد 326 من الكوادر الصحية وإصابة 764 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، واعتقال 65 عاملا في مجال الصحة، كما تأثرت 94 منشأة صحية منها 26 مستشفى متضررة، بالإضافة إلى 76 سيارة إسعاف متضررة.