الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:50 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

معاناة بطعم الدم.. صحفي فلسطيني يروى لـ«الجمهور» مصاعب عمله في غزة

محمود العوضية صحفى فلسطيني

محمود العوضية صحفى فلسطيني

كتب أحمد محمود

A A

معاناة شديدة يعيشها الصحفيين عموما أثناء عملهم، خاصة لو كان الصحفى يعمل ميدانيا فى أماكن تتميز بالتوتر والصدام، ولكن فى فلسطين الرواية لها جانب آخر بطعم الدم.

 الصحفي الفلسطيني محمود العوضية كشف لـ«الجمهور»، أبرز الصعوبات التي تواجه الصحفي الفلسطيني خلال التغطية الإعلامية في غزة، قائلا، إن «غزة وبالتحديد شمال غزة هي منطقة معزولة تماما عن القطاع بالكامل، وهناك صعوبات كبيرة أبرزها انقطاع الكهرباء وانقطاع شبكة الاتصالات والإنترنت بشكل كبير، وبالتالي نلجأ إلى بعض الأساليب من الشرائح الأجنبية والشرائح الإلكترونية من أجل إيصال رسالتنا للعالم، بشكل كامل، ونقل ما يحدث من مجازر في شمال قطاع غزة وقطاع غزة بالكامل إلى العالم".

وأضاف العويضة، في تصريحات خاصة لـ«الجمهور» من قطاع غزة: «هناك معوقات كثيرة تواجهنا في قطاع غزة منها صعوبة التنقل في مناطق بشمال قطاع غزة، حيث إن الاحتلال يحاصرنا من مكان لآخر، وتم حصارنا في مستشفى الإندونيسى وفي مستشفى الشفاء وكذلك في مستشفى كمال عدوان، وفي العديد من المناطق التي نذهب إليها يحاول الاحتلال التضييق علينا".

وبشأن أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفي الفلسطيني في القطاع أوضح العوضية: «أبرز انتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين هو الاستهداف المباشر لنا، فقد سقط أكثر من 100 شهيد من الصحفيين حتى الآن، بجانب تدمير معداتنا، ودمر الاحتلال سيارتي الخاصة التي أتنقل بها خلال العمل، وذلك بعد حصارنا في المستشفى الإندونيسي بجانب استهداف منزلي في شمال قطاع غزة، حيث تم استهدافه من قبل الاحتلال في عام 2014 ثم عاود استهدافه بشكل كامل خلال هذا العدوان الأخير على القطاع».

وذكر محمود عويضة أبرز من فقدهم في العدوان الإسرائيلي الأخير، قائلا: «استشهد اثنين من عائلتي هم أولاد خالتي الشهيد معتز الاستسكافى والشهيد معتصم الاستسكافى في استهداف الاحتلال شمال قطاع غزة، بجانب أن لدى أصدقاء كثيرين من الصحفيين استشهدوا في العدوان، منهم الشهيد محمد أبو هويدي والشهيد حمادة اليازجى والشهيد نبيل الزج، والعديد من الشهداء الصحفيين من الزملاء بسبب الاستهداف المتواصل على القطاع غزة».

وحول أسباب تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين، قال محمود العويضة: «الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين لأننا ننقل الحقيقة للعالم، ونكشف جرائمه، وبالتالي يريد الاحتلال الإسرائيلي إسكات هذا الصوت من خلال الملاحقة والتهديد، وقصف منازل الصحفيين وقصف معداتهم وقصف مقرات عملهم، واستهداف الأماكن التي يتواجدون بها للعمل مثل ما حدث مع الزميل وائل الدحدوح وغيره من الزملاء الصحفيين الذين تعرضوا للإصابة بسبب قصف الاحتلال وتعمده مهاجمة الأماكن التي يتواجدون بها».

«هناك صعوبات كثيرة تواجهنا خلال عمليات النزوح ، فأنا نازح الآن بأحد مراكز الإيواء ونجلس في خيمة ولا يوجد سكن، والطعام والشراب قليلة للغاية»، هكذا يكشف الصحفى الفلسطيني محمود العويضة حاله وحال زملائه في القطاع، مضيفا: «منذ أكثر من شهر المياه منقطعة في شمال غزة، ونعيش على وجبة واحدة بسيطة في اليوم وهى عبارة عن معلبات حيث لا يوجد غاز من أجل طهي الطعام، ونحن ليس لنا عائلة في الخيم لأننا نتواجد في خيم الصحفيين، وعائلتى نازحة أيضا، ونضطر لأكل أشياء بسيطة نصنعها بأيدينا وتكون وجبة واحدة يوميا، ونضطر لأن نشر ب المياه المالحة نظرا لعدم وجود المياه العزبة لانقطاعها طوال اليوم».

وبشأن دور نقابة الصحفيين الفلسطينيين في دعم الجماعة الصحفية بغزة، أكد :"نقابة الصحفيين لم توفر لنا شيء صراحة لأننا معزولين فليس هناك فرصة للتواصل معنا بين غزة المدينة وشمال غزة، والأمور صعبة للغاية، ولا نستطيع أن نذهب إلى أي مكان، وكان هناك محاولات من النقابة للتواصل معنا ولكن جميعها باءت بالفشل نظرا لحصار الاحتلال لشمال قطاع غزة بالكامل".

وكشف محمود العويضة كيفية مواصلة الصحفي الفلسطيني عمله رغم انقطاع الإنترنت والكهرباء والاتصالات بالقطاع : «نواصل رسالتنا رغم انقطاع الإنترنت والكهرباء والاتصالات من خلال البحث عن بدائل كالشرائح الإلكترونية وشرائح أجنبية من خلالها يمكننا أن نوصل الرسالة الإعلامية، ونحرص على الانتقال للأماكن التي يمكن أن نجد فيها خدمة الإنترنت كالأماكن الحدودية والأماكن المرتفعة والتي يوجد بها إنترنت ضئيل للغاية ونعانى من أجل نقل رسائلنا الإعلامية، كما نبحث عن بدائل لشحن هواتفنا عبر الطاقة البديلة والمولدات، واللجوء لبعض المؤسسات التي قد يتواجد فيها الإنترنت كالمؤسسات الصحية».

وبشأن لجوء العديد من الصحفيين إلى المستشفيات لأداء عملهم، قال: «المستشفيات بالفعل أصبحت مأوى للصحفيين، ولكن في شمال غزة لم يعد هناك مستشفيات يتواجد بها الخدمة، وتوقفت عن الخدمة بالكامل، ولكن في أماكن أخرى في غزة يتواجد الصحفيين بالمستشفيات، لأنه يتواجد بها نوعا قدر من الكهرباء والإنترنت يمكنهم من خلالها العمل وتوصيل رسالتهم الإعلامية».

search