لماذا فرض الله على المسلمين حج بيته الحرام؟

"إليك إلهي قد أتيت ملبياً، فبارك إلهي حجتي ودعائيا..

قصدتك مضطراً وجئتك باكياً، وحاشاك ربي أن ترد بكائيا"

تتلهف النفوس كل عام في مثل هذا الوقت لحج بيت الله الحرام، والتعلق باستار الكعبة المشرفة.

فالحج من أفضل الأعمال وأجلها عند الله سبحانه وتعالى، وثوابه يعادل ثواب الجهاد في سبيل الله، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ)) رواه البخاري.

فضل حج بيت الله الحرام

يعد الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، فهو من الأعمال التي يتقرب العبد بها إلى الله سبحانه وتعالى، وفرضه الله على من استطاعه، قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97].

كما يعتبر الحج أحد أسباب مغفرة الذنوب، وهو كالجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ؟ قَالَ: «لَكِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» [أخرجه البخاري]، والحج المبرور هو الحج الذي لا يخالطه إثم.

الحكمة من حج بيت الله الحرام

تشتاق النفوس للحج لأنه عبادة العمر وأمنية كل مسلم، ويمثل الحج تجربة تربوية حقيقية من شأنها تقويم حياة المسلم.

توجد حكم كثيرة للحج منها تهذيب النفس، سكونها وتأديبها مع الله سبحانه وتعالى.

تحمل مناسك وشعائر الحج مضامين ترسخ قضية التسليم والامتثال لأوامر الشرع.

كما تعتبر فريضة الحج بمناسكها مجالاً واسعاً وفرصة مباركة لبناء شخصية المسلم بطريقة متوازنة.

مفهوم "الاستطاعة في الحج"

تعد الاستطاعة شرط من شروط وجوب الحج على الإنسان، وتتمثل في الاستطاعة المالية والبدنية لأداء هذه الفريضة، فمن قدر بدنياً ولم يقدر مالياً فلا يجب عليه الحج، ومن قدر مالياً وعجز بدنياً يمكن أن يوكل من يؤدي الفريضة مكانه، ومن كان عليه دين حال فعليه أن يؤديه لأهله ثم يحج.