رحيل قائد عسكري وسياسي بارز، من هو الفريق جلال الهريدي؟
الفريق جمال هريدي
عبده النجار
توفي منذ ساعات قليلة الفريق جلال الهريدي، رئيس حزب حماة الوطن وعضو مجلس الشيوخ، عن عمر ناهز 96 عامًا، والذي يعد أحد أبرز الشخصيات العسكرية والسياسية في مصر، وصاحب مسيرة حافلة من التضحيات والإنجازات التي أسهمت في تاريخ الجيش المصري، إضافة إلى دوره البارز في الحياة السياسية بعد تقاعده.
من هو الفريق جلال الهريدي؟
وُلد الفريق جلال الهريدي في عام 1929، وكان يعد من أبطال الجيش المصري في القرن العشرين، اشتهر بلقب "الأب الروحي للصاعقة المصرية"، وذلك لدوره البارز في تأسيس سلاح الصاعقة المصري في الخمسينيات، حيث كان له دور كبير في تطويره وتنظيمه، ليصبح أحد الأعمدة الأساسية للقوات المسلحة المصرية.
مسيرة عسكرية حافلة
بدأ الفريق الهريدي مسيرته العسكرية في الجيش المصري مبكرًا، حيث كان نقيبًا في الجيش المصري عندما عرض فكرة تشكيل سلاح الصاعقة على القيادة العليا. تم قبول الفكرة، ليكون الهريدي أول من يتولى تدريب وتطوير هذا السلاح الحيوي، الذي لعب دورًا كبيرًا في العديد من المعارك الهامة.
شارك الفريق الهريدي في العديد من الحروب الكبرى التي خاضتها مصر، مثل الحرب ضد العدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973، كما لعب دورًا مهمًا في معركة بورسعيد وقت العدوان الثلاثي، وفي معارك أخرى على جبهات متعددة مثل اليمن وسوريا.
الاعتقال والمحنة السياسية
في عام 1961، تعرض الفريق جلال الهريدي للسجن والحكم بالإعدام من قبل السلطات السورية أثناء خدمته كقائد للقوات المصرية والسورية في اللاذقية، مما دفع زوجته إلى تلقي العزاء في مصر، لكن بعد فترة قصيرة تم الإفراج عنه، وعاد إلى القاهرة ليكمل مسيرته العسكرية في الجيش المصري.
على الرغم من ذلك، تعرض الهريدي للاعتقال في فترة لاحقة في ظل الخلافات مع الرئيس جمال عبد الناصر، تم حبسه لمدة سبع سنوات، حتى أفرج عنه الرئيس أنور السادات في عام 1974 بسبب حالته الصحية، ليعود إلى الساحة العسكرية بعد تلك الفترة.
تكريمه ودوره بعد التقاعد
حصل الفريق جلال الهريدي على العديد من الأوسمة والجوائز خلال مسيرته العسكرية، من أبرزها وسام الجدارة الذهبي، ووسام الأرز الوطني، ووسام الكوكب الأردني، ونجمة الشرف العسكرية.
وفي عام 2012، تم تكريمه من قبل القوات المسلحة بإعطائه رتبة فريق فخري، إضافة إلى منحه نوط التكريم تقديرًا لمسيرته الطويلة في خدمة الوطن.
تأسيس حزب حماة وطن
بعد ثورة 30 يونيو 2013، قرر الفريق جلال الهريدي أن يواصل دوره في خدمة وطنه من خلال العمل السياسي، فأسس مع مجموعة من القيادات الحزبية، حزب حماة وطن، الذي سعى إلى حماية مصر وشعبها من حالة التخبط السياسي التي مرت بها البلاد بعد الثورة.
فراق قائد عسكري ورؤيته السياسية
رحيل الفريق جلال الهريدي عن عمر 96 عامًا يمثل خسارة كبيرة لمصر، فقد ترك بصمته في كل من المجال العسكري والسياسي، وكان رمزًا للعزيمة والإرادة القوية.
بعد أن أسس سلاح الصاعقة وحارب في أكبر الحروب التي خاضتها مصر، أسهم الهريدي في الحياة السياسية بعد تقاعده من خلال دوره في تأسيس حزب حماة وطن، الذي لا يزال يعكس رؤية وطنية واضحة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
ما هي توقعاتك لمباراة ريال مدريد وريال مايوركا في كأس السوبر الاسباني؟
-
فوز ريال مدريد
-
فوز ريال مايوركا
أكثر الكلمات انتشاراً