الصين تدشن حملة لتزويج العزاب والقضاء على ظاهرة «نساء فاتهن الدور»

تواجه الصين أزمة ديموغرافية متفاقمة، دفعت الحكومة إلى إطلاق حملة وطنية تهدف إلى تشجيع الأفراد غير المتزوجين على الارتباط والزواج وإنجاب الأطفال، في مسعى لمعالجة التحديات المرتبطة بتراجع معدل المواليد.

دعم الحكومة المحلية للمواطنين

في إطار الحملة، تواصل الحكومات المحلية مع النساء المتزوجات للاستفسار عن خططهن للإنجاب، وتقدم مساعدات نقدية للأسر لتشجيعهم على إنجاب أكثر من طفل واحد. 

تأتي هذه المبادرات في وقت يعاني فيه البلد من انخفاض شديد في أعداد المواليد مقارنة بعدد الوفيات، ما يعمق الأزمة السكانية.

دورات الحب للطلاب

ومن بين الإجراءات المثيرة، طُلب من الجامعات تنظيم ما يسمى بـ"دورات الحب" لتعليم الطلاب العزاب كيفية الارتباط وبناء العلاقات. 

تأتي هذه الخطوة في سياق محاولة الحكومة لتوجيه الشباب نحو الزواج وإنجاب الأطفال في وقت مبكر.

تراجع الزواج وزيادة تأخير سنه

تواجه الصين تراجعاً ملحوظاً في عدد الزيجات، حيث تشير الإحصائيات إلى انخفاض بنسبة 6.3% في عام 2015 مقارنة بالعام الذي قبله. 

كما ارتفع متوسط سن الزواج بواقع عام ونصف في السنوات العشر الأولى من القرن الحالي. تعكس هذه الظاهرة تحولاً في نظرة الشباب نحو الزواج في الصين، ما يزيد من قلق الحكومة.

العوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة

يُعزى تراجع الزواج إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الحياة والتعليم، وكذلك عدم المساواة بين الجنسين. 

فبينما كانت الزيجات المرتبة تقليدياً عبر الأهل منتشرة في الماضي، أصبح العديد من الآباء يواصلون محاولاتهم لإقناع أبنائهم بالزواج، مما يخلق توتراً في العلاقات الأسرية.

الضغط الحكومي

لم تقف الحكومة الصينية مكتوفة الأيدي أمام هذه الظاهرة. ففي عام 2007، أصدرت وزارة التعليم ملاحظات محرجة ضد النساء فوق سن الـ27 اللواتي لم يتزوجن، ووصفتهن بـ"نساء فاتهن الدور"، داعية إياهن لتخفيض معاييرهن في اختيار شركاء الحياة.

تُظهر هذه الحملة التي أطلقتها الحكومة الصينية كيف أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية قد أثرت بشكل كبير على قرارات الزواج لدى الشباب، مما يخلق تحديات جديدة تتطلب تدخلات سياسية واجتماعية للتعامل مع الأزمة السكانية المتفاقمة في البلاد.