التلاعب النفسي والتقني.. كيف أثرت «البيجر» على قيادة حزب الله؟

كشف عميلان سابقان في المخابرات الإسرائيلية «الموساد» تفاصيل جديدة عن عملية "البيجر"، التي وقعت قبل ثلاثة أشهر واستهدفت عناصر حزب الله في لبنان وسوريا، باستخدام أجهزة إرسال ولاسلكية مفخخة.

العملية أسفرت عن مقتل العشرات وأثرت نفسيًا على زعيم الحزب الراحل حسن نصر الله، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة يسرائيل هيوم. 

البداية: خطة طويلة الأمد امتدت لعقد من الزمن 

أفاد العميل السابق، الذي عرّف نفسه باسم "مايكل"، أن العملية بدأت قبل عشر سنوات بتصميم أجهزة لاسلكية تحتوي على متفجرات خفية، وبيعها لحزب الله عبر شركات واجهة دون علمه بمصدرها الإسرائيلي. 

وأشار إلى أن الخطة تمحورت حول بناء "عالم وهمي" لخداع الحزب.  

المرحلة الثانية: التلاعب عبر شركات دولية

في عام 2022، اكتشف الموساد أن حزب الله يشتري أجهزة إرسال من شركة تايوانية تدعى "جولد أبولو".

استخدمت إسرائيل شركات واجهة، بما في ذلك شركة مقرها المجر، لإقناع الشركة التايوانية بالتعاون غير المباشر مع الموساد، بهدف تزويد حزب الله بأجهزة مفخخة دون علمه.  

خداع إعلامي لاستدراج حزب الله

أكد العميل الثاني، الذي أطلق على نفسه "جابريل"، أن العملية تضمنت ترويجًا للأجهزة عبر إعلانات كاذبة على يوتيوب. 

أوضحت الإعلانات أن الأجهزة مقاومة للماء والغبار وتتميز بعمر بطارية طويل، مما زاد من ثقة حزب الله بها.  

لحظة التفجير: 5000 جهاز في أيدي عناصر الحزب

في 17 سبتمبر، امتلك عناصر حزب الله نحو 5000 جهاز إرسال مفخخ.

عند تفعيل العملية، بدأت الأجهزة بإصدار أصوات تنبيه، تطلب من المستخدمين الضغط على أزرار معينة لفتح رسائل مشفرة. 

هذا التلاعب ضمن أن تكون أيدي المستخدمين على الأجهزة عند انفجارها، مما أدى إلى خسائر بشرية كبيرة.  

التأثير النفسي على زعيم الحزب

وصف العميل "جابريل" الأثر النفسي العميق للعملية على حسن نصر الله، مشيرًا إلى أن مشاهدته لانفجار الأجهزة بين عناصره شكلت "نقطة تحول في الحرب". 

وأضاف أن خطاب نصر الله بعد يومين من الهجوم أظهر علامات الهزيمة، وترك انطباعًا سلبيًا لدى جنوده الذين رأوا زعيمًا منكسرًا.