رحلة الجولاني من 10 ملايين مكافأة من أجل قطع رأسه إلى "فاتح" سوريا الجديد
الرئيس السوري السابق بشار الأسد
أيمن عبدالمنعم
بات اسم الجولاني هو الاسم الأكثر ترددًا خلال تلك الأيام، بعد أن عاد بعملية ردع العدوان الأخيرة، التي كانت خاتمة لمسار طويل من الحرب الأهلية، بين فصائل المعارضة السورية والنظام السوري السابق بشار الأسد.
أبو محمد الجولاني الذي عاد للساحة السورية السياسية مرة أخرى، بعد اختفاء لسنوات، وبالتحديد بعد الهدنة التي أقرت بين الفصائل المسلحة العسكرية بمختلف توجهاتها، بعد أن تمكن الجيش السوري من السيطرة على حلب بعد معارك انطلقت منذ 2012، وحتى 2016، وقت إقرار الهدنة بين أطراف الحرب الأهلية السورية.
الجولاني من القاعدة إلى قيادة هيئة تحرير الشام
ووفقًا لما ذكره معهد واشنطن، فإن دور هيئة تحرير الشام بدأ مع قيام تنظيم القاعدة، بتأسيس مجموعة منبسقة عنها تتولى تنفيذ مهامها داخل سوريا، والتي انطلق تواجدها بصورة رسمية في يوليو 2011، وقادها أبو محمد الجولاني.
بعد أن وصل تنظيم القاعدة إلى أبواب الانهيار الكامل عام 2011، وجد البغدادي أن اندلاع الحروب الأهلية في الشرق الأوسط هو فرصة أمام التنظيم لاستعادة عافيته مرة أخرى، لتكون جبهة النصرة التي أعلنت عن تواجدها مطلع 2012، هي الموكلة بتنفيذ تلك المهمة، لتدخل في نفس العام قائمة الإرهاب الأمريكية.
وعلى الرغم من تصنيفها كجماعة إرهابية، إلا أنها سعت من خلال عملياتها المختلفة، إلى احتساب نفسها كجزء أساسي من المعارضة السورية الشرعية، إلا أن الغرض الأساسي منها كان تنفيذ المخططات التي سعت القاعدة لتنفيذها في الشرق الأوسط من خلال عملياتها.
الجولاني يستقر على قائمة الإرهاب الأمريكية
في مايو عام 2013، وضع اسم الجولاني على قائمة الإرهاب العالمية الأمريكية، ورصدت الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك مكافأة وصلت قيمتها إلى 10 ملايين دولار أمريكي، مقابل الإدلاء بأي معلومات تسهل القبض عليه.
وبعد مرور ثلاث سنوات تقريبًا على وضعه في قوائم الإرهاب العالمية، وفي العام ذاته الذي استرد فيه النظام السوري السيطرة على مدينة حلب وبسطت سيطرتها عليها، قرر الجولاني في أول ظهور له بكامل هيئته، فك الارتباط عن تنظيم القاعدة الإرهابي.
عملية ردع العدوان ووجه ثالث للجولاني
فك الارتباط عن تنظيم القاعدة، كان بداية جديدة بالنسبة لأبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام، المنظمة التي كانت جزءً من القاعدة، ثم تحولت إلى فصيل معارض ومسلح بالنسبة له، إلا أنه بالنسبة للمجتمع الدولي كانت منظمة إرهابية عالمية حالها كحال قائدها.
ومع سنوات من هدوء نسبي خيم على الأجواء بين هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة السورية المختلفة والنظام السوري، عاد اسم الجولاني للبروز مرة أخرى ليلة الـ 27 من نوفمبر الماضي، ولكن تلك المرة بوجه ثالث، وهو الوجه البعيد عن تنظيم القاعدة، والملقي لقناع الجولاني، ليرتدي أمامها قناع أحمد الشرع.
أحمد الشرع يصل إلى قصر الشعب في دمشق
ومع الهوية الجديدة للجولاني، والعملية الجديدة التي بدأها أحمد الشرع، والتي كانت مختلفة تماماً عن العمليات السابقة للفصائل المعارضة، خاصة وأنها كانت عملية ذات وتيرة واسعة، تمكن الجولاني من الوصول إلى العاصمة السورية دمشق.
ومع تمكن "الشرع"، من السيطرة على دمشق، بات يطالب كافة الهيئات الدولية بضرورة رفع هيئة تحرير الشام، ورفعه شخصياً من قوائم الإرهاب العالمية، لتكون الولايات المتحدة الأمريكية أول المستجيبين لتلك الدعوات، وتعلن من خلال زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، عن رفع الجولاني من قائمة مكافآت من أجل العدالة، معتبرة بتلك الخطوة، الشرع هو قائد المرحلة الانتقالية الجديدة في سوريا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
من الأقرب لتولي منصب مدير الكرة في الأهلي؟
-
وليد سليمان
-
محمد شوقي
-
علاء ميهوب
أكثر الكلمات انتشاراً