زيادة 500%، هروب إسرائيلي إلى كندا بحثا عن الأمان

ارتفع عدد الإسرائيليين الذين هاجروا إلى كندا بنسبة 500% مقارنة بالفترة ذاتها من السنوات السابقة، وفقًا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وخلال العام الحالي فقط، غادر نحو 8,000 إسرائيلي، مقارنة بـ 1,505 في العام 2022، وتشير التوقعات إلى أن العدد قد يتجاوز 10,000 بنهاية العام، وهو رقم قياسي يعكس الأوضاع المتدهورة في فلسطين المحتلة.  

 التوترات الأمنية والسياسية

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تصاعد أعمال المقاومة الفلسطينية منذ أكتوبر 2023، وما صاحبها من عمليات إبادة في غزة وتزايد العنف في الضفة الغربية، ساهم في شعور الإسرائيليين بعدم الأمان.

إلى جانب ذلك، يعاني الكيان من انقسامات سياسية حادة تهدد استقراره الداخلي، ما أدى إلى فقدان الثقة بالحكومة.  

من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام كندية أن الباحثين عن الهجرة يعتبرون كندا وجهة مفضلة بفضل الاستقرار الذي تنعم به مقارنة بتدهور الأوضاع في إسرائيل.  

الخوف من المستقبل داخل إسرائيل

ويشعر الإسرائيليون بالقلق حيال العزلة الدولية، مع تصاعد الانتقادات العالمية ضد سياسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

وأبرزت صحيفة هآرتس تأثير مذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي تصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق في حكومته يوأف جالانت بأنهما مجرما حرب، ما يزيد من عزلة الكيان دوليًا.  

من ناحية أخرى، أكدت وسائل إعلام كندية أن تداعيات الجرائم المرتكبة في غزة أثرت على فرص التطبيع الإقليمي لإسرائيل، مما يثير مخاوف من تقليص الدعم الدولي التقليدي للكيان.  

أبعاد ثقافية واجتماعية للهجرة

ذكرت تقارير كندية أن الموجة الحالية من الهجرة قد تحمل تداعيات ثقافية وديمغرافية على المجتمع الكندي، مع توقعات بتأثيرات إيجابية مثل تعزيز التنوع الثقافي والاقتصادي، ولكن أيضًا مخاوف من صراعات ثقافية نتيجة اختلاف القيم.  

من جانبها، أشارت هآرتس إلى أن هذه الهجرة قد تكون وسيلة لإعادة استنساخ تجربة الاستعمار الإسرائيلية في كندا، ما يثير مخاوف كندية من تشكيل لوبي قوي يؤثر على السياسة الداخلية للبلاد.   

جاذبية كندا: استقرار وفرص أفضل

تشير التقارير الكندية إلى أن كندا تُعد من الوجهات الأكثر جذبًا للمهاجرين بفضل استقرارها السياسي ونظامها الاقتصادي المتقدم.

وتوفر الدولة خدمات تعليمية وصحية عالية المستوى، بالإضافة إلى فرص عمل متنوعة في قطاعات التكنولوجيا والابتكار، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للإسرائيليين الباحثين عن حياة أكثر أمانًا واستقرارًا.