الأربعاء، 18 ديسمبر 2024

11:43 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

Margins

أستاذ بجامعة السوربون يكشف لـ «الجمهور»، مستقبل سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد

الرئيس السوري بشار الأسد

الرئيس السوري بشار الأسد

مارسيل أيمن

A A

لا تزال سوريا تعيش واحدة من أصعب المراحل في تاريخها الحديث، حيث تداخلت الأزمات السياسية والعسكرية والاقتصادية لتخلق واقعًا معقدًا ومليئًا بالتحديات، وذلك عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يوم 8 ديسمبر الجاري، وسيطرة فصائل المعارضة السورية على الأراضي والمؤسسات. 

ومنذ اندلاع الصراع عام 2011، شهدت البلاد دمارًا واسعًا في البنية التحتية، وموجات نزوح جماعي، وانقسامات داخلية عميقة، إضافة إلى تدخلات إقليمية ودولية زادت من تعقيد المشهد، وبالرغم من مرور أكثر من عقد على بداية الأزمة، لا تزال الحلول السياسية بعيدة المنال، وسط تعقيدات المفاوضات الدولية وتضارب مصالح الأطراف المتداخلة.

وعلى إثر تلك الأزمة، كان لموقع الجمهور الإخباري، هذا الحوار الخاص مع الدكتور برهان غليون، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السوربون الفرنسية، والذي كشف خلال حديثه عن الأوضاع في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، ورد الاحتلال الإسرائيلي على تلك الأزمة، وتشكيل القوى السياسية الجديدة بسوريا. 

برهان غليون، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السوربون

وإلى نـــص الــحـــوار..

كيف تصف الوضع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟

وضع سوريا اليوم بعد سقوط نظام الأسد مثل المانيا بعد سقوط النازية في الأربعينات من القرن الماضي: مئات الآلاف من الضحايا في ما يشبه المحارق في سجون هي في الحقيقة معسكرات اعتقال وتغييب عن الحياة، أكثر من مليوني قتيل وجريح خلال الأعوام الأربعة عشر الماضية، 13 مليون نازح ولاجئ بعضهم أو أغلبهم في المخيمات في سوريا والدول المجاورة.

بالإضافة إلى أن جميع عناصر النخب الفكرية والتقنية والعلماء والباحثين يعيشون في المنافي منذ سنوات عديدة وبلاد مدمرة عمرانيًا ومنهكة اقتصاديًا حتى الخبز خاضع فيها للتقنين لا يحق للفرد أكثر من رغيفين أو ثلاثة في اليوم وتقريبًا من دون خدمات طبية ولا وقود أو كهرباء إلا نادرًا وكل من ينهي دراسته من الشباب لا يفكر إلا في البحث عن عمل خارج سوريا. 


كيف ترى رد فعل إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد؟

وبالإضافة لهذا الوضع المأساوي، جاء رد إسرائيل على سقوط نظام بشار الأسد صاعقًا، حيث استغلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة الوضع الانتقالي الهش لتوجيه ضربة قاصمة للسلاح السوري لإضعاف قدرات النظام الجديد وتجريد سوريا من السلاح وتوسيع رقعة احتلالها للأراضي السورية وتفريغ القرى من سكانها في الجنوب السوري تمامًا كما فعلت في غزة وجنوب لبنان، في الوقت الذي كان فيه ضباط النظام الأسدي قد حلوا الجيش قبل هروبهم أو بالأحرى اختفائهم، وربما يعدون هم أيضًا لهجومات انتقامية مضادة لإدخال سوريا في دوامة حروب داخلية لا تستفيد منها سوى إسرائيل التي تتبنى اليوم أيديولوجية استعمارية وعنصرية مجنونة. 

 

كيف ترى مستقبل سوريا في ظل الأوضاع الجديدة؟

هذه هي أحوال سوريا اليوم، وهي تواجه تحديات كبيرة للحاكمين الجدد قبل أن يستقر حكمهم ويرسخوا أقدامهم، لكنها تواجه أيضًا تحديات أعظم للشعب السوري الذي يتعرض منذ 14 عامًا لتدخلات عسكرية مباشرة وسافرة من قوى ودول متعددة وكبرى لقهره وإخضاعه وتشريده.

وعقب اندلاع الأحداث الأخيرة، نخشى أنه إن لم تسرع الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر، لنجدة الشعب السوري وتقديم الدعم السياسي والمعنوي والمادي والتدخل على صعيد العلاقات والتفاهمات الدولية وبشكل سريع لاحتواء الموقف وموازنة التدخلات الأجنبية الأخرى السافرة فستكون المخاطر كبيرة جدًا ليس على سوريا وشعبها فحسب، وإنما على الأمن القومي للدول العربية نفسها. 
كما أن أمن هذه الدول لم يكن مترابطًا في أي حقبة سابقة كما هو اليوم، وترك سورية تتحول إلى مسرح لحروب إقليمية ودولية دائمة أو مديدة سوف يقوض جميع الآمال ببناء شرق أوسط جديد يضمن الأمن والسلام والاستقرار والعيش الكريم لجميع الشعوب. 

 

كيف ستتشكل القوى السياسية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟

وباختصار المسألة التي يطرحها الوضع الجديد تتجاوز قضية القوى السورية ذاتها سواء المعارضة السورية أو غيرها، وما يمكن أن يجري بينها من تفاهمات أو صراعات ويمس توازن القوى الاستراتيجي والجيوسياسي في الشرق الأوسط، كما أن ترك سوريا تغرق في بحر الحروب سيكون خنجرًا موجهًا لجميع الدول العربية الآخرى، وفي مقدمها تلك التي تسعى من أجل تجنب الحرب والرهان على السلام من أجل التقدم والبناء.

search