الخميس، 26 ديسمبر 2024

03:06 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

tru

محاضر كوري جنوبي في العلاقات الدولية لـ«الجمهور»: إعلان الرئيس المعزول للأحكام العرفية خيانة للقسم الدستوري

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول

أيمن عبدالمنعم

A A

– لا توجد مبررات لإعلان الأحكام العرفية في البلاد

– المعارضة تمتلك فرصا أكبر للوصول للحكم في كوريا الجنوبية

– الرئيس الكوري الجنوبي وقع في العديد من الفضائح السياسية

– المعارضة مهتمة بالتقارب مع كوريا الشمالية بدلاً من سياسات التباعد والتوتر

خلال الأيام الماضية خلقت حالة من الفوضى في كوريا الجنوبية، بعد إعلان الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول، عن فرض الأحكام العرفية في البلاد.

القرار الذي اتخذه الرئيس الكوري الجنوبي، جعل سيؤول تمر بحالة من الفوضى خاصة وأن الكثير في كوريا الجنوبية سواءً على المستوى التشريعي في البرلمان، أو المستوى الشعبي، وبين المؤيدين والمعارضين ليون سوك يول، الذين رأوا أن القرار غير مبرر، ليتخذ برلمان كوريا الجنوبية قرارًا بالتصويت ضد القرار.

ومع زيادة الضغط السياسي، ذهب البرلمان الكوري الجنوبي، للتصويت على عزل الرئيس الكوري الجنوبي من منصبه، وحل محله رئيس الوزراء ليدير شؤون الدولة لحين إجراء انتخابات مبكرة، في هذا الصدد أجرينا حوارًا مع لي جونج هو محاضر العلاقات الدولية بجامعة أولسان الكورية الجنوبية.

لي جونج هو المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة أولسان الكورية الجنوبية

وإلى نص الحوار..

كيف نظرت كوريا الجنوبية إلى إعلان الأحكام العرفية في البلاد؟

كان إعلان الأحكام العرفية من قبل الرئيس الكوري عملاً غير دستوري فحسب، بل إنه يشكل أيضاً انتهاكاً صارخاً للمبادئ الديمقراطية المشتركة، وهذا وحده يثبت انتهاكاً صارخاً للمبادئ الديمقراطية المشتركة، ويثبت انتهاكًا للقسم الرئاسي بشأن التمسك بسيادة القانون وحماية الحكم الديمقراطي.

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول
رئيس كوريا الجنوبية المعزول

إننا في كوريا لدينا بالفعل العديد من الشهادات التي تؤكد أنه أصدر أمرًا مباشرا للمسؤولين العسكريين باقتحام الجمعية الوطنية وإخراج النواب بالقوة، وهو عمل ليس غير دستوري فحسب، بل إنه يشكل أيضاً انتهاكاً صارخاً لمبادئنا الديمقراطية المشتركة.

ولا تمثل الديمقراطية في كوريا الجنوبية مجرد نظام حكم، بل إنها تمثل كفاح طويل الأمد من أجل الحرية والعدالة وتقرير المصير، فالديمقراطية في كوريا الجنوبية شخصية للغاية وذات أهمية بالغة، وتعد إنجاز جماعي ولد من الدماء والتعب، وتصرفات وقرارات الرئيس الكوري الجنوبي بمثابة خيانة للديمقراطية.

هل توجد أي مبررات لتصرفات الرئيس الكوري الجنوبي الأخيرة؟

لا يوجد أي مبررات للتصرفات التي قام بها الرئيس الكوري الجنوبي خلال الأيام الأخيرة، فبموجب الدستور لا يمكن إعلان الأحكام العرفية إلا في أوقات الحرب أو الصراع المسلح، أو ما يعادلها من حالات الطوارئ الوطنية، ومن الواضح أن الظروف الحالية لا تلبي هذه المعايير، مما يجعل قراره غير دستوري ومزعج للغاية بالنسبة لبلد يقدر الديمقراطية.

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول

ما الفضائح التي سبق وأن تورط بها الرئيس الكوري سابقاً؟

لقد تورط يون مؤخرًا في العديد من الفضائح السياسية المحلية، بما في ذلك مزاعم الفساد التي تورطت بها زوجته، والجدل المحيط بوفاة أحد أفراد مشاة البحرية، واتهامات بالتدخل الرئاسي في ضمان تحقيق عادل، في حين ألقى يون باللوم على المعارضة من أجل خلق حالة من الجمود التشريعي في البرلمان، وفوق ذلك إعلانه غير المبرر للأحكام العرفية.

كيف استقبلت كوريا الشمالية القرار الكوري الجنوبي بفرض الأحكام العرفية؟

يبدو أن كوريا الشمالية لا تهتم كثيرًا بالاضطرابات في كوريا الجنوبية حتى الآن، ومن المرجح أن تراقب كوريا الشمالية الاضطرابات السياسية الحالية في سيؤول بإحساس بالميزة الاستراتيجية، ويوفر مادة وفيرة لدعم رواياتها الدعائية وتصوير الجنوب على أنه هش وفوضوي سياسياً.

كوريا الجنوبية والشمالية - صورة أرشيفية

 

هل ستعود المعارضة للسلطة بعد الإطاحة بالرئيس الكوري الجنوبي؟

تشير استطلاعات الرأي الحالية إلى أن المعارضة الكورية لديها فرصة قوية للعودة إلى السلطة، ولكن النتيجة النهائية ستعتمد على كيفية تطور الأحداث في الأشهر المقبلة، وخاصة إذا أكدت المحكمة الدستورية عزل الرئيس. 

في الوقت الحالي، يبدو أن المعارضة تركز على استقرار البلاد، وهي خطوة حكيمة واستراتيجية، من خلال إظهار المسؤولية والقيادة خلال هذه الأزمة السياسية، لا تساعد المعارضة في استعادة ثقة الجمهور في الحكم فحسب، بل إنها تضع نفسها أيضاً كبديل موثوق به في نظر الناخبين. 

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول

يعمل هذا النهج بشكل فعال كحملة رئاسية رفيعة المستوى، حيث قد يرى الجمهور أن المعارضة مجهزة بشكل أفضل للتعامل مع تحديات الأمة وحل الاضطرابات الحالية.

وسوف يعتمد ما إذا كان هذا الزخم سيترجم إلى نصر انتخابي حاسم على قدرتهم على الحفاظ على هذه الصورة والتنقل عبر تعقيدات المشهد السياسي بعد عزل الرئيس.

هل يمكن رؤية تقارب بين سيؤول وبيونج يانج مستقبلاً؟

إذا وصل الليبراليون إلى السلطة، فمن المتوقع أن يركزوا بشكل أكبر على الحوار والمشاركة مع بيونج يانج، ومن المرجح أن يشمل هذا إحياء السياسات الرامية إلى تعزيز التعاون بين الكوريتين، مثل استئناف المشاريع الاقتصادية المشتركة، والمساعدات الإنسانية، والجهود الرامية إلى بناء الثقة من خلال المحادثات الدبلوماسية المستدامة.

كوريا الشمالية والجنوبية

ويعتقد الليبراليون أن المشاركة، وليس العزلة، من شأنها أن تخلق بيئة مواتية للسلام وإعادة التوحيد في نهاية المطاف، وقد ترى كوريا الشمالية في هذا فرصة لتخفيف العقوبات الدولية والحصول على فوائد اقتصادية دون تقديم تنازلات كبيرة بشأن برنامجها النووي.

ولكن من المهم أن نلاحظ أن هذا لا يعني أن المعارضة سوف تتجاهل المخاوف الأمنية. ففي حين أن المشاركة سوف تكون أولوية، فإن المعارضة سوف تظل تعتمد على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للحفاظ على الردع وحماية الأمن القومي لكوريا الجنوبية.

search