كارثة تواجه أوروبا، مادة كيميائية في المياه المعدنية بسبب المبيدات الحشرية

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، العثور على مادة كيميائية دائمة في المياه المعدنية من عدة دول أوروبية، حيث يُعتقد أن التلوث ينبع من الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية التي تحتوي على TFA، وهو نوع من PFAS.

مياه معدنية

وبحسب الصحيفة البريطانية، تم العثور لأول مرة على مياه معدنية من عدة دول أوروبية ملوثة بـ TFA، وهو نوع من PFAS "المادة الكيميائية الدائمة" وهي مادة سامة للتكاثر تتراكم بمستويات مثيرة للقلق في جميع أنحاء العالم .

ولفتت إلى أن هذا الاكتشاف مذهل لأن المياه المعدنية يجب أن تكون نقية ومعزولة عن المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان.

ويعتقد أن التلوث ينبع من الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية التي تحتوي على TFA، أو المركبات التي تتحول إليها في البيئة، والتي تستخدم في جميع أنحاء العالم.

مكافحة الآفات

واكتشفت شبكة مكافحة الآفات في أوروبا، وجود هذه الأحماض الدهنية في 10 من أصل 19 مياه معدنية، وبمستويات تصل إلى 32 مرة أعلى من الحد الذي ينبغي أن يؤدي إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية في الاتحاد الأوروبي.

 وتؤكد النتائج على الحاجة إلى "إجراءات عاجلة"، كما كتب مؤلفو الدراسة، وتأتي في الوقت الذي تقترح فيه السلطات هناك حدودًا جديدة لبعض منتجات مبيدات الآفات التي تحتوي على الأحماض الدهنية.

وقالت أنجيليكي ليسيماتشو، المؤلفة المشاركة في شبكة مكافحة المبيدات في أوروبا : "لقد مر هذا الأمر دون أن يلاحظه أحد وهو أمر مثير للقلق لأننا نشرب الأحماض الدهنية المتحولة".

وتابعت: "لقد انتشر الأمر على نطاق أوسع مما كنا نعتقد".

وأضافت أن الباحثين لا يلومون منتجي المياه المعدنية لأن المشكلة ليست خطأهم.

تلوث TFA

يأتي هذا الاكتشاف في الوقت الذي يحاول فيه الباحثون السيطرة على تلوث TFA على مستوى العالم. وعلى الرغم من أنهم أثبتوا منذ فترة طويلة أن تلوث PFAS منتشر في كل مكان، إلا أنهم وجدوا مستويات TFA أعلى بكثير من المواد الكيميائية الأخرى.

وبصرف النظر عن الاستخدام في المبيدات الحشرية، فإن TFA هو مبرد شائع كان من المفترض أن يكون بديلاً آمنًا للغازات الدفيئة القديمة مثل مركبات الكلورو فلورو كربون، وغالبًا ما يستخدم في إنتاج الطاقة النظيفة .

وأثبتت الأبحاث الحديثة، أنه غاز دفيئة قوي يمكن أن يظل في الغلاف الجوي لمدة 1000 عام. حوالي 60٪ من جميع PFAS المصنعة من عام 2019 إلى عام 2022 كانت غازًا مفلورًا يتحول إلى TFA.

وتعمل الصناعة على تكثيف استخدامها لـ TFA، أو المواد الكيميائية التي تتحول إليها بمجرد وجودها في البيئة، مدعية أنها بديل آمن وطبيعي وغير سام لـ PFAS والمبردات القديمة. وقد دحضت الأدلة المتزايدة من الباحثين المستقلين هذه الادعاءات.