الأربعاء، 27 نوفمبر 2024

08:39 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

القنابل العنقودية، إرث مميت في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار

مخلفات الحرب في لبنان

مخلفات الحرب في لبنان

وداد العربي

A A

بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء، يواجه سكان جنوب لبنان والبقاع تحديات كبيرة تعيق عودتهم إلى قراهم المدمرة. 

تُعد الذخائر غير المنفجرة التي خلفها جيش الاحتلال الإسرائيلي أبرز العقبات بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ فجر اليوم، ما دفع الجيش اللبناني إلى التحذير من العودة العشوائية، حفاظًا على أرواح المدنيين.

الذخائر غير المنفجرة: خطر دائم على المدنيين  

أعلن الجيش اللبناني استعداده للانتشار في الجنوب، مع إصدار تحذيرات للمواطنين بتوخي الحذر من الذخائر غير المنفجرة التي تركها جيش الاحتلال. 

وتشكل هذه المخلفات خطرًا مميتًا على المدنيين، وتستدعي جهودًا كبيرة لتأمين المناطق وتفكيكها، وهي عملية معقدة تحتاج إلى موارد بشرية ومالية ضخمة.

خلفية الصراع: تصعيد وقصف مكثف  

بدأت المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في 8 أكتوبر 2023، وشهدت القرى الجنوبية والبقاع قصفًا عنيفًا باستخدام أسلحة محرمة دوليًا مثل القنابل العنقودية والقنابل المضادة للتحصينات. 

وفي مطلع أكتوبر، توغل جيش الاحتلال بريًا في الجنوب اللبناني، ما أجبر السكان على النزوح تحت وطأة الغارات المكثفة.

أثر الذخائر على الزراعة 

تلقى مزارعو الزيتون في النبطية تحذيرات بتجنب التوجه إلى البساتين بسبب انتشار الذخائر غير المنفجرة. 

وتعيد هذه المشكلة إلى الأذهان مأساة حرب يوليو 2006، عندما ألقت إسرائيل ملايين القنابل العنقودية، ما لوّث مساحات شاسعة من الأراضي، واستغرق تنظيفها 15 عامًا.

جهود الجيش اللبناني ومخاطر التفكيك  

يعمل الجيش اللبناني حاليًا على تفجير الذخائر المتبقية في الجنوب والبقاع، ويقدر  خبراء أن 10% من الذخائر التي استخدمها جيش الاحتلال لم تنفجر، ما يجعل أي محاولة لتفكيكها محفوفة بالمخاطر. 

ويتجنب الجيش اللبناني تخزين هذه الذخائر بسبب خطرها الكبير، ويعمل على تفجيرها لتجنب كوارث محتملة.

أضرار واسعة النطاق في الجنوب  

تحقيق أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" كشف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أحدث دمارًا هائلًا في جنوب لبنان، حيث دُمر 42% من المباني في المناطق المستهدفة. 

تزيد هذه الخسائر من تعقيد عودة النازحين وإعادة إعمار المناطق المدمرة.

ويواجه لبنان اليوم تحديًا مزدوجًا يتمثل في إزالة مخلفات الحرب وتأمين المناطق المدمرة، وسط جهود مكثفة من الجيش اللبناني والمؤسسات الدولية. 

يبقى الخطر قائمًا، ويحتاج لبنان إلى دعم دولي لتجاوز هذه الأزمة الإنسانية وإعادة الأمان إلى جنوبه.

search