بعد حوادث القطارات المتتالية، هل تطارد لعنة السادات قرية ماقوسة؟
حادث قطار المنيا
مصعب فرج وأمة الله عمرو
قرية ماقوسة في محافظة المنيا ليست مجرد منطقة على خريطة مصر، بل هي مكان يحمل تاريخاً معقداً من الأحداث والأسرار، لعل أهمها ما يربطها بالرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي قضى فترة من حياته داخل قصر عبدالرحمن الماقوسي في تلك القرية، ليشكل وجوده هناك نقطة تحول في تاريخها.
فعلى الرغم من أن السادات قدم الكثير من الحب والدعم لمحافظة المنيا، إلا أن له ذكرى سيئة مع قرية ماقوسة مستمدة من الفترة التي قضاها في القصر ومن تاريخه السياسي المعقد.
قصر عبدالرحمن الماقوسي شاهد على اعتقال السادات
يقع قصر عبدالرحمن الماقوسي في قلب محافظة المنيا، ويُعد من أبرز القصور التاريخية في المنطقة.
هذا القصر الشامخ كان مكاناً لاحتجاز السادات عندما أُلقي القبض عليه عام 1942 بأوامر من الإنجليز بتهمة التعاون مع الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
فقد اتهم حينها بحيازة جهاز لاسلكي كان يُعتقد أنه يسهل اتصالاته مع الألمان، مما جعله في نظر البريطانيين يشكل تهديدًا كبيرًا.
ورغم أن القصر بمساحته الكبيرة التي تبلغ 460 مترًا، كان يبدو في البداية كواحة من الجمال والزخارف الفريدة، إلا أنه تحول سريعاً إلى سجن للرئيس الراحل.
وكان السادات قد ذكر في كتابه "البحث عن الذات" أن هذا القصر لم يكن معتقلاً بالمعنى التقليدي للكلمة، بل قصرًا مزخرفًا وفخمًا، لكنه لم يكن يملك من السجن سوى الاسم.
هروب السادات إلى المنيا بعد واقعة اغتيال أمين عثمان
في عام 1946، زار السادات محافظة المنيا مجددًا، ولكن هذه المرة وهو هارب بعد اتهامه في قضية اغتيال أمين عثمان، وزير المالية الأسبق الذي كان يوصف بالموالاة للإنجليز.
بعد واقعة الاغتيال، اختبأ السادات في منزل عائلة القاياتي بقرية العدوة، مما زاد من تعقيد علاقته بالمنطقة وأضفى مزيداً من الغموض على تاريخه الشخصي فيها، وتعتبر لعنة السادات مصطلحاً يستخدمه بعض أهل القرية مع تكرار الحوادث.
لعنة السادات، الحاضر والماضي يلتقيان
وفي صباح اليوم وقع حادث تصادم قطار النوم بقرية ماقوسة والذي لا يعتبر حدثًا استثنائيًا، بل جاء كجزء من سلسلة متكررة من المآسي التي شهدتها هذه القرية الهادئة، والتي أصبحت تئن تحت وطأة الحوادث المتتالية على شريط السكة الحديد.
مرة أخرى، سقطت دماء جديدة على قضبان ماقوسة، تاركة الأهالي في دوامة من الألم والفقد، وكأن التاريخ يصر على إعادة نفسه.
يناير 2016، بداية سلسلة الحوادث
وفي 21 يناير 2016، اصطدم قطار رقم 934 المتجه من الإسكندرية إلى الأقصر بسيارة نقل على مزلقان ماقوسة.
على الرغم من عدم وقوع إصابات بشرية، إلا أن هذا الحادث تسبب في حالة من الذعر بين الركاب وقطع حركة القطارات لساعات، مما أثار مخاوف الأهالي من تكرار مثل هذه الحوادث.
أبريل 2021، مأساة جديدة وفقدان أرواح بريئة
لم يكن الحادث الأول إلا مقدمة لحوادث أكثر مأساوية، وفي 9 أبريل 2021، فقدت طفلة حياتها وأصيب أربعة أشخاص عندما اصطدم قطار الركاب رقم 713 بعربة كارو على نفس المزلقان.
مرة أخرى، عاشت القرية حالة من الحزن والذهول، وسط تجاهل الجهات المختصة لاتخاذ تدابير وقائية لمنع تكرار تلك الحوادث.
أكتوبر 2024، الحادث الأكثر دموية
وفي صباح اليوم، 13 أكتوبر 2024، شهدت قرية ماقوسة حادثًا جديدًا عندما اصطدم قطار النوم رقم 1087 بجرار، مما أدى إلى انزلاق عربتين من القطار وسقوطهما في ترعة الإبراهيمية، وقد أسفر الحادث في محصلة أولية عن إصابة 20 راكبًا على الأقل وانتشال حالة وفاة من المياه.
التحقيقات وردود الفعل
بعد الحادث، أصدرت وزارة النقل بيانًا عاجلًا أكدت فيه تشكيل لجنة للتحقيق في الأسباب الفنية وراء التصادم، بينما أمر النائب العام بفتح تحقيق فوري.
ورغم هذه التحركات، لا يزال الأهالي يشعرون بالقلق إزاء استمرار تجاهل المسؤولين للحلول الجذرية لحماية حياتهم.
ماقوسة القرية التي لا تنسى تاريخها
ورغم هذه المآسي، تظل قرية ماقوسة حاملة لتاريخ طويل يمتزج بالحزن والفخر.
قصر الماقوسي، الذي شهد اعتقال الرئيس الراحل أنور السادات، لا يزال شاهدًا على حقبة مهمة في تاريخ مصر، ويعد رمزًا للمقاومة والصمود في وجه الاحتلال البريطاني.
اليوم، تتردد قصص هذا القصر بين الأهالي الذين يفاخرون بتاريخه، رغم أن الزمن قد طال معالمه وأخفى بعضها.
تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً