باحث يكشف لـ «الجمهور» كيف فشلت واشنطن في توظيف الإسلام السياسي لمصلحتها بعد 11 سبتمبر؟
أحداث 11 سبتمبر
أحمد محمود
تمر اليوم الذكرى الـ23 على واحد من أهم الأحداث التي شهدها القرن الـ21، وكان لها تأثيرًا كبيرًا على العالم عامة، والشرق الأوسط خاصة، عندما استهدفت قيادات تنظيم القاعدة برجي التجارة العالميين في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما عرف إعلاميًا بأحداث 11 سبتمبر 2011، والتي كانت بداية تحرك أمريكي قوى ضد دول في الشرق الأوسط بدايتها بشن حملة عسكرية ضد أفغانستان وتبعها العراق.
23 عامًا على أحداث 11 سبتمبر 2001
وفي هذا السياق، يؤكد هشام النجار، الباحث السياسي، أن أحداث 11 سبتمبر 2001 أثرت على العالم كله وليس على الشرق الأوسط فحسب، وهي بمثابة محطة فارقة بين مرحلتين، الأولى وهي ما قبل تلك الهجمات كان الأمريكيون والغربيون يوظفون مجمل تيار الإسلام السياسي بشكل كامل في صراعهم ضد روسيا والصين والمعسكر الشيوعي، وقد استخدموه فعليًا في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، كما استخدموا التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.
النجار: الأمريكيون لم يكونوا يدركون خطورة استخدام سلاح “الإسلام السياسي”
ويضيف النجار، في تصريحات خاصة لـ"الجمهور"، أن الأمريكيين لم يكونوا يدركون أن هذا السلاح “تيار الإسلام السياسي” هو سلاح ذو حدين، وأن هذا التيار غير موثوق به وينقلب على حلفائه فور اختلاف المصالح وتاليًا مرحلة ما بعد الهجمات التي شملت العديد من الصدمات لم تبدأ باكتشاف طبيعة أيديولوجية تنظيم القاعدة وإمكان وجود مناهج وأفكار مغرقة في التطرف والغلو تقتل على العقيدة وعلى الجنس، فتستحل قتل اليهودي كونه يهودي والمسيحي كونه مسيحي والأمريكي لكونه أمريكي.
وأوضح الباحث السياسي، أنه بعد أحداث 11 سبتمبر، حدثت تحولات كبيرة في تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية مع الشرق الأوسط عمومًا، لكن حدثت أخطاء كبيرة في استراتيجية مكافحة الإرهاب حيث كان من المفترض أن تجري المعالجة عبر ضربات جوية مركزة والدفع باتجاه التفاوض مع طالبان ومواصلة الضغط عليها لتسليم القاعدة والمسؤولين عن الهجوم.
وتابع الباحث السياسي، لكن ما جرى من غزو شامل وما اعتبره الأفغان احتلالًا غربيًا أفاد طالبان التي أعادت ترتيب صفوفها واستعانت بجهود تنظيم القاعدة لإنهاك أمريكا في أفغانستان واستنزاف قواها وقوى وكلائها بالداخل الأفغاني، وهو ما أثمر في النهاية انسحابًا أمريكيًا متعجلًا وغير مرتب وعشوائيًا أضر كثيرًا بصورة أمريكا وروج لطالبان كقوة دينية ومناضلة ضد الغرب ومنتصرة على أمريكا وهو ما ألهم جماعات متطرفة أخرى حول العالم بغرض محاولة استنساخ ما فعلته طالبان في دولها.
تأثير الانسحاب الأمريكي من أفغانستان على حركات إرهابية أخرى
ولفت هشام النجار، الباحث السياسي، إلى أن مثال ذلك ما تفعله حركة الشباب الصومالية في الصومال وما تفعله جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة في مالي وبوركينا فاسو، وهو ما يعني أن هناك استنساخًا يجري لما حصل في أفغانستان في العديد من الدول والساحات في استغلال واضح للمتغير الرئيسي المتمثل في انسحاب القوات الغربية والأمريكية في العديد من المناطق وتركها الجيوش الضعيفة والإدارات الحاكمة التي تعاني من الفساد وسوء الإدارة والفشل في مواجهة القوى والجماعات المتطرفة والمتمردة، ما يلفت إلى أن تداعيات ما جرى من معالجات خاطئة لملف الإرهاب عمومًا تسبب في موجات إرهابية كامنة وأخرى تتهيأ للانطلاق وأخرى تتمدد وتتوسع وتراكم القوة ريثما تحقق ما حققته طالبان والقاعدة في أفغانستان.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً