كيف أنقذ صعود الجبهة الشعبية اليسارية ماكرون من خسارة رهانه؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
أيمن عبدالمنعم
على عكس المتوقع، شهدت الانتخابات الفرنسية التشريعية المبكرة، التي أسدل الستار عليها أمس الأحد، صعودًا للجبهة الشعبية الممثلة لأحزاب اليسار الفرنسية، على حساب تحالف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك على اليمين المتطرف ممثل في التجمع الوطني بقيادة جوردان بارديلا ومارين لوبان.
صعود اليسار في الانتخابات التشريعية الفرنسية، أثار مجموعة من المشاعر المتضاربة لدى المهتمين بالداخل الفرنسي، والتي كان من بينها مشاعر الدهشة إلا أن البعض كان يرى أن صعود اليسار ممكنًا، خاصًة أنه كان الأقرب بفارق ضئيل جدًا عن اليمين المتطرف، الذي تصدر الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية.
صعود اليسار انتصار لماكرون أم فشل ذريع
وتضاربت آراء الخبراء حول ما إن كان صعود الجبهة الشعبية في الانتخابات الفرنسية والممثلة لأحزاب اليسار، هو بمثابة فشل لإيمانويل ماكرون في الانتخابات، والبعض الآخر رأى أنه انتصار لماكرون، خاصًة أنه تمكن من وقف تقدم اليمين.
فيرى د. أحمد قنديل رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في تصريحاته لموقع الجمهور، أن ما قام به إيمانويل ماكرون من الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة هو بمثابة مخاطرة قوية منه، مضيفًا أن تلك المخاطرة كان الهدف منها إثبات أن فوز اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي، لا يعني بالضرورة فوزه في الانتخابات التشريعية الفرنسية.
وعلى عكس ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. مصطفى كامل في تصريحه لـ«الجمهور»، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كانت حساباته خاطئة فيما يخص رفضه لليسار الذي وصفه بالمتطرف، خاصًة أن نتائج الانتخابات الفرنسية التشريعية جاءت بمثابة إنقاذ لماكرون من التقدم الوشيك الذي وصل إليه اليمين في الجولة الأولى من الانتخابات.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في تصريحاته، أن خسارة اليمين المتطرف في الانتخابات لا تعود لدعوات إيمانويل ماكرون، وإنما تعود للشعب الفرنسي الذي رأى أن سياسات تجمع بارديلا ولوبان مخالفة للسياسات الفرنسية التي اعتاد عليها.
صعود اليمين كان بمثابة جرس إنذار وسقوطه نجاح لماكرون
وقالت أستاذة العلوم السياسية د. سهام فوزي، أن صعود اليمين المتطرف في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، كانت بمثابة جرس إنذار للمستويين السياسي والشعبي داخل فرنسا.
وأضافت أستاذة العلوم السياسية في تصريحاتها، أن اليمين المتطرف شكل تهديدًا للقيم الأوروبية والتي من بينها الديمقراطية والليبرالية والمساواة والانفتاح، ما جعل الناخبين في فرنسا يتجهون إلى اختيار اليسار بدلًا من اليمين، خوفًا على ضياع القيم التي اعتاد عليها مع صعود اليمين المتطرف.
وأوضح رئيس وحدة العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية، أن فوز اليسار في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، دليل على فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الرهان الذي وضعه من قبل.
وأضاف د. أحمد قنديل، أن الدليل على نجاح ماكرون هو تمكنه من كبح تقدم اليمين المتطرف في الجولة الأولى، إلى جانب قراره بالإبقاء على جابرييل آتال كرئيس للوزراء، وهو ما يعني احتمالية خلق تحالفات مستقبلية مع اليسار.
تشكيل الحكومة الفرنسية
وفي سياق تشكيل الحكومة الفرنسية قالت أستاذة العلوم السياسية د. سهام فوزي، إن تشكيل الحكومة الفرنسية لن يعتمد على اليسار وحده، خاصًة أن اليسار لم يحصل على الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة منفردًا.
وأضافت د. سهام فوزي، أن الفترة المقبلة ستشهد تحالفات عديدة بين الأحزاب اليسارية ممثلة في الجبهة الشعبية، وتحالفات وأحزاب أخرى داخل البرلمان الفرنسي، ما يعني أن تشكيل الحكومة يعتمد على تشكيل التحالفات داخل الجمعية الوطنية الفرنسية.
سياسات اليسار بعد صعوده
وفيما يخص سياسات اليسار قال د. مصطفى كامل، إن تعامل الجبهة اليسارية الفرنسية مع العديد من القضايا على رأسها الهجرة، ستكون أقل تشددًا، مضيفًا أنه من المتوقع أن تستمر سياسات الحكومة الحالية مع وجود اليسار ككتلة صاعدة في البرلمان.
وحول التعامل مع القضية الفلسطينية، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة د. مصطفى كامل، أن تعامل اليسار فيما يخص القضية الفلسطينية سيكون أكثر تعاطفًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأكثر هجومًا على سياسات إسرائيل داخل قطاع غزة، خاصًة أن هذا يعد موقف حزب فرنسا الأبية الذي يعد أكثر الأحزاب أغلبية داخل التحالف.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً