عبد العزيز مخيون يكشف لـ«الجمهور» سر هروبه من القاهرة (حوار)

الفنان القدير عبد العزيز مخيون لديه قدرات فائقة وأدوات فنية متمكنة، شعلة من الأداء مضاءة ممزوجة بالحبكة الفنية والمشاعر الصادقة، تجده شامخا فوق خشبة المسرح، لا يقف في وجهه عائق، تخرج منه الكلمات باللغة العربية واضحة تصيب الهدف ولا تخطئ أبدا، وفي السينما والدراما بداخله شخصيات عديدة يتلون بلونها طبقا للعمل المقدم، عبر عن الفن بكل صدق وقدم لنا الكثير والكثير من الأعمال الفنية الصادقة الهادفة. 

كانت بداية مشواره الفني من الريف المصري البسيط، تحديدا من عزبة مخيون بأبو حمص محافظة البحيرة، وتقديرا لأعماله الفنية العديدة الهادفة التي قدمها علي الساحة الفنية، أجري موقع الجمهور حوارا مع الفنان عبد العزيز مخيون، تحدث فيه عن مشواره الفني وأبرز محطاته الفنية والصعوبات التي واجهته أثناء صعوده السلم الفني؟

 من الريف للسينما والدراما، كيف كانت بداية مشوارك الفني؟

مشواري الفني بدأ من الطفولة، عن طريق تقليد الأشخاص من أبناء قريتي، ومنذ صغري وأنا أجيد تقليد الناس الذين عاشوا معي في مسقط رأسي بعزبة «مخيون»، وكان هناك غفير من قبائل العرب يدعي «أبو سطيحة»، كنت أقلد جميع حركاته وتصرفاته، فبدأت ألفت أنظار الكبار، فكانوا يطلبون مني في بعض الأحيان بتقليد هذه الشخصية، ومن ضمن الشخصيات التي قمت بتقليدها أيضاً، تصرفات والدي، أتذكر موقف حدث في منزلنا الريفي بأبو حمص، عندما جاء الثعلب وأكل جميع الدواجن التي كانت في المنزل، فحينها أمسك والدي بالبندقية وتربص لهذا الثعلب ليقتله، وآخرهم عمي، صوته كان ملفت للنظر، وعاليا جدا، لكنه كان رجلاً مثقفا ولديه مكتبة كبيرة، ودائما ما كان يتكلم عن صديقه الطبيب الشهير بالإسكندرية، حليم زكي،  فالشخصيات الثلاثة كنت دائما ما أقلدهم في طفولتي المبكرة، أذكر هذا لأني قرأت مؤخراً حديث للفنان صالح منصور، رحمه الله، كان دائما يتحدث عن تقليده للأشخاص في طفولته المبكرة، بعدها التحقت بمدرسة بني منشأة دمسنا الابتدائية في نفس القرية، وكان معظم المعلمين الموجودين في المدرسة، ليسوا من أبناء القرية بل من مدينة دمنهور ومحافظة الإسكندرية، وكان هناك مدرس يدعي «حمدي عزب»، هو أول شخص وجهني فنياً وأعطاني شخصية أمثلها في مسرح المدرسة، ومثلت في حفلة نهاية العام الدراسي، وجميع أهالي القرية شاهدتنا، ومن ثم المرحلة الإعدادية في مدينة أبو حمص، وبعدها اتسع نشاطي في المدرسة، وبدأت أتعلم العزف علي آلة الكمان.

 تعليمي للموسيقي جاء بالصدفة، حيث علمني مدرسا من محافظة الإسكندرية، مبادئ العزف علي الكمان، وبعدها اشتري لي والدي آلة كمان لأعزف عليها، وكنت أمارس الخطابة في طابور الصباح، وعندما التحقت بالثانوية ابتعدت عن التمثيل واتجهت للموسيقي والعزف عن الكمان، لكن في العام النهائي للثانوية، كان هناك مدرس لغة الإنجليزية، ويدعي «محمد غنيم»، واختارني لأمثل مسرحية مع بعض من زملائي علي خشبة مسرح مدرسة دمنهور، اسمها «مخلب القرد»، مسرحية إنجليزية بريطانية من مؤلفي القرن التاسع عشر، هذه المسرحية هي التي أعادتني للمسرح مرة أخري، علي الرغم من أني كنت متأثرا جدا بسماعي للموسيقي السيمفونية التي كان يقدمها ويشرحها الدكتور حسين فوزي في البرنامج الثقافي الثاني، وكنت أتمني أن أصبح عازفا ومن ثم مايسترو، لكن عندما حصلت علي الشهادة الثانوية، سافرت إلي القاهرة للتقديم في معهد الفنون المسرحية ومعهد الموسيقي، ولكني لم أنجح في  المرحلة العليا للمعهد، فتوجهت بعدها للأكاديمية الفنون ومعهد الفنون المسرحية.

 بدايتي للفن، بداية شرعية، حيث هناك بعض من الفنانين ليسوا شرعيين في الوسط الفني، فدرست الفن ومارسته ومن ثم مشاهدات وتدريب، وبعد انتهائي من الدراسة في الفنون المسرحية، حاولت كثيرا  لأحصل علي بعثة دراسية للخارج، ومن ثم أتيت لي الفرصة بعد عدة سنوات، وحصلت علي منحة دراسية بفرنسا.

 سافرت إلي فرنسا للدراسة في جامعة سان سيه الفرنسية وثم مدرسة سترابورج الإيطالية، وهناك أطلعت علي حركة المسرح عالميا، ورأيت الممارسات المسرحية من مختلف البلدان للتعبير المسرحي، أما إنجلترا فهناك المشاهدات والتطلعات علي المسارح الأوربية، بعدها عدت إلي مصر، واتجهت إلى مجال  الاحتراف، وإن كانت الدراسة بالخارج عطلت مسيرتي الفنية علاوة علي خسارتي المادية، لكنني اكتسبت منها أشياء معنوية أهمها المعرفة. 

ما هو أول عمل فني شاركت فيه بعد عودتك إلى مصر مرة أخرى؟

 بعد عودتي لمصر، كان مسلسل «لا  إله إلا  الله»، هو أول عمل فني شاركت فيه، وكان أول لقاء لي مع المؤلف أسامة أنور عكاشة في مسلسل «أبواب المدينة»، وقبل سفري للخارج، كان هناك عمال شاركت فيه من أيام تليفزيون أبيض وأسود وهو «ميرامار»، مع كبار الفنانين، أمثال: صالح منصور وعبد الرحمن الزرقاني وعزت العلالي وأبو بكر عزت ووحيد سيف والفنانة رجاء الجداوي وزوزو ماضي.

حدثنا عن تجربة مسرح الفلاحين، ومن أين جاءت لك هذه الفكرة ؟

 مسرح الفلاحين، تجربة جسدتها وسط فلاحين القرية التي ولدت فيها، وأخذت عليها منحة دراسية من الحكومة الفرنسية.

الفكرة جاءت لي، لأنني دائما كنت أشعر بالقلق من ناحية الشكل المسرحي المصري والعربي، وأري أن مصر لديها القدرة والإمكانية في خلق الشكل المسرحي الخاص بها، لهذا السبب قررت أن أنزل إلى الحقل والقرية لأمارس العمل المسرحي بين الفلاحين، محاولا العثور على صيغة وشكل مسرحي مصري عربي.

 ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء عملك مع الفنان الكبير أحمد زكي؟

اشتركت مع الفنان الراحل أحمد زكي في عملين فقط وهما فيلمي الهروب وحسن اللول، كان فنان صادق، وقبل تجربة التمثيل مع بعضنا البعض، كنا دائما ما نجلس سويا في مقهي قديم معروف موجود في شارع قصر النيل، وعندما التقينا في فيلم "الهروب"، حدث بيننا انسجام متناغم، وهذه نقطة مهمة في التمثيل، لا بد أن تحصل بين الممثلين في نفس العمل الفني، وأن يكون بينهما أخذ وعطاء في التمثيل.

ما هو أكثر عمل فنى ندمت على رفضك المشاركة به؟

 علي الرغم من أنني رفضت أعمال عديدة، إلا أنني لم أندم علي أي عمل فني، لأنني اختار أعمالي جيداً أما عن سبب رفضي للأعمال الفنية فيرجع إلي هبوط المستوي الفني، أو أن العمل الفني يدعو إلي فكرة سياسية متناقضة أو معارضة لمعتقداتي.

ما هي أسباب هروبك من القاهرة، واختيارك الحياة في الريف المصري؟

 أثناء وجودي في القاهرة كنت حريص علي زيارة أسرتي وقريتي كل أسبوع، وأحياناً كل شهر، وعندما سنحت لي الفرصة عدت مسقط رأسي وقمت ببناء منزل لي ووجدت الراحة بهذا المكان، لأن القاهرة كانت مدينة مزعجة بالنسبة لي، وذلك نتيجة لكثرة ازدحام السيارات، وضياع الوقت واستهلاك الطاقة في سير الشوارع، والتلوث، فاتجهت للطبيعية والهدوء، فوجدت راحتي فيها.

من الشخص الذي اكتشف وجه الشبه بينك وبين الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب؟

 أول شخص اكتشف وجه الشبه بيني وبين الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب هو فنان عراقي يدعي «صادق»، وقتها كنت في العراق لتجسيد مسرحية اسمها، «وا عربتاه»، لكنها لم تكتمل.

وكان صادق دائما يقترب مني ويبتسم ويقول لي :" آه محمد عبد الوهاب"، في البداية لم ألتفت لمثل هذه الدعابة، وفي رمضان كان يتم عرض بعض من الأفلام القديمة التي كانت تذاع في فترة الظهيرة، وهنا التفت إلي التلفاز، عندما كنت أسير داخل المنزل، كنت أعتقد أنا ذاك الشخص، ولكن عندما دققت النظر وجدت الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، ومن هنا أيقنت وجه الشبه بيني وبين الفنان الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وبعدها اختارني المخرج إبراهيم الصحن لتجسيد دور الفنان محمد عبد الوهاب في مسلسل أمير الشعراء. 

والتقيت بالموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، مرة واحدة قبل تصويري مسلسل “ أمير الشعراء” عام 1984.

وكنت حريص على تقديم شخصية عبد الوهاب على أكمل وجه، لذلك طلبت مقابلته قبل تصوير دوره في المسلسل، وبالفعل ذهبت لمنزله لمقابلته، وقرأت عليه بعض المشاهد وقام بوضع  الملاحظات وتصحيح بعض المعلومات الخاصة بشخصيته.

شاركت في 3 أعمال درامية خلال العام الرمضاني 2024، كيف وفقت بينهم؟

لم أجد صعوبة في تصوير  3 أعمال درامية شاركت فيهم خلال رمضان الماضي 2024، لأن لدي أشخاص يقومون بوضع جداول لترتيب أعمالي وتنسيق مواعيدها. 

ماهى أبرز التحديات التى واجهتك خلال تقديم شخصية مرشد الإخوان في مسلسل الجماعة؟

 قبل تجسيد شخصية المرشد درستها جيدا عن طريق الاستعانة بالفيديوهات والصور المتاحة في كل مكان من أجل التعمق في عالم الشخصية، ولم أفعل أي شيء أكثر من المكتوب في السيناريو. 

كنت أتحضر لدوري قبل ساعتين من بدء التصوير، و كنت أحمل السيناريو معي في كل وقت وكل مكان سواء في السيارة أو أثناء تناول الطعام وأفكر وأتأمل في الشخصية طوال الوقت حتى يتسنى لي الدخول في عالمها وتقمص تفاصيلها.

هل سيشارك الفنان القدير عبد العزيز مخيون في المارثون الرمضاني القادم 2025؟

 حتي الآن لم يطرح علي أي عمل درامي أو سينمائي، وهناك عمل اسمه غربان متوقف عمله ولم يستكمل تصويره.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.