ألغام تهدد التنفيذ، ثغرات اتفاق وقف إطلاق النار بين حكومة نتنياهو وحماس
آثار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس مساء الأربعاء لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، موجة من الجدل قبل بدء تطبيقه، فالوثيقة التي تتألف من ثلاث مراحل مليئة بالثغرات التي قد تُفشل التنفيذ في أي لحظة، وسط استمرار العمليات العسكرية في غزة وسقوط العشرات من الضحايا.
عنوان الاتفاق: جدل حول "الهدوء المستدام"
حملت الوثيقة عنوان: «المبادئ العامة للاتفاق بين الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني في غزة بشأن تبادل المحتجزين والأسرى واستعادة الهدوء المستدام».
لكن مصطلح «الهدوء المستدام» آثار تفسيرات متباينة؛ ففي الوقت الذي ترى إسرائيل أنه يتيح لها استئناف القتال بعد المرحلة الأولى، تشير «حماس» إلى وجود ضمانات أمريكية بعدم اندلاع حرب جديدة.
أهداف غامضة لوقف إطلاق النار
حدد الاتفاق هدفاً رئيسيًا يتمثل في إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد «يتم الاتفاق عليه» من الأسرى الفلسطينيين، غير أن العبارة الأخيرة فتحت الباب أمام خلافات حادة حول الشخصيات التي تشملها الصفقة، مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
المراحل الثلاث: تفاصيل مبهمة ونقاط نزاع
- المرحلة الأولى (42 يوماً): تشمل وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مع السماح بعودة النازحين.
هذه المرحلة تواجه عقبات ميدانية، مثل طول المسافات التي يضطر النازحون لقطعها مشياً والتفتيش المكثف.
- المساعدات الإنسانية: ينص الاتفاق على إدخال 600 شاحنة يوميًا تشمل الوقود والمعدات، لكن آلية التوزيع أثارت تساؤلات حول دور «حماس» واحتمالية اعتراض إسرائيل.
- المرحلة الثانية: تعتمد على مفاوضات غير مباشرة تُعقد في اليوم الـ16 لتحديد معايير تبادل الأسرى، مما يجعل هذه المرحلة عرضة للتعطيل في حال عدم الاتفاق.
قضايا إعادة الإعمار وتسهيل الإمدادات
يتحدث الاتفاق عن إدخال مواد الإغاثة وإعادة إعمار غزة، بما في ذلك توفير 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة، لكن تنفيذ هذه البنود يعتمد على التنسيق بين الأطراف، وهو أمر محفوف بالتحديات وسط التوترات القائمة.
ضمانات دولية غير ملزمة
يتضمن الاتفاق دورًا لكل من قطر، مصر، والولايات المتحدة في ضمان استمرار المفاوضات، لكن النص يشير إلى «بذل الجهود»، مما لا يُعتبر التزامًا قانونيًا ملزمًا، ما يترك الأطراف أمام مساحة من الغموض.
استنتاج: طريق مليء بالألغام
يعكس الاتفاق هشاشة في الصياغة وكثرة البنود الغامضة التي تجعل نجاحه يعتمد على حسن النوايا والثقة المتبادلة، وهي عناصر نادرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبينما يترقب الجميع بدء التنفيذ، تبقى العقبات الكبيرة تهدد بتحويل هذا الاتفاق إلى أزمة جديدة.