رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى
الجمهور الإخباري
رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى

كيف احتفظت حماس بالمحتجزين الإسرائيليين 16 شهرا؟ كلمة السر «وحدة الظل»

المحتجزين الإسرائيليين
المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة

تعد "وحدة الظل" من أبرز وحدات حركة حماس الفلسطينية وأكثرها سرية، حيث تبرز كحارس خفي يتصدى لأعتى أجهزة الاستخبارات العالمية.

 في قلب المقاومة الفلسطينية، تواصل هذه الوحدة عملها بحذر شديد، حيث تحيط بالأسرى الإسرائيليين في قبضة المقاومة بهالة من السرية المطلقة، مما يجعل محاولات اختراقها بمثابة حلم بعيد المنال.

مهام وحدة الظل ودورها الاستراتيجي

لا تقتصر "وحدة الظل" على كونها قوة عسكرية، بل إنها تعد درعًا استراتيجيًا يكشف عن قدرة المقاومة الفلسطينية على إدارة معادلة الصراع بحنكة وحسم.

وتعمل الوحدة على الحفاظ على المحتجزين الإسرائيليين كأوراق ضغط مهمة في مفاوضات تبادل الأسرى مع الاحتلال. 

وتُشرف كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، على هذه الوحدة نظراً لحساسية مهمتها، والتي تشمل تأمين الأسرى الإسرائيليين في غزة وإبقائهم في "دائرة المجهول".

تأسيس وحدة الظل وتاريخها

تأسست "وحدة الظل" بعد عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في يونيو 2006، حيث أسندت إليها مهمة تأمينية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الوحدة واحدة من أهم وأسرع الوحدات العسكرية في كتائب القسام وأكثرها سرية. 

ورغم التكتم حول أعمال الوحدة، فقد تم الكشف عن وجودها لأول مرة في عام 2016 بعد إتمام صفقة تبادل الأسرى الناجحة التي شملت إطلاق سراح شاليط.

وحدة الظل وأحداث 2014: أزمة نتنياهو

تعود "وحدة الظل" لتواجه التحديات مجددًا في عام 2014، حيث كانت مسؤولة عن احتجاز أربعة أسرى إسرائيليين ضمن عملية "العصف المأكول". 

ورغم محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك بنيامين نتنياهو التأكيد على مقتل الأسرى، فقد نجحت وحدة الظل في نشر صور ومقاطع فيديو تثبت أنهم أحياء، مما شكل ضغوطًا إضافية عليه.

وحدة الظل في "أحداث السابع من أكتوبر"

في سياق معركة "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في أكتوبر 2023، لعبت "وحدة الظل" دورًا كبيرًا في تأمين حوالي 200 إلى 250 أسيرًا إسرائيليًا، حيث تم الاهتمام بهم طبيًا ونفسيًا، وهو ما أكدته الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها يوخباد ليفشيتس.

المواصفات الصارمة لاختيار أعضاء وحدة الظل

تولي "وحدة الظل" اهتمامًا بالغًا في اختيار أعضائها، حيث يخضعون لاختبارات عسكرية وأمنية دقيقة. 

تُشترط في الأعضاء صفات مثل الانتماء العميق الـقضية الفلسطينية، القدرة على التصرف في الأزمات، السرية التامة، والقدرة على تحمل المسؤوليات في ظروف شديدة الحساسية.

التفوق الاستراتيجي لوحدة الظل

لا يمكن النظر إلى إنجاز "وحدة الظل" في احتجاز المحتجزين الإسرائيليين على مدار 16 شهرًا كإنجاز عسكري فحسب، بل هو شهادة على القدرة الاستثنائية للمقاومة الفلسطينية في فرض واقع جديد على الاحتلال. 

هذه القدرة على الصمود وإدارة ملف الأسرى بكل احترافية، تجسد التباين الواضح بين ممارسات الاحتلال الوحشية ضد الأسرى الفلسطينيين وبين النهج الإنساني الذي تتبعه المقاومة مع الأسرى الإسرائيليين.

وحدة الظل كرسالة استراتيجية

تُعد "وحدة الظل" بمثابة ورقة استراتيجية قوية في يد المقاومة الفلسطينية، وهي أكثر من مجرد أداة تفاوض. 

من خلال إبراز هذه القدرة الاستثنائية على الاحتفاظ بالأسرى، تثبت المقاومة الفلسطينية قدرتها على الصمود في وجه التحديات، بينما تؤكد على إنسانيتها في التعامل مع الأسرى، مما يعزز من شرعيتها الأخلاقية على الساحة الدولية.

تم نسخ الرابط