من احتجاج إلى فضيحة، قصة الاعتقال القاسي لناشطات المناخ في بريشيا

شهدت مدينة بريشيا الإيطالية في الأيام الماضية حادثة مثيرة للجدل حول اتهامات بإهانة معاملة ناشطات في مجال المناخ من قبل الشرطة المحلية، حيث وقع الحادث بعد احتجاج نظمته حركة تمرد الانقراض وحركات أخرى ضد مصنع ليوناردو للطيران والدفاع، حيث تم احتجاز الناشطات وتعرضن لمعاملة قاسية أثناء الاستجواب.

واستجابت وزارة الداخلية الإيطالية بسرعة ودعت إلى فتح تحقيق رسمي في الحادثة التي أثارت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات بالتعامل غير اللائق والتمييز ضد النساء.

وعلى إثر ذلك، طلب وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي فتح تحقيق رسمي في مدينة بريشيا، بعد مزاعم بأن سبع ناشطات في مجال المناخ تعرضن لإجراءات مهينة أثناء استجوابهن من قبل الشرطة، حيث تم إجبارهن على خلع ملابسهن الداخلية وأداء تمارين القرفصاء.

احتجاز ناشطات في احتجاج ضد مصنع ليوناردو للطيران

وشاركن الناشطات اللواتي كنّ من بين 22 شخصًا تم احتجازهم من قبل الشرطة، في احتجاج ضد مصنع "ليوناردو" الإيطالي للطيران والدفاع، وتسبب احتجاج الناشطات في إغلاق مدخل المصنع لفترة قصيرة، قبل أن يتم احتجازهن في مركز الشرطة لمدة سبع ساعات.

مزاعم بالتمييز والإهانة أثناء الاستجواب

ومن جانبها، قالت إحدى الناشطات في مقطع فيديو نشرته عبر الإنترنت، إن رجال الشرطة طلبوا منها خلع ملابسها الداخلية وأداء تمارين قرفصاء للتحقق من عدم حملها مواد ممنوعة، ولاقت هذه الإجراءات، التي غالبًا ما تُستخدم في قضايا المخدرات، استنكارًا واسعًا لأنها كانت موجهة فقط للنساء.

الشرطة الإيطالية ترد

في ردها على الاتهامات، نفت شرطة بريشيا المعاملة المهينة، مؤكدة أن الإجراءات المتخذة كانت جزءًا من عمليات البحث الروتيني التي يتم فيها طلب "الانحناء" للبحث عن مواد محظورة، مؤكدة أنه تم الحفاظ على "سرية وكرامة الأشخاص" أثناء عملية الاستجواب.

احتجاجات وتهم متبادلة

وفي سياق متصل، أعلن محامي الناشطات، جيلبرتو باجاني، أنه سيقدم شكوى رسمية في الأيام المقبلة ضد الشرطة الإيطالية، معتبراً أن ما تعرضن له يعتبر سلوكًا غير قانوني ومهينًا لهن.

في المقابل، اتهمت الشرطة الناشطات في مجال المناخ بمخالفة القانون من خلال "التظاهر غير المعلن" و"منع الشاحنات من دخول مصنع ليوناردو". 

وتعكس هذه الاتهامات تصاعد التوتر بين الشرطة والمحتجين في إيطاليا، في وقت تشهد فيه البلاد احتجاجات عدة حول قضايا بيئية واجتماعية.