رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى
الجمهور الإخباري
رئيس مجلس الإدارة
محمد رزق
رئيس التحرير
محمد صبرى

علاء عصام يكتب.. ترامب الديكتاتور يقمع المسؤولين ويمنعهم من استخدام «فيس بوك وتويتر»

النائب علاء عصام
النائب علاء عصام

تفضح الممارسات السياسية والعسكرية الأمريكية، أكاذيب قادة الدولة التي تسوق نفسها على مدار سنوات، باعتبارها صانعة وحامية مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية على مستوى العالم، وكيف يستخدم قادتها هذه الشعارات للتدخل في شئون الدول واستغلال ثرواتها ومقدراتها.

فمنذ ساعات أصدر الرئيس دونالد ترامب الفائز بالانتخابات الرئاسية، أمرا للمسؤولين المرشحين للمناصب العليا، مضمونه عدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من مخالفة هذا القرار لخصوصية الإنسان، وحقه الطبيعي في التعبير عن رأيه بحرية، حسب الدستور والقانون الأمريكي، والميثاق العالمي لحقوق الإنسان.

وطبعا كلنا نشهد على جرائم أمريكا في فيتنام وقبلها اليابان، وصولا لاحتلال العراق وأفغانستان، ودعم وتيرة الإبادة الجماعية في غزة، وضرب شعارات حقوق الإنسان عرض الحائط، ولكن كارثة هذا القرار، تتمثل في المساس بحقوق المواطن الأمريكي، وانتهاك حقوقه وحريته التي يمارسها في بلده على مدار قرن كامل.

وخلال الأعوام الماضية، تراجع شرطي العالم عن مصادر قوته، وظهر ذلك جليا عندما أصبحت أمريكا الدولة الأكثر استدانة على مستوى العالم، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم التي أصبح يعاني منها المواطن الأمريكي أكثر من أي وقت مضي، مما يفقدها القدرة على الاستمرار باعتبارها أكبر قوة اقتصادية في العالم.

وزلزل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أكذوبة القوة العسكرية الأمريكية إلى جانب تضاؤل قدرتها على صد الدب الروسي ونجاحه حتى الآن في حربه مع أوكرانيا المدعومة من الناتو، وعدم قدرة أمريكا أيضا على دعم تايوان الصينية وإعلان استقلالها، وهو الأمر الذي يبرز عودة شكل العالم المتعدد الأقطاب العسكرية المقيد لأمريكا.

وكل ذلك يوضح لنا أسباب تراجع النفوذ الأمريكي في أفريقيا واستبداله بنفوذ صيني وروسي، كما يوضح لنا إلى أي قدر تتراجع الإمبراطورية الأمريكية، بل أصبحت تعاني من مشهد سياسي داخلي حافل بالصراع، وصلت حدته إلى الهجوم على مبنى الكابيتول من قبل أنصار ترامب، وكأننا أمام فيلم سينمائي للمافيا الجنوب أفريقية.

وبلا شك يعبر قرار ترامب على حدة الصراع السياسي والإعلامي الداخلي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وينذر بمزيد من الشحن والانقسام الداخلي، وربما يكون هذا الصراع الداخلي خنجر في عنق الأحلام والأهداف الاستراتيجية الأمريكية، التي تسعى دوما لتمدد مصالح الرأسمالية العالمية في كل بقاع العالم.

وفي النهاية أصبحت أكذوبة الرأسمالية «نهاية التاريخ» لفرانسيس فوكوياما محل شك كبير، فخلال القرن الحالي لن تستطيع الرأسمالية أن تصلح من كوارثها وأخطائها، وسأرسل رسالة لكاتبنا اليساري العظيم فؤاد مرسي في قبره ردا على كتابه الرأسمالية تجدد نفسها ومفادها «باتت الرأسمالية يا دكتور تمثل خطرا جم على شعوب العالم وفقدت قدرتها على التنامي بل تتقزم أمام تراجع صحة وحرية واحتياجات الإنسان الأساسية».

تم نسخ الرابط