الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:32 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

بعد 32 عامًا على اغتياله، فرج فودة ما زال رائد الفكر التنويري في مصر

الكاتب والمفكر فرج فودة

الكاتب والمفكر فرج فودة

أحمد عجاج

A A

«يعلم الله أنني ما فعلت شيئا إلا من أجل وطني»، بهذه الكلمات أنهى المفكر والكاتب فرج فوده، رحلته المليئة بالتحديات والفكر المستنير، حيث اغتيل على يد اثنين من الجماعات الإسلامية، قبل 32 عامًا فى السادسة والنصف مساء يوم الثامن من يونيو عام 1992.

غُدِر بالراحل قبيل أيام من عيد الأضحى المبارك، أمام الجمعية المصرية للتنوير بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة بمحافظة القاهرة، حيث مكتب فرج فودة.

اغتيال فرج فودة

عند خروج فرج فودة من الجمعية المصرية للتنوير، بصحبة ابنه أحمد وصديق آخر، وفي أثناء توجههم لركوب السيارة، انطلق اثنان من الجماعات الإسلامية يستقلان دراجة نارية، وهم أشرف إبراهيم قائد الدراجة البخارية، وعبد الشافي رمضان الذى أطلق الرصاص من رشاش آلي بحوزته فأصاب «فودة» إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين. 

انطلق سائق سيارة فرج فودة خلفهما وأصاب الدراجة النارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان وارتطم رأسه بالأرض وفقد وعيه فحمله السائق وأمين شرطة كان متواجدا بالمكان إلى المستشفى، حيث ألقت الشرطة القبض عليه، أما أشرف إبراهيم فقد تمكن من الهرب.

نشأته وحياته ووفاة أخوه 

20 أغسطس 1945 فى محافظة دمياط وبالتحديد فى قرية الزرقا، وُلد الكاتب والمفكر فرج فودة، والتحق في الستينيات بكلية الزراعة وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي في يونيو 1967 من جامعة عين شمس.

وفي الشهر ذاته، استشهد شقيقه الملازم محيي الدين فودة، والذي كان يصغره بعام واحد، في حرب 5 يونيو 1967، بعد ثلاثة أيام فقط من تخرجه في الكلية الحربية، ولم يتم العثور على جثمانه، وشارك فرج فودة في مظاهرات الطلبة الغاضبة عام 1968، واعتُقل لعدة أيام في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

تدرج فرج فودة فى الحياة العملية

عمل فرج فودة معيدا بكلية الزراعة في جامعة عين شمس، وحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي عام 1975، ثم على درجة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس في ديسمبر 1981، وكان عنوان رسالته: «اقتصاديات ترشيد استخدام مياه الري في مصر».

كما عمل الراحل مدرسا بجامعة بغداد في العراق، ثم خبيرا اقتصاديا في بعض بيوت الخبرة العالمية، ثم أسس «مجموعة فودا الاستشارية» المتخصصة في دراسات تقييم المشروعات.

كان «فودة» يخطط للعمل في التدريس الجامعي غير أن الاضطرابات السياسية التي شهدتها تلك الفترة، ونمو الجماعات الإسلامية خلال السبعينيات، والذي انتهى باغتيال الرئيس محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981 على المستوى الداخلي، وانتصار الثورة الإسلامية في إيران في 1979 على المستوى الخارجي، خرجت به من مهنة التدريس الجامعي إلى العمل السياسي العام، وإن ظل يؤكد أثر الدراسة الأكاديمية على أسلوب كتابته ومنهجه الفكري.

جدل واسع حول كتابات فرج فودة 

أثارت كتابات فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الآراء وتضاربت؛ فقد طالب بفصل الدين عن السياسة والدولة وليس عن المجتمع، كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 بجريدة النور بياناً بكفره، وهو ما كان له آثر فى اغتياله بعد أيام من صدور البيان.

هزيمة 67 وأثرها على فودة

أثّرت هزيمة 5 يونيو 1967 في فرج فودة بشدة، حيث يروي: «خيل لي أن مصر، قد ماتت وانتهت» وهو يعتبرها أحد الأسباب الرئيسية لنمو التيارات الدينية في مصر والعالم العربي ويعتبر من نتيجتها «أن يبرز اتجاهان فكريان: أولهما يدعو إلى مواجهة العدو الإسرائيلي بمزيد من معرفة المعلومات عنه، وبمزيد من التأقلم مع حضارة العصر، ليس فقط من خلال مظاهر الحضارة، بل بالأخذ بجوهرها، ممثلا في احترام العقل وتقدير العمل وإعلاء قيمة الإنسان.

أما الاتجاه الثاني فقد رأى أن الهزيمة لم تكن للإنسان المصري أو القيادة المصرية، بقدر ما كانت هزيمة لتبني المصريين للاختيار الغربي، وقد ساعد على تقوية حجة المساندين لهذا الاتجاه، أن إسرائيل نفسها كيان ديني في الأساس، وأنه من الواجب أن تواجه إسرائيل بنفس السلاح، وهو التوحد «الإسلامي» في مواجهة الغزو «اليهودي»، خاصة وأن تاريخ الدولة الإسلامية في عهد الرسول، حافل بالمواجهة مع اليهود، وحافل أيضا بالانتصارات عليهم.

انتمى فرج فودة إلى الاتجاه الأول، فهو يرجع الهزيمة إلى الجهل بلغة الحضارة الحديثة، وبالرغم من منهجه الفكري المناقض لسياسات الرئيس جمال عبد الناصر، ورفضه لممارسات التعذيب التي اتسم بها عصره، إلا أنه رفض أن يعزى عنف الجماعات الإسلامية المسلحة إلى التعذيب والقمع اللذين نالاها خلال ذلك العصر، فهو يشدد على أن عنف هذه الجماعات الموجه إلى المدنيين المصريين قد نشأ على يد التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين في الأربعينيات قبل عصر عبد الناصر، ودون سابق تعذيب أو قمع، مما جعله يؤمن بأن استخدام العنف نابع من فكر هذه الجماعات في الأساس.

عصر الرئيس السادات: 1970-1981

بصورة عامة، اتفقت سياسات الرئيس محمد أنور السادات الاقتصادية مع منهج فرج فودة العلمي المؤمن بتفوق الأنظمة الليبرالية، حيث أن «التخطيط الشامل الذي يتحكم في العرض والطلب كان محض عبث أو انعطافة تاريخ» وقد أشاد بالآثار الإيجابية لسياسة الانفتاح على الاقتصاد المصري.

نشأة التنظيمات الإسلامية

أيد فودة إعادة الرئيس السادات للحياة الحزبية عام 1978، على الرغم من ذلك، فلقد حمل فودة السادات المسئولية عن نمو التيارات الدينية، إذ يدعي أن الجماعات الإسلامية في الجامعات، قد تكونت على يد مباحث أمن الدولة، لمواجهة الناصريين واليساريين وبتوجيه من السادات، واعتبر أن اكتساحها للانتخابات الطلابية في نهاية حياته، بعد أن فقد السيطرة عليها، كان كابوسا يؤرق منامه.

فودة ودستور 1971 ومعارضة السادات

تقبل فودة تضمن دستور 1971 ضمن نصوصه، لأول مرة، «أن مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع»، بدعوى أن أغلب القوانين المدنية مستقاة من أحكام الشريعة الإسلامية، لكنه عارض السادات عند تعديل المادة السابقة بالنص على أن الشريعة الإسلامية هي «المصدر» الرئيسي للتشريع، بإضافة حرفي الألف واللام، وطرحها ضمن استفتاء عام قبل وفاته في عام 1981، ضمن مجموعة من البنود والتي على الناخب أن يجيب عليها جملة واحدة بالإيجاب أو النفي، ومنها وقد اعتبر فرج فودة إضافة هذه المادة تمهيداً لقيام الدولة الدينية، المقوّضة بالضرورة للدولة المدنية.

الحياة الحزبية فى مسيرة فرج فودة

شارك فودة فى الحياة السياسية فى مصر، حيث شارك في تأسيس «حزب الوفد الجديد»، ثم استقال منه لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984، ثم حاول تأسيس حزب باسم «حزب المستقبل» وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري، تم رفضه مرتين من لجنة شئون الأحزاب في مجلس الشورى، وأسس الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر، والتي كانت شاهدة على اغتياله.

فعند عودة التعددية الحزبية في عهد الرئيس أنور السادات عام 1978، اعتبر فرج فودة أن «الحزب السياسي المنظم، والقوي الوحيد في الساحة المصرية الآن هو الحزب الديني الإسلامي بكافة اتجاهاته، وهي اتجاهات قد تتنافر في الأساليب، لكن يمكنها بسهولة شديدة أن تتجمع في إطار واحد يشمل الإخوان المسلمين باتجاهاتهم والجهاديين». 

ودعى لأن يواجه تجمع سياسي لهُ جذور في الشارع المصري، يؤمن بالديمقراطية، ويكون قادرا على اجتذاب جميع الاتجاهات الليبرالية في مصر، ويرفع شعار الوحدة الوطنية ليس فقط كفكر مجرد، بل كتراث سياسي عظيم، ويمثل تجمعا شعبيا أكثر منه أيديولوجية سياسية، حيث تلتقي تحت لافتة العدل الاجتماعي كافة التيارات السياسية في ظله، أو على الأقل تناصره.

اعتقادات فرج فودة فى الحياة الحزبية

حينما شارك فرج فودة في تأسيس حزب الوفد الجديد، اعتبر أنه «سوف يكون الصراع حتى نهاية القرن العشرين في مصر، بين الوفد والاتجاه السياسي الديني المتطرف» وسوف تكون لكل منهما قواعده الشعبية، وسوف يلتف حول الوفد جميع المؤمنين بالديمقراطية والوحدة الوطنية، أفرادا وأحزابا، وعلى ضوء هذا الصراع سوف يتحدد المستقبل، «الانتماء للمستقبل أم للماضي، الديمقراطية أم الإرهاب، الليبرالية أم القهر، الانتماء للعصر أم للتاريخ، مصر أولا أو للعقيدة أولا».

خوض فرج فودة للانتخابات البرلمانية

خاض فرج فودة انتخابات برلمان 1987 مستقلا عن دائرة شبرا وخسر، حيث حصل على 2396 صوتا، بينما وصل مرشحا الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وحزب الوفد الجديد إلى جولة الإعادة بعد حصول مرشح الوفد على نحو 3000 صوت، واعتقد فرج فودة بوقوع تزوير في الانتخابات.

وشبه فودة خسارته في الانتخابات لدفاعه عن العلمانية، بخسارة أحمد لطفي السيد، بسبب دفاعه عن الديمقراطية مما عد مخالفا للإسلام آنذاك، موقنا بأن العلمانية ستصبح مقبولة في العالم الإسلامي في المستقبل كما أصبحت الديمقراطية مقبولة.

انتهت الانتخابات البرلمانية لعام 1987 بحصول أحزاب «التحالف الإسلامي» المكون من حزب العمل الاشتراكي وحزب الأحرار الاشتراكيين وجماعة الإخوان المسلمين على نسبة 17% من مقاعد مجلس الشعب، بينما لم يحصل حزب الوفد الجديد إلا على 10% فقط من المقاعد بعد تخلي الإخوان عنه، ولم يحقق الوفد الجديد أي نتيجة أفضل بعد ذلك.

حملة استهدفت عقيدته وفكره وأهل بيته

تعرض إبان المعارك الانتخابية إلى حملة استهدفت شخصه وعقيدته، مثل ادعاء الشيخ صلاح أبو إسماعيل أن فرج فودة قد دعا في كتابه «قبل السقوط» إلى إباحة الزنا طالبا منه أن يأتي له بزوجته وأهله، فإذا فعل فلا كرامة له، وإذا لم يفعل فهو أناني، وهو ما لم يرد عليه فرج فودة.

كذلك أشاع بعض أنصار التيار الإسلامي أن ابنته متزوجة من السفير الإسرائيلي، وأنه يقيم حفلات جنس جماعي أثناء ندواته في جمعية تضامن المرأة العربية، وهاجمته إحدى الصحف القومية بأن برنامجه السياسي يتلخص في «حماية الزناة والسكارى»، وادعت صحف الوفد والأحرار والشعب بأنه غير حاصل على شهادة الدكتوراه مما دفعه لنشر تكذيب في مجلة آخر ساعة موثقا بصورة شهادة الدكتوراه. 

معارك فودة داخل حزب الوفد

خاض فودة معركة داخل حزب الوفد الجديد لمنع تحالف الحزب مع الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية في عام 1984، أورد فرج فودة أفكاره السياسية خلال هذا الصراع في كتابهِ الأول «الوفد والمستقبل» الصادر عام 1983، وفشل فرج فودة في منع ذلك التحالف، والذي قاده داخل الحزب الشيخ صلاح أبو إسماعيل، ونجح بفضله الوفد في الحصول على 58 مقعدا بنسبة «15% من مجلس الشعب»، واستقال فرج فودة من الحزب في 26 يناير 1984.

فودة وصعود الإسلاميين وخطرهم على الدولة

رأى فرج فودة انتصار التحالف الإسلامي ونجاح الإخوان المسلمين خطرا حقيقيا على الدولة، وأشار فودة إلى أن التيار الإسلامي قد تعلم من خطأه في انتخابات عام 1984 التي خاضها تياره التقليدي «الإخوان» الساعي في رأيه إلى «تحقيق الإرهاب بالشرعية» بدون تأييد تياره الثوري «جماعات الإرهاب المسلح» الساعي إلى «ضرب الشرعية بالإرهاب»، ليتوحد التياران في انتخابات عام 1987، «فإن أشهر أمراء الجماعات في المنيا قد رشح نفسه على قائمة التحالف ودافع عن شعاراته وراياته، وأصبح عضوا في المجلس بالفعل، وزامل في عضويته أعضاء آخرين، كانوا أمراء للجماعات الإسلامية وقت أن كانوا طلابا، وأصبحوا ممثلين لهذا التيار في نقاباتهم المهنية، ويزعم فودة أن تمويل الحملة الانتخابية للتحالف كان عن طريق بيوت توظيف الأموال الإسلامية والتي تمثل ما أسماه فرج فودة باسم «التيار الثروى».

كتب ومؤلفات فرج فودة التي كانت من أسباب اغتياله

شهد النصف الثاني من الثمانينيات عودة عمليات عنف الجماعات الإسلامية المسلحة، وكتب فرج فودة كتابه «الإرهاب» عام 1988 لدراسة تنامي هذا العنف، ورأى فيه أنه بالرغم من نجاح ردود الأفعال الأمنية العنيفة من قبل الدولة في عهدي إبراهيم عبد الهادي وجمال عبد الناصر في تحجيم عنف الجماعات الإسلامية المتمثلة آنذاك في الإخوان المسلمين، إلا أن مثل هذه النجاحات كانت لفترات محدودة ولم تستطع اجتثاث المشكلة من أساسها ومن ثم فإن حل إرهاب الجماعات الإسلامية يكمن في رأي فرج فودة في ثلاثة سبل هي اتساع ساحة الديمقراطية حتى للتيارات الإسلامية وأن يسود القانون، وأن يكون للإعلام خط ثابت مدافع عن أسس الدولة المدنية.

ألّف فرج فودة عددا من الكتب خلال تلك الفترة، هي «قبل السقوط» 1984، و«الحقيقة الغائبة» 1984، و«الملعوب» 1985، و«الطائفية إلى أين؟» 1985 بالاشتراك مع يونان لبيب رزق وخليل عبد الكريم، و«حوار حول العلمانية» 1987، و«زواج المتعة» 1990، و«نكون أو لا نكون» 1990، و«حوارات حول الشريعة»، و«حتى لا يكون كلاما في الهواء»، و«النذير»، ولقت الكتب اهتماما، فطبع بعضها أكثر من مرة ودرس بعضها في الجامعات والمعاهد.

كما كتب عددا من المقالات في جرائد المعارضة، مثل «الأهالي» التابعة لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، و«الأحرار» التابعة لحزب الأحرار الاشتراكيين، وعددا أقل في الجرائد القومية، خاض فيها العديد من المعارك الفكرية دفاعا عن مبادئ الدولة المدنية من علمانية ووحدة وطنية وحقوق إنسان.

المناظرات التي أجراها فرج فودة قبل اغتياله 

كان لفرج فودة مناظرتان شهيرتان أولها كانت مناظرة معرض القاهرة الدولي للكتاب في 7 يناير 1992 تحت عنوان «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية»، وكان فرج فودة ضمن جانب أنصار الدولة المدنية مع الدكتور محمد أحمد خلف الله، بينما على الجانب المقابل كان شارك فيها الشيخ محمد الغزالي، والمستشار مأمون الهضيبي مرشد جماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمد عمارة الكاتب الإسلامي، وحضر المناظرة نحو 20 ألف شخص.

المناظرة الثانية كانت في نادي نقابة المهندسين بالإسكندرية يوم 27 يناير 1992 تحت عنوان «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية»، وشارك فرج فودة ضمن أنصار الدولة المدنية مع الدكتور فؤاد زكريا، بينما كانت جانب انصار الدولة الدينية، الدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد سليم العوا، وشارك فيها نحو 4000 شخص.

فتوى التكفير عقب المناظرات

في 3 يونيو 1992، نشرت جريدة النور الإسلامية، والتي كان بينها وبين فرج فودة قضية قذف بعد اتهامه بأنه يعرض أفلاما إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعي في جمعية «تضامن المرأة العربية»، وهي القضية التي كانت في طريقها لخسارتها، بيانا من ندوة علماء الأزهر يكفر فرج فودة ويدعو لجنة شؤون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزبه «المستقبل»، والتي اغتيل على آثرها فودة فى الثامن من يونيو عام 1992.

فرج فودة رائد الجل الثاني للفكر التنويري

انتمى فودة إلى الجيل الثاني من التنوير في مصر، بعد الجيل الأول الذي رفع رايته الطهطاوي وطه حسين وقاسم أمين وعلي عبد الرازق وآخرون، واعتقد أن الدين مكون أساسي في الشخصية المصرية، وأن التنوير المصري يجب أن يقوم على معالجة العلاقة بين الإسلام والحداثة، هكذا قام المشروع التنويري لفودة على أربعة أعمدة، هي: نقد الإسلام السياسي المعاصر، نقد الإسلام السياسي التاريخي، حتمية الاجتهاد وإعمال العقل، والدفاع عن أسس الدولة المدنية الحديثة.

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

search