الخليج يُحذّر ولبنان يستنكر..
خبراء: المواطن الخليجي مستهدف ومن حق أي دولة الحفاظ على أمن مواطنيها
لبنان
شيماء حمدالله
عقب الذكرى الثالثة لحادث انفجار «مرفأ بيروت» والذي يعد أكبر انفجار غير نووي شهده العالم، والذي نتج عنه ما يزيد عن وفاة 220 شخصًا بجانب إصابات تخطت حاجز الـ 6500 مصاب.
بعدها بدأت أزمة بسبب تصريح لوزير الاقتصاد والتجارة اللبناني عندما قال، إن الكويت تستطيع المساعدة وإعادة إعمار لبنان بشخبطة قلم والذي قابله حالة من الغضب الكويتي الشديد.
تحذيرات الخليجية وغضب لبناني
قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مستغربًا: «لم نفهم سبب تخوف السفارات، والأوضاع في مخيم عين الحلوة إلى حد ما متماسك».
وظهر وزير الداخلية اللبناني بسام مولوى، أمس، خلال مؤتمر صحفي، قائًلا: «نحن حرصنا على الاخوة العرب المتواجدين على الأراضي اللبنانية ولا يقل حرصنا على اللبنانيين أنفسهم وانهم يقدرون كافة الإجراءات التي تراها الدول العربية الشقيقة اتخاذها من السعودية للكويت والامارات وقطر وباقي الدول ونعلم أن هذه الإجراءات لضمان أمن مواطنيها ونعلم أنه طبيعي».
وأكد مولوي، على حب الدول العربية الشقيقة لـ«لبنان» وأنها تعمل لمصلحتها وتشجع قيامها وسياحتها، قائًلا: «ليس لدينا شك في الدول الشقيقة وكل الأصوات التي تقول إجراءات البلاد العربية ستؤثر بطريقة سيئة هذا غير صحيح».
فيما حذر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، من أن نهاية الشهر، لن تستطيع لبنان تأمين -لا دواء ولا رواتب-، قائلًا: «علينا أن نعمل كيد واحدة لإنقاذ لبنان».
اشتعال أزمة بين الكويت ولبنان
استنكر وزير الخارجية الكويتي، الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، بشدة تصريح وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام، وقالت في بيان لها إن التصريح يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية، بالإضافة إلى المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها الكويت للدول الصديقة، مؤكدًا أن الكويت تمتلك سجلا تاريخيا بمساندة الشعوب والدول الصديقة.
تحذيرات الدول الخليجية من السفر إلى لبنان
قال الباحث السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع لـ«الجمهور»، إن الكويت حذرت مواطنيها الموجودين بلبنان، وطلبت من عدم الذهاب بسبب الأحداث الجارية في مخيم عين الحلوة في صيدا، الذي يكاد يشمل المدينة بأكملها والتي لا تبعد عن بيروت، وقد يتعرض المواطنون الكويتيون في ظل الأوضاع غير المنضبطة في لبنان إلى الاختطاف والابتزاز المالي، مضيفًا أن لبنان يكاد يكون مختطفًا من جهة حزبية معينة وإلى اليوم لم يستطع حسم ِأمره بانتخاب رئيس للجمهورية عن طريق البرلمان وليس عن طريق الانتخابات العامة.
الوضع في لبنان
قال الدكتور أحمد الشهري رئيس منتدى الخبرة السعودي، إن بيان وزارة الخارجية السعودية هو بيان احترازي من الدرجة الأولى لان الأوضاع في لبنان سواء بشكل عام ليست مستقرة فهناك قلق وعدم الانسجام الأمني بالإضافة إلى ما حدث في مخيم عين الحلوة والاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية مما ينذر باحتمالية التوسع في هذه الصراعات وأيضًا فرصة لتدخل أطراف أخرى، مشيرًا إلى أن عادة المملكة في ظل هذه الظروف والتداعيات أن تطلق الدعوات الاحترازية حتى لا يحدث مكرروهًا للرعايا السعوديين.
وأضاف الدكتور أحمد الشهري لـ«الجمهور» أنه كان هناك تجارب عدة بمحاولات اختطاف وهجوم على بعض السعوديين فمن وجهة نظري الشخصية إن الوضع في الأراضي اللبنانية في ظل عدم وجود رئاسة وعدم وجود استقرار، بالإضافة إلى تواجد تناقضات بين الرئاسات داخل لبنان، مشيرًا إلى أن الوضع كان يحتاج مثل هذه التحذيرات إذا كانت من السعودية أو دولة الكويت.
وأشار رئيس منتدى الخبرة السعودي، إلى أن المواطن الخليجي مستهدف من بعض الفصائل أو من باب الجهات التي مازالت تمتلك بعض الإشكاليات ومحاولات الابتزاز المالي، مؤكدًا على أن السفارة السعودية تسعى دائمًا إلى تحذير المواطنين السعوديين، بالإضافة إلى أنه لو كانت مثل هذه الاحداث في بلد آخر غير لبنان كانت السعودية ستقوم بنفس التحذيرات وهذا يدل على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين على المواطن السعودي وإرسال هذه الرسائل التحذيرية للاحتياطات الأمنية.
وأكد الشهري، أن المملكة العربية السعودية، قلقة من الوضع المرتبك وغير المستقر في لبنان، مضيفًا أن السائح السعودي والخليجي بشكل عام كان حاضرًا بصورة كبيرة كل عام، لكن عندما كانت لبنان لديها حكومة وجيش موحد وقوة وأمن داخلي تستطيع أن تسيطر على مجريات الأحداث حيث أن الكثير من المناطق تحت سيطرة حزب الله على سبيل المثال مطار الحريري الدولي أيضا في قبضة يد حزب الله.
وأوضح رئيس منتدى الخبرة السعودي، أنه من حق أي دولة أن تحافظ على أمن مواطنيها في بلد إلى الآن لم ينجح في اختيار رئيسًا لها، فنحن أمام بلد لم تستطيع اختيار رئيس منذ شهور فكيف يمكن ان تحافظ على مواطني دولة، مشيرًا إلى أن هناك خلايا إرهابية وحدود مفتوحة بالتالي الطلب السعودي والكويتي وبوجه عام الخليجي، يأتي في هذا السياق وليس له علاقة بالوضع الإيراني.
وكشف الشهري، عن أن السفارات الإيرانية في طريقها إلى العمل، موضحًا أن هناك زيارات متبادلة، بالإضافة إلى أن الخلاف بين الدول في العالم متواجد فعلى سبيل المثال روسيا والولايات المتحدة رغم الأوضاع بينهم ولكن بينهم علاقات.
وصرح الدكتور أحمد الشهري رئيس منتدى الخبرة السعودي، في نهاية حديثه، أن أي خلاف ناشئ ومستجد لن يعيد العلاقات السعودية الإيرانية إلى الصفر كما يشاء الآن، مشيرًا إلى أن دول أخرى حذرت رعاياها بعدم السفر لهذا البلد، فعلى السلطات اللبنانية استعادة لبنان كدولة مؤسسات وضبط السلاح والفصائل خارج سلطة الدولة وانتخاب رئيس إذا أرادوا أن يتعامل معهم أشقائهم العرب.
تحذيرات إماراتية
شددت وزارة الخارجية الإماراتية، الأيام الماضية على مواطنيها إلى التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان للحفاظ على أمنهم وسلامتهم، إثر الأحداث التي تشهدها لبنان الآن مثل مخيم عين الحلوة، مؤكدًة على أهمية التقيد بقرار المنع، وتواصل المواطنين في الحالات الطارئة عبر رقم الطوارئ الهاتفي المخصص لذلك، وفقًا لبيانها الرسمي.
وبعد الكويت والسعودية والامارات والبحرين توالت تحذيرات السفارات العربية الأخرى بلبنان لمواطنيها من أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة على خلفية الأحداث الجارية في مخيم عين الحلوة.
ودعت سفارتي عمان وقطر، اليوم، المواطنين إلى ضرورة توخي الحذر وأخذ الإجراءات الأمنية اللازمة والابتعاد عن المناطق التي تشهد صراعات مسلحة، واتباع الإرشادات الأمنية الصادرة عن جهات الاختصاص.
يذكر أن مخيم «عين الحلوة» الفلسطيني في لبنان، شهد خلال الفترة الماضية اشتباكات مسلحة بين عناصر حركة «فتح» وتنظيم «جند الشام»، والذي نتج عنه سقوط عشرات القتلى والجرحى ونزوح عدد كبير من سكان المخيم.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً