صلاح جاهين، حكايات وأسرار لا يعرفها أحد عن فيلسوف البسطاء
صلاح جاهين
شهاب عمران
"خرج ابن آدم من العدم قلت : ياه رجع ابن آدم للعدم قلت : ياه.. تراب بيحيا ... وحي بيصير تراب الأصل هو الموت و لا الحياة؟ عجبي !" وصفت هذه الكلمات التي كتبها الشاعر الكبير ورسام الكاريكاتير المصري الراحل صلاح جاهين نظرته للحياة، ليغوص ويبحر بأفكاره ويُطلق العنان لفكره ويصنع منه عالمًا خاصًا ميّزه عن غيره.
وكتب الصحفي بهاء جاهين في عام 2017 يقول: “رحل أبى صلاح جاهين في الخامسة والخمسين، وأنا الآن في الواحد والستين وحين اضبطني متطلعا إليه رافعا رأسي إلى أعلى كطفل ينظر إلى أبيه ينتابني العجب، ومع ذلك فمن الطبيعي أن يظل الابن ينظر إلى أبيه نظرة الصغير إلى الكبير، والكائن الأرضي إلى المثل الأعلى، فما بالكم وذلك الأب هو من هو، ذلك الفنان والإنسان العظيم صلاح جاهين، أو محمد صلاح الدين حلمي ـ الذي رحل في مثل هذا اليوم عام 1986 ـ كما هو مدون في الأوراق الرسمية".
وأضاف: “الإنسان الوديع المتواضع الذى ينطوي في نفس الوقت على قوة داخلية جبارة، صبر وجلد واحتمال رجولي لأعباء الحياة والعمل”.
واستكمل: “ظل صلاح جاهين طوال عهدي به يعمل أكثر من 12 ساعة يوميا، ومع ذلك لم أسمع صوته يعلو فخورًا بنفسه أو متباهيا بما أنجز من أعمال، ظل وديعا كعصفور ولم يعرف الغرور يوما سبيلا إلى قلبه”.
حكى لي فيما حكى وقال: “حين كنت أكتب الرباعيات في الفترة من 1959 إلى 1963 كنت أحيانا أضبط الغرور يتسلل إلى قلبي فأقوم فورا بزيارة أصدقائي الذين نشأت معهم في روز اليوسف وصباح الخير من الصحفيين والرسامين والكتاب والذين كانوا يعاملوني كولد من ضمنهم دون تحرج عن شتمي أو استخدام الأيدي معي على سبيل الدعابة الصبيانية، وعلى الفور كان يتم علاجي وشفائي من الغرور”.
وذكر: “حكاية أخرى شهدتها بنفسى، وليس من سمع كمن رأى ، في أوائل الثمانينات كان المسرح القومي يستعد لتقديم مسرحية إيزيس لتوفيق الحكيم على خشبة المسرح من إخراج كرم مطاوع، وأراد مطاوع أن يجعل ذلك العرض الجديد ذا طابع موسيقى فاتفق مع صلاح جاهين على كتابة أشعار كان عددها كبيرا، وبعد ذلك الاتفاق أصيب والدى بآلام مبرحة في العمود الفقري نتيجة ضغط الدهون على أعصاب فقراته، ولم يكن هناك علاج مباشر لها إلا بجعل الألم محتملا أحيانا عن طريق المسكنات، فالعلاج الوحيد الحاسم كان سيستغرق شهورا طويلة عن طريق التخلص من تلك الدهون الرهيبة المتراكمة بريجيم غذائي طويل المدى ــ وقد تم هذا العلاج فعلا فيما بعد ــ وهو السبب في أن صلاح جاهين فقد نصف وزنه في العامين الأخيرين من حياته”.
استكمل: “المهم كان على والدى إنجاز ذلك العدد الكبير من الأشعار المطلوبة للمسرحية خلال أسابيع للارتباط بموعد افتتاح المسرحية ولابد من تلحين تلك الأشعار، وتسجيل الأغاني ثم إجراء بروفات الاستعراضات، كنت أشهد بعيني صلاح جاهين جالسا على الكرسي الأسيوطي المجاور لمكتبه يحاول احتمال الألم المبرح في ظهره عن طريق الحقن بالنوفالجين ليقوم متحاملا على نفسه حين يقل الألم شيئا فيجلس إلى مكتبه ويكتب، وكان جاهين هو الفولاذ المحمي معبرا عن ألمه المضنى أكثر من أي شيء آخر لذلك كانت افتتاحية ايزيس يقول فيها: معدن عزمي فولاذ محمى، واختتم: أنا ما زلت أتطلع إلى أبى رافعا رأسي إلى أعلى”.
النشأة والوفاة
ولد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي ، المشهور بـصلاح جاهين 25 ديسمبر 1930 ورحل في مثل هذا اليوم الموافق 21 إبريل 1986، جاهين شاعر ورسام كاريكاتير وسيناريست مصري التحق بكلية الفنون الجميلة ثم تركها ليلتحق بكلية الحقوق بناءً على رغبة والده والذي كان يعمل بسلك القضاء.
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل تتوقع إنهاء الحرب على غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً