غزة الصغرى، رئيس بلدية جنين في حوار لـ«الجمهور»: مدينتنا منكوبة
جيش الاحتلال
حوار / أحمد محمود
أغلقنا 5 مقابر وننشئ السادسة لاستيعاب أعداد الشهداء والاحتلال دمر 6 كيلو من شوارع المدينة
هناك حصار عام على شعبنا وعلى رأسها حالة القرصنة للمقاصة الفلسطينية
حجم الاعتداءات على جنين زاد تزامنا مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة
جنين بمثابة غزة الصغرى، لأن فيها عدة بؤر مقاومة
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وزادت حجم الانتهاكات الإسرائيلية في مدن الضفة الغربية، وكانت من أكثر المدن التي تعرضت لتلك الانتهاكات هي مدينة جنين التي اقتحمتها قوات الاحتلال عدة مرات ووسعت من حملات الاعتقال والإعدام الميداني للعديد من الفلسطينيين، بجانب تدمير العديد من الشوارع، وحصار واقتحام العديد من المنازل، فيه وضع يشبه كثيرا ما يشهده أهالي قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
واشتعلت المواجهات خلال الأيام الماضية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدة مناطق بمدينة جنين، ومع استمرار الفشل العسكري الذي يلاحق الاحتلال وقواته في الأراضي الفلسطينية المحتلة يزداد جنونه في استهداف المدنيين، وتزداد أعداد المعتقلين بشكل هستيري، لتتحول مدينة جنين لما يشبه ثكنة عسكرية إسرائيلية تنتشر فيها جنودها بكل مكان وتقتل العديد من الشباب وتعتقل الآخرين وتعتدى على الممتلكات وتدمر البنية التحتية للمدنية بالكامل.
وكان لنا حوارا مع نضال عبيدى رئيس بلدية جنين الفلسطينية، والذي كشف لنا حجم الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة وحجم الدمار الذي لاحقها، بجانب أسباب تصعيد الاحتلال انتهاكاته في مدينة جنين بالتحديد كأكثر مدن الضفة التي تشهد اقتحامات واعتقالات بالجملة وحجم الحصار الذي تعانيه وأسباب الدعم الأمريكي لكل الانتهاكات الإسرائيلية وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..
كيف هو الوضع في مدينة جنين في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال؟
هناك تخريب للبنية التحتية، حيث تم تدمير ٦ كيلو مترات من الشوارع، كما تم تدمير الشبكات الأساسية الخاصة بتوصيل مياه الشرب للأحياء، وبشأن خطوط صرف صحي تم خلع المناهل بصورة تامة، وهناك استنزاف للمدينة وتدمير كامل للمنازل داخل المدينة، بينهم دوار جنين الرئيسي وهو دوار موجود منذ عام ١٩٤٨وعليه أسماء شهداء حرب ٤٨
ما هو حجم الاعتقالات حتى الآن؟
خلال الساعات القليلة الماضية فقط، اعتقل الاحتلال ١٤ مواطنا وبشكل عشوائي، بجانب استشهاد مواطن، وهناك شوارع تم تدميرها عدة مرات خلال مدة شهر فقط.
هل حجم الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال ضد جنين زادت مع عدوان إسرائيل على غزة؟
بالطبع زادت حجم الاعتداءات على مدينة جنين تزامنا مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وزادت حجم الخسائر، كما زادت طبيعة ووتيرة الانتقامات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية.
لماذا زادت انتهاكات الاحتلال ضد جنين بالتحديد عن باقى مدن الضفة الغربية؟
تعتبر مدينة جنين بمثابة غزة الصغرى، لأن فيها عدة بؤر مقاومة، كما تتلقى القوات الاحتلالية ضربات موجعة بجنين، لذلك ضربات الانتقام تضاعفت وزادت من وتيرتها وحدتها.
هل يمكن وصف ما يحدث في جنين بجريمة إبادة جماعية مثلما يحدث في غزة
في مدينة جنين ومخيم جنين تم حتى الآن إغلاق أكثر من خمسة مقابر ويتم الآن فتح مقبرة جديدة لاستيعاب أعداد الشهداء، بالإضافة إلى من استشهدوا بمحيط المدينة بجانب من استشهدوا بالمدينة والمخيم وهم أعداد كبيرة للغاية، ومدينة جنين تعتبر مدينة منكوبة بكل المقاييس وهي تعاني القتل والتخريب والإغلاقات لأكثر من سنتين، منذ بداية الانتخابات حتى الآن تم تعطيل العمل بسبب الاجتياحات لأكثر من ٧ أشهر متفرقة وهذا يعتبر مؤشر خطير على حياة السكان والمواطنين.
هل هناك حصار أيضا بشأن الطعام والشراب وكذلك منع وصول أموال المقاصة للموظفين في المدينة؟
هناك حصار عام على الشعب الفلسطيني وعلى الحكومة الفلسطينية وعلى كثير من الأمور وعلى رأسها حالة القرصنة للمقاصة الفلسطينية التي هي حق للجانب الفلسطيني ومدرجة باتفاقيات ترعاها الأمم المتحدة والرباعية الدولية.
بما تفسر الدعم غير المتناهي للولايات المتحدة الأمريكية لانتهاكات الاحتلال؟
الاحتلال الإسرائيلي هو وكيل لقوى الاستعمار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها تشكل قاعدة عسكرية كبرى للسيطرة على المنطقة وضمان التفوق العسكري الإسرائيلي .
لماذا يدافع الغرب عن جرائم الاحتلال؟
هبة الغرب أجمع لنجدة الاحتلال تأتى من خلال دوره كضامن للهيمنة على شرق أوسط جديد ضمن منظومة استعمارية تضمن الهيمنة والسيطرة على المنطقة.
بما تفسر صمت المجتمع الدولي على تلك الانتهاكات الإسرائيلية؟
المجتمع الدولي نفسه ينتمي لعائلة الدول الاستعمارية وهو منساق أيضا لتلك النزعات والاستغلال واستعمال المنطقة كسوق وبرنامج للاستعمار وللسيطرة والنفوذ.
ما هي رسالتك للعالم ؟
هناك مشكلة بفهم العالم باحترام منطق القوة وليس قوة المنطق لذلك يجب على هذا المجتمع أن يلتزم ولو بالحد الأدنى من المواثيق التي أحاط نفسه بها وينتبه أن الكرة الأرضية نفسها أصبحت كقرية صغيرة لن يستطيع أن يخفي صمته وراءها وأن الحراك العالمي الآن ضد الاحتلال إنما هو دق للجرس وأن نار الظلم ستأكل وتلتهم من يعبث بأرواح الشعوب ومقدراتها.
أخبار ذات صلة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً