الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:23 م

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

رئيس مجلس الإدارة

محمد رزق

رئيس التحرير

أمين صالح

متحدث الإصلاح الديمقراطي لـ «فتح» في حوار مع "الجمهور": نتوقع عدم انصياع الاحتلال لقرار العدل الدولية

المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح  وعضو المجلس الثوري للحركة ديمتري دلياني

المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح  وعضو المجلس الثوري للحركة ديمتري دلياني

حوار / أحمد محمود

A A

**  تمكنا في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية وآسيا من تشجيع وزيادة كثافة التظاهرات ضد الاحتلال

**  من المتوقع ألا ينصاع الاحتلال لقرار محكمة العدل الدولية

** إسرائيل خسرت دوليا من حربها على غزة ولم تحقق أي انتصار عسكرى حتى الآن

** موقف مصر من القضية الفلسطينية قوى ومشرف

** أكبر دليل على قوة الموقف المصرى محاولة الاحتلال تشويه القاهرة أمام محكمة العدل الدولية

** إسرائيل تمارس التطهير العرقى والقضاء على الحياة بكل مقوماتها في غزة

أكثر من 100 يوم، ويشهد قطاع غزة أبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ الحديث، حيث وصل فيها عدد الضحايا إلى أكثر من 100 ألف ضحية ما بين شهداء ومفقودين ومصابين، وتحويل القطاع إلى مكان يصعب العيش فيه، ومكان غير آمن للحياة، وسط صمت مريب من المجتمع الدولى، وصمود من جانب الشعب الفلسطيني الذي يرفض التهجير القسري الذي يسعى الاحتلال لتنفيذه.

أكثر من 100 يوم، فشل فيها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في تحقيق أي انتصار عسكرى، بل وأصبحت جرائم إسرائيل مكشوفة أمام العالم، خاصة مع محاكمة محكمة العدل الدولية الاحتلال وقاداته على جرائم الإبادة الجماعية أمام العالم، وانتفاضة الشعوب في مختلف الدولة للمطالبة بوقف العدوان على غزة.

كان لنا حوارا مع المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح  وعضو المجلس الثوري للحركة ديمتري دلياني، ليحدثنا عن جهود التيار في تعريف العالم بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتأثير محاكمة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية على إسرائيل دوليا، والأكاذيب التي يمارسها الاحتلال لمحاولة الهروب من جرائمه، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..

ما الجهود التى تمارسها الجبهة لإخراج مظاهرات في عدد من دول العالم للتنديد بجرائم الاحتلال في غزة؟

الجهود التي يبذلها تيار الإصلاح الديمقراطى في حركة فتح في المساهمة في التظاهرات، وإخراج التظاهرات حول العالم للتنديد بمجازر وجرائم الاحتلال في قطاع غزة هي نتيجة علاقات تراكمية أخذت العديد من السنوات لبنائها.

كيف تم بناء تلك العلاقات مع شعوب العالم؟

هذه العلاقات التي تمكن تيار الإصلاح الديمقراطي من بنائها استنادا على تاريخ طويل من النضال والكفاح كانت بالتحديد مع مجموعات حقوقية إنسانية ومجموعات إنسانية مناهضة للاحتلال، وأحزاب سياسية ومؤسسات مجتمع مدني وذلك في كل أجزاء الأرض.

كيف عملتم على تعريف شعوب العالم بمجازر الاحتلال ضد الفلسطينيين؟

عندما بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب المجازر في قطاع غزة، زاد من كثافة تزويدنا بالمعلومات ونقل الصورة لما يحدث في غزة إلى كل هذه الجهات، حيث كنا في السابق قبل المجازر و7 أكتوبر في تواصل دائم من خلال اطلاعهم على المجازر الحقيقية وإطلاقهم على حقيقة الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية، ولكن تكثف هذا التواصل خلال هذه المجازر وتطور الأمر إلى التعاون والتنسيق وعقد لقاءات عبر الزوم وسكايب من أجل تنظيم هذه التظاهرات والمساهمة في إخراج الأدبيات من بيانات ومواقف، بل وإصدار مواقف مساندة لها من أجل مساعدة منظمي هذه التظاهرات على الأرض ليكتسبوا دعم من أرض الحدث.

وهل نجحتم في إقناع شعوب العالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي؟

تمكنا في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية وآسيا من تشجيع وزيادة كثافة التظاهرات ضد الاحتلال، وهذه التظاهرات ليست من غير مضمون بل هي مضمون ومنظميها يعملون على نشر الوعي بما يحدث من مجازر في غزة من خلال المعلومات النتى نزودها لهم بشكل مستمر ويومى، وتيارنا يصدر بيانا يوميا فيه تلخيص إما للأحداث أو تفنيد للمعانى السياسية أو الكشف عن مواقف إسرائيلية وغيرها من الأمور.

كيف ترى الخطوة الدولية الخاصة بمحكمة العدل الدولية في محاسبة الاحتلال على جرائمه بغزة

الخطوة الدولية الخاصة بمحاكمة العدل الدولية، هذه المرة الأولى التي تقف فيها دولة الاحتلال أمام محاكمة متهمة بجرائم حرب ومرتكبة بحرب إبادة رغم أنها مستمرة في ذلك منذ 1948 وحتى قبل إقامة دولة الاحتلال من خلال العصابات الصهيونية، هذه خطوة أولى في طريق كشف حسابات بين العادلة وممارسات دولة الاحتلال، وألقت مزيد من الضوء على المجازر التي تحدث في قطاع غزة، وأبرزت التأييد الدولى للقضية الفلسطينية والموقف الدولى الذي يطالب أغلبيته بوقف هذه الجرائم في غزة .

هل ترى أن محكمة العدل الدولية قادرة على وقف العدوان بغزة؟

محكمة العدل الدولية إذا أخذت قرارا بوقف هذه المجازر كقرار مؤقت، لأن القرار النهائي قد يأخذ سنوات، وجنوب افريقيا تقدمت بطلب باتخاذ إجراء مؤقت سريع لوقف المجازر، إذا تمكنت من أخذ هذا الموقف هو ملزم لدولة الاحتلال لأنها موقعة على المحكمة وعضو في هذه المحكمة، ولكن من المتوقع ألا تنصاع دولة الاحتلال لقرار محكمة العدل الدولية، إلا إذا كان هناك مصلحة سياسية داخلية تحثه على ذلك، ولكن لا أرى ذلك في أي وقت قريب، ثم ينتقل الأمر من جنوب أفريقيا إذا لم تلتزم الاحتلال إلى مجلس الأمن الذي من المقرر أن يتخذ قرارا ملزما مستندا لقرار محكمة العدل وهذا سيوجه فيتو أمريكى سيمنعه من ذلك 

وما الذي تتوقعه من محكمة العدل الدولية بشأن العدوان على غزة؟

في نهاية المطاف من خلال هذه العملية نتوقع عدة أمور أولا وأهمها صدور قرار ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي ليس قرارا استشاريا مثلما حدث في الجدار العنصرى بل قرارا ملزما، وهذا سيزيد من عزلة الولايات المتحدة، وسيفتح المجال لمزيد من الدول لتتقدم دعاوى ضد الاحتلال على مختلف الأمور وهذا سيرهق الاحتلال سياسيا وماديا وسيضعف تأييدها من قبل المؤسسات المعروفة تاريخيا بتأييدها، فإذا لم يكن هناك تأثير مباشر سواء بالفرض على وقف إطلاق النار أو من خلال فرضه من مجلس الأمن ولكن سيكون درسا سياسيا باهظا وسيصعب على دول أوروبا دعم هذا الاحتلال وهي المدانة في المحكمة  وسيخسر الاحتلال ليس فقط شعبيا ولكن على المستوى الرسمي أيضا.

كيف ترى الموقف الدولى تجاه ما يحدث في غزة؟

الموقف الدولى منقسم لقسمين ، وهذا شرخ يجب أن ننظر إليه من الناحية الاستراتيجية ،على المستوى الرسمي منقسمة، إما دول ضعيفة تؤيد الحق الفلسطيني وتقول موقفها بصوت عالى لكنه لا يحسب له حساب أو يؤثر عمليا على الأرض، وهناك دول على مستوى الرسمي قوية ومؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهذه الدول العربية مرتبطة مصلحيا بالولايات المتحدة وهذا شق، والشق الأخر الشق الشعبى لا يمكن لأي جهة في العالم التغاضى عن حقيقة الدعم الكامل الشعبى حول العالم تجاه القضية الفلسطينية ولصالح القضية وضد المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة.

هل ضغوط شعوب العالم الغربى ومظاهراتها لوقف العدوان ستنجح في سحب دعم حكومات الغرب لإسرائيل؟

بما أن الدولة المؤيدة للاحتلال هي دول بغالبيتها دول ديمقراطية فإن المزاج الشعبى سيؤثر فيما سيحكم في الفترة المقبلة ولأن مستوى العام بغالبيته مع الشعب الفلسطيني، فمن المتوقع أن القيادات القادمة لهذه الدول ستكون ممن تؤيد حق الشعب الفلسطيني، ونتوقع في سياسات دول عرفت تاريخيا بتأييدها للاحتلال الإسرائيلي .

كيف ترى الموقف المصرى بشأن دعم القضية الفلسطينية؟

موقف جمهورية مصر العربية تاريخي ومشرف لصالح القضية الفلسطينية ولصالح الشعب الفلسطيني، وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة فإن موقف مصر برفض ومنع اللجوء والنزوح الإجباري الذي حاولت دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تفرضه كان موقفا قويا للغاية، موقف مصر مشرف، ونحن كثيرى الشكر لهذا الموقف، وأيضا جمهورية مصر العربية من أبرز الداعمين للمواقف السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية في جميع المحافل لوقف هذه المذابح التي ترتكب في قطاع غزة بشكل مباشر في كل المفاوضات والمباحثات والتي ستقتضى بإذن الله لوقف المذابح في غزة هو موقف واضح ويؤكد على ثقل الدولة المصرية في المنطقة وعن قرب العلاقة المصرية الفلسطينية كون مصر هي الشقيقة الكبرى.

بما تفسر افتراءات إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية عن مصر؟

أكبر دليل على قوة الموقف المصرى، وكيف يؤذى الاحتلال الإسرائيلي هو محاولة الاحتلال تشويه الموقف المصرى أمام محكمة العدل الدولية وهذه العملية التشويه لم تصدر من فراغ بل صدرت بهدف واحد فقط هو تشويه صورة مصر وأن هذه المحاولة لا يتسق معها أبدا ولا يتفق معها ولا يستخدمها أحد سوى من نصب نفسه حليفا للاحتلال وعدوا لجمهورية مصر العربية والشعب الفلسطينية، وهناك أبواق خارجة عن الإجماع القومى والتي لها أجندات غير وطنية وغير قومية وخاصة من الإخوان الفارين في الخارج نراهم يتساوقون مع رواية الاحتلال وهو في البجاية والنهاية جزء من التوجه الذي ليس فقط خلق الاحتلال بل أدام احتلالها ومجازرها بالرغم من الخطاب الذي يبثه هؤلاء بين الحين والأخر ولكن عندما تأتى المواقف الصعبة تظهر معادنهم الحقيقية وهي أنهم متساوقون مع الاحتلال ومع رواية الاحتلال ويتبنون فعليا نفس المواقف.

كيف ترى أكاذيب إسرائيل أنها لا تمارس حرب إبادة جماعية؟

إسرائيل مثلها مثل أي دولة ترتكب جرائم حرب لا تعترف بذلك ولكن الأمر الذي لا يمكن أن تخفيه الاحتلال هي تصريحات قياداتها بدءا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس إسرائيل والوزراء وقيادات الكنيست وقيادات عسكرية حالية وسابقة قالوا بأفواههم إنهم يمارسون حرب الإبادة بالرغم من أن إسرائيل الرسمية تنكر ذلك، ولكن تصريحات الأفراد في الحكومة والوزراء تؤكد ارتكابهم لجرائم إبادة جماعية ولا تقبل التأويل أو الشك وإسرائيل تمارس الأكاذيب .

وما هي دلالات الاعترافات التي تخرج من قيادات عسكرية إسرائيلية بضرب غزة بالنقبلة النووية؟

حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة اليوم ليست فقط أكثر حرب إبادة موثقة بل هي الأكثر اعترافا في التاريخ من ناحية من يقوم بها أن لديه النية وعليها تصرف وهذا موجود، ولا يمكن إنكار هذا الأمر ولن يجدى إنكارهم لأن من يواجه الاحتلال عليه استحضار تصريحات قياداتها الذين يعترفون بالإبادة الجماعية في غزة.

كيف ترى تعمد الاحتلال استهداف المدارس والمستشفيات ودور العبادة في غزة؟

جزء مهم من هذه الحرب الإسرائيلية والأسباب خلفها هي التطهير العرقى وإحدى وسائل التطهير العرقى هو القضاء على مؤسسات المجتمع المدني والقضاء على المستشفيات والمدارس ودور العبادة والمصالح العامة والمؤسسات الخدمية العامة وهذا ما فعلته إسرائيل، حيث إن إسرائيل تتعمد هذا التدمير للمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، حينما قامت الاحتلال باغتيال صالح العارورى قامت باستهدافه ولم تدمر غرفة دراسية واحدة ولم تقتل مدنيا واحدا ولكن في قطاع غزة هي لم تقتل أو تغتال أي قيادى في حمارس، بل دمرت المستشفيات والمدارس ومؤسسات خدمية بشكل عام ، وهو ما يؤكد أن النية والهدف ليس استهداف قيادات حماس بل القضاء على الحياة بكل مقوماتها كوسيلة سريعة للتطهير العرقى ولكن بصمود شعبنا وجهود مصر فشل هذا المخطط .

ما تعليقك على الدعم الأمريكي لجرائم الاحتلال؟

الدعم الأمريكي لجرائم الاحتلال تخطى مرحلة الدعم وتقديم الأسلحة بل أثبت أن الإدارة الأمريكية متواطئة بشكل كامل مع الاحتلال الإسرائيلي في جرائم الحرب خاصة أن هذه الأسلحة ، وهذا الإمداد والدعم والغطاء السياسى والاقتصادي والعسكرى الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لدولة الاحتلال الإسرائيلي هو جاء خلال ارتكاب المذابح ومعرفتها الكاملة، بأن هناك مذابح ترتكب، خاصة أن القادة الإسرائيليين أعلنوا نيتهم بإحداث وارتكاب هذه الإبادة قبل أن تقدم الإدارة الأمريكية أي دعم إضافى لهم لذلك هو ليس فقط دعم أمريكى للاحتلال بل تواطئ وشراكة كاملة في إرادة الدم الفلسطيني في غزة.

كيف ترى فشل الاحتلال حتى الآن في تحقيق أي انتصار عسكري؟

الاحتلال الإسرائيلى هزم في 7 أكتوبر حين انهارت منظومته التي حاصر بها قطاع غزة في أقل من نصف ساعة على يد شباب فلسطينيين قاموا باختراق كل ما ادعى الاحتلال أمام العالم أنه مظهر من مظاهر التفوق العسكرى.

هل ترى أن الاحتلال هزم دوليا خلال عدوانه على غزة؟

دولة الاحتلال الإسرائيلي هزمت معنويا وسياسيا عندما التفت العالم إلى قطاع غزة، وما حدث بعدها هو المزيد من الخسائر العسكرية، ودولة الاحتلال أعلنت هدفان هو الأول القضاء على حماس وهو أمر مستحيل لأن حماس جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعى الفلسطيني والتركيبة الوطنية الفلسطينية ولا يمكن اجتثاثها وحاولت الولايات المتحدة اجتثاث البعث في العراق وفي أماكن أخرى حاولت إلغاء فصائل وأفكار وجماعات وهذا مستحيل، وحين أعلنت دولة الاحتلال أنها من خلال الحرب ستحرر الأسرى وهي لم تحرر أسير واحد بالحرب ولكنها حررته فقط بالتفاوض مع المقاومة ، وبالتالي إسرائيل عندما أعلنت الأهداف هي أخفقت في أهدافها العسكرية وازادت من خسائرها المعنوية ومع ارتكابها للمجازر خسرت معركتها السياسية الكثير.

بما تفسر مساعي الاحتلال لتنفيذ تهجير قسرى للفلسطينيين؟

الاحتلال الإسرائيلي مبنى على أيدولوجية عنصرية مبنية على الإحلال أي إحلال شعب مكان أخر، والتطهير العرقى ممارسة قامت بها العصابات الصهيونية قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 وما زالت دولة الاحتلال تبحث بكافة الوسائل كى تمارس هذا التطهير، ومدينة القدس منذ 1967 عندما تم احتلال شطرها الشرقى وهي تعانى من تطهير عرقى ليس فقط من خلال الاعتقال والاغتيال بل أيضا من خلال سياسات تخلق بيئة طاردة للمواطن وهذا وجه أخر للتطهير العرقى، فالتطهير العرقى جزء أساسى من الأيدولوجية وكذلك السياسات الإسرائيلية هي عنصرية إحلاليه.

search