مستشفيات غزة تتحول لمقابر.. رئيس الجراحة بمجمع ناصر الطبي: أتمنى الصعود لشقتى ورؤية أقاربى
غزة
حوار / أحمد محمود
صرخات تخرج من الأطباء الفلسطينيين، الذين لم يستطيعوا الذهاب إلى بيوتهم بسبب استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة، ومع مرور ما يقرب من 3 أشهر، ما زالت معاناة الأطباء، عشرات من الشهداء في صفوفهم بجانب مئات المصابين، واعتقال أفراد منهم بعد اقتحام الاحتلال لبعض مستشفيات القطاع، العمل طوال 24 ساعة، في ظل ضعف الإمكانيات، رؤية مشاهد تدمى القلوب من حجم الشهداء والجرحى الكبير للغاية.
بعض الأطباء قد يرى ذويه الذين لم يستطع أن يراهم بسبب عمله قد جاءوا له ولكن شهداء ومصابين، وأصبح عليهم التعامل مع كل هذا العدد من الجرحى في ظل ضعف الإمكانيات وشح المعدات والأدوية ونقص الوقود، شهداء في كل مكان بالمستشفى وإقامة مدفن في الساحات لدفن الشهداء من أجل استقبال شهداء وجرحى آخرين، مشاهد لا يمكن أن تراها في أبشع أفلام الرعب، تراها الكوادر الطبية في غزة.
تواصلنا مع الدكتور سليم صقر رئيس قسم الجراحة العامة بمجمع ناصر الطبي في غزة، الذي حدثنا من غزة حول حجم الضغوط التي تعانى منها الأطقم الطبية في القطاع، والمعاناة التي يعيشها الأطباء في ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلي على استهداف المستشفيات، كما حدث عن اضطرار المستشفيات إلى إجراء عمليات جراحية بدون تخدير، وإلى نص الحوار..
حدثنا عن الأوضاع في مجمع ناصر الطبي بغزة في ظل استمرار القصف على القطاع؟
الوضع سيئ للغاية، فالمساعدات لم تصل إلى المستشفي والوضع كارثى جدا وفوق ما يتصور أحد.
كيف أثر الحصار المفروض من قبل الاحتلال على غزة على عملكم في المستشفيات؟
بالفعل منع وصول الوقود يؤثر علينا كثيرا، وعدد كبير من المستشفيات توقف عن العمل لعدم وجود السولار والغاز لتشغيل المستشفيات.
وماذا عن حجم الشهداء والمصابين الذين يأتون للمجمع الطبي؟
مستشفى ناصر يستقبل الجرحى والشهداء بأعداد ضخمة جراء العدوان الإسرائيلى الذى بدأ فى 7 أكتوبر 2023، ومعظم المصابين والشهداء أطفال ونساء.
كيف يؤدى الأطباء عملهم في ظل تهديدات الاحتلال باستمرار بقصف المستشفيات؟
نعانى كثيرا، خاصة أن الاحتلال بالفعل قصف العديد من المستشفيات ومحيطها، والهدف من قصف المستشفيات من الحكومة الاسرائيلية أن تستهدف الآمنين المتواجدين فى المستشفيات من أطفال ونساء، فالناس تتجه لأماكن معروفة فى القانون الدولى، وهي أماكن آمنة كي لا تصاب بأى أذى، وبالتالي يذهب أهالى غزة إلى مراكز الإيواء أو المستشفيات ولكن الاحتلال ضرب مراكز الإيواء والمستشفيات، حتى يبين لجمهورهم من مواطني إسرائيل بأنهم يفعلون شيئا وللأسف هذه كارثة إنسانية وجريمة حرب، يعاقب عليها القانون.
وماذا عن تكدس النازحين والمصابين في مستشفى ناصر بغزة؟
الأعداد كبيرة للغاية، وأنا من مستشفى ناصر أناشد مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ولكل إنسان لديه إنسانية أن يقول كلمة حق في العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأطفال والنساء فى المراكز والمستشفيات، فمراكز الإيواء والملاجئ متكدسة والناس تنام فى الشوارع، لأنه لا يوجد مكان آخر تذهب إليه لأن الوضع كارثي، بكل معنى الكلمة لا كهرباء ولا مياه.
هل بالفعل أهالى غزة يضطرون لشرب المياه الملوثة لعدم وصول الماء للقطاع؟
بالفعل، أهالى غزة يشربون مياها ملوثة، وأنا كطبيب بشرب مياه غير منقاة ولا صحية، للأسف الوضع كارثي بكل معنى الكلمة، معظم المصابين والشهداء أطفال ونساء وأهالى غزة يشربون مياهة ملوثة وأنا كطبيب بشرب مياه غير صحية.
ما حقيقة أنكم تضطرون إلى إجراء عمليات جراحية بدون تخدير؟
صحيح.. نقوم بتنظيف الجروح بدون بنج ولا يوجد مكان فى العمليات أعمل فيه والوضع كارثي بكل معنى الكلمة.
كيف تستطيعون علاج كل عدد المصابين رغم قلة الإمكانيات في المستشفيات بغزة؟
في الحقيقة، الإصابات التى تأتي إلى المستشفى أكثر من طاقته بـ 300%، للأسف هناك بعض الغارات تسببت في حضور إصابات أكثر من 300% من القدرة الاستيعابية للمستشفى.
كيف ترى موقف المجتمع الدولى الصامت عن جرائم الاحتلال؟
العالم لم يعط أى حقوق للشعب الفلسطينى، همشوهم في كل شيء والشعب يريد أن يعيش وهو من أكثر الشعوب التي تحب الخير ولا نحب العنف، ولا نحب أى شكل من أشكال العنف.
ما الذي تتمناه كمواطن فلسطيني؟
أريد دولة فلسطينية مستقلة مثل باقى الشعوب، أريد كإنسان أن أزور أقاربى، وأصعد بسلام إلى شقتى، فكل شيء لدينا صعب في هذه الحياة، وهذا ليس ليوم أو اثنين ولكن نعيش في ذلك منذ سنوات، فمنذ 59 عاما لم أعش يوما جميلا، فنحن شعب نريد أن يعيش، فنحن شعب مسالم، ولا نحب حروبا ولا نريدها، فالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قام بعمل اتفاقية أوسلو ولكن في المقابل همش العالم القضية الفلسطينية وهمش العالم كل إنسان يرفع غصن الزيتون فأنا أتمنى على العالم الحر أن يقف ويعطى الشعب الفلسطينى حقه، وكما ذكرت نحن نريد أن نعيش.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في سوق العمل؟
-
نعم
-
لا
أكثر الكلمات انتشاراً